متابعة - صفاء العبد: يبقى الصراع شرسا بين العراقة والحداثة على مستوى مدربي فريقي القمة الكبيرة السد ولخويا في مباراة اليوم عند النهائي المثير بحثا عن أغلى الألقاب على كأس سمو الأمير .. فالفارق العمري بين مدرب السد ، البرتغالي جوزفالدو فيريرا ، ومدرب لخويا ، المغربي جمال بلماضي يصل الى ثلاثين عاما بالتمام والكمال .. وليس من شك في أن مثل هذا الفارق الكبير يعكس حجم الفارق في الخبرة بين كلا المدربين إذ يمتد العمر التدريبي لفيريرا الى ما يعادل عمر بلماضي كله تقريبا حيث كان فيريرا قد بدأ عمله التدريبي مع نهاية السبعينات يوم كان بلماضي في الثالثة أو الرابعة من العمر .. ومع ذلك فإن بلماضي كان قد سجل نجاحات جيدة في مسيرته التدريبية التي لا تتعدى الست سنوات حيث بدأها مع لخويا في أول ظهور له مع الكبار وتمكن من أن يقوده الى الفوز بلقب الدوري في نسختين متتاليتين ثم قاد العنابي للفوز بلقب غرب آسيا وكأس الخليج .. أما فيريرا فإن له نجاحات عديدة سواء مع الزمالك المصري الذي قاده للفوز بلقبي الدوري والكأس أو في أوروبا يوم قاد بورتو البرتغالي لإحراز لقب الدوري ثلاث مرات ومعها كأس البرتغال ثلاث مرات وأيضا كأس السوبر وغيرها من الإنجازات الأخرى . وفي الواقع فإن فيريرا لا يبدو واضحا في عمله التدريبي إذ غالبا ما يفاجأ الجميع بتغييرات غير محسوبة على صعيد توظيف إمكانات لاعبيه وبطريقة قد تعكس أحيانا شيئا من عدم الاستقرار من وجهة نظر الكثيرين لكنها يتعامل معها بحسابات خاصة به الى جانب حرصه على إتاحة الفرص أمام بعض اللاعبين الشباب وعدم التعامل مع اللاعبين من خلال الأسماء فقط وتلك ميزة قد تكون مهمة في عملية البناء مع أي فريق .. أما بلماضي فإنه نادرا ما يجازف بالدفع بلاعبين شباب حيث يبدو متمسكا بخياراته الأساسية مع بعض اللاعبين الذين يرى فيهم القدرة على تنفيذ ما يطلبه منهم من الواجبات وذلك هو السبب الذي يجعل تشكيلة فريقه خالية تقريبا من أي أسماء جديدة إلا في حالات استثنائية ومحدودة جدا .. وعلى المستوى التكتيكي نجد أن كلا المدربين يركزان كثيرا على الجانب الهجومي حيث غالبا ما يضع كل منهما ثلاثة لاعبين خلف رأس الحربة الوحيد مع الاعتماد غالبا على أربعة مدافعين ولكن ليس دائما بالنسبة الى فيريرا الذي يذهب في بعض الأحيان الى الاعتماد على ثلاثة لاعبين في الدفاع مع ظهيرين .. ويبدو أن هناك قواسم مشتركة بين كلا المدربين إذ أنهما يشتركان بأسلوب التعامل الصارم مع اللاعبين وعدم التهاون أبدا في ما يتعلق بالالتزام بالواجبات والتشدد في التطبيق الميداني للأسلوب الذي يحدده كل منهما في هذه المواجهة أو تلك .. غير أن ذلك لا يبدو متشابها في كل تفاصيله إذ يميل بلماضي الى منح الحرية للظهيرين في التوغل وفي الإسهامات الهجومية على العكس من فيريرا الذي يفرض على الظهيرين التركيز على المهمة الدفاعية وعدم التوغل باستمرار وهو ما يمكن أن يفقد الفريق من بعض الفاعلية في تحركاته الجانبية وبالتالي فإن ذلك يؤدي بالتأكيد على التركيز على التحركات في عمق الملعب أكثر من الجانبين .. وقد يكون مهما هنا الإشارة الى أن كل من المدربين يشعران اليوم بشيء من الضغوط حيث يبحث كل منهما عن إنقاذ الموسم بآخر وأغلى الألقاب بعد أن أخفقا في الدوري وكأس قطر كما أن كل منهما يجد نفسه بأمس الحاجة الى الفوز بهذا اللقب تحديدا حيث سيكون الأول من نوعه بالنسبة الى لخويا ومدربه بلماضي الذي أثيرت حوله العديد من علامات الاستفهام هذا الموسم وهو ما ينسحب أيضا نحو فيريرا الذي قد تكون مباراة اليوم فرصته الأخيرة للبقاء مع السد الذي يدافع عن لقبه في البطولة المتخصص بلقبها وبعد أن أخفق في قيادته للفريق نحو لقب بطولتي الدوري وكأس قطر .
مشاركة :