متابعة - صفاء العبد : اذا كانت الانظار تتجه اليوم بقوة نحو المستطيل الاخضر لمراقبة ما يمكن ان يقدمه فريقا السد والجيش في مباراتهما المرتقبة بنهائي بطولة كأس قطر لكرة القدم في نسختها الرابعة ، فان الانظار ذاتها ستكون شاخصة صوب المنطقة الفنية لكلا الفريقين بانتظار ما يمكن ان يفعله مدربا الفريقين بحثا عن الفوز الذي يقود الى احراز اللقب الذهبي الكبير ..     ولا يُخفى طبعا حقيقة وجود العديد من العوامل المشتركة بين البرتغالي فيريرا مدرب السد والفرنسي من اصل تونسي صبري لموشي مدرب الجيش رغم الفارق الكبير على مستوى الخبرة بحكم فارق العمر ، حيث يبلغ فيريرا الحادية والسبعين من العمر بينما يبلغ لموشي السادسة والاربعين .. وفي مقدمة تلك العوامل المشتركة الانتماء الى مدرسة تدريبية واحدة هي المدرسة الاوروبية اضافة الى ان كل منهما يمتلك من الجرأة ما يمكن ان يدفع بهما الى تغليب الاسلوب الهجومي والمراهنة على ما يمكن ان يفعله اللاعبون في الامام عبر تكثيف التحركات الامامية  والاندفاع باربعة لاعبين على الاقل وهو ما يمهد لمواجهة يمكن ان تتسم بالكثير من الشراسة الهجومية ..     غير ان المراهنة الهجومية هذه لا تلغي حرصهما ايضا على بلوغ افضل مستوى ممكن من حيث التنظيم الدفاعي وهو ما سجل فيه السد تحديدا نجاحا واضحا طوال رحلة الدوري لهذا الموسم وفقا للارقام التي تتحدث عن كونه صاحب الشباك الانظف حيث لم يصاب مرماه سوى ( 23 ) مرة في ( 26 ) مباراة في مقابل ( 40 ) كرة اهتزت فيها شباك مرمى الجيش الذي سيكون اليوم بحاجة الى معالجات صائبة على المستوى الدفاعي تحديدا خصوصا وانه سيكون امام صاحب ثاني افضل حصيلة تهديفية في الدوري وهي ( 77 ) هدفا سجلها السداويون في الدوري ..     كما يركز المدربان بالتأكيد على محاولة استثمار كل مساحات الملعب وذلك من خلال الانفتاح عند الجانبين والمراهنة على التوغلات الجانبية الى جانب الاعتماد كثيرا على منطقة الوسط من خلال الدور المهم والكبير الذي ينهض به لاعبيهما في صنع الالعاب وفي التحول بين المهمتين الدفاعية والهجومية ..     وهنا نشير الى ان كل من المدربين يمتلكان اوراقا رابحة على المستوى الهجومي وهو ما يدفع بهما للتركيز على هذا الجانب مع الاشارة الى انهما يتقاربان كثيرا في طريقة واسلوب اللعب ان لم نقل انهما يتشابهان كثيرا في هذا الجانب حيث ان كل منهما يراهن على رأس حربة واحد وعلى تواجد اربعة لاعبين في خط الظهر ، وربما الاختلاف يحدث احيانا على مستوى الارتكاز اذ تتباين خياراتهما احيانا بين لاعبين او ثلاثة لاعبين في هذه المنطقة مثلما يحدث ايضا على مستوى الاسناد الهجومي اذ يعتمدان على لاعبين او ثلاثة لاعبين وفقا لقناعاتهما وفي ضؤ امكانات الفريق الاخر ..     وعلى مستوى الانجازات المتحققة فان كفة مدرب الحيش صبري لموشي هي الارجح كونه سبق وان احرز لقب هذه البطولة تحديدا مرتين وتواجد في مباراتها النهائية ثلاث مرات وحل وصيفا لبطولة كأس سمو الامير في النسخة قبل الماضية ووصيفا لبطل دوري النسخة السابقة في حين لم يحقق فيريرا اي لقب مع السد في الموسم الماضي واكتفى بالمركز الثاني في بطولة كأس سمو الامير وهاهو يحل وصيفا لبطل دوري هذا الموسم ..      اما على المستوى الخارجي فان لموشي كان قد نجح في قيادة فريقه الى الدور نصف النهائي لدوري ابطال اسيا في الموسم الماضي لكنه لم يكن كذلك في النسخة الحالية التي غادرها من الدور التمهيدي مثلما حدث للسد عندما غادر النسختين الماضية والحالية من البطولة في دورها التمهيدي تحت قيادة فيريرا ..