لا تعكّر مزاجي!

  • 5/20/2016
  • 00:00
  • 41
  • 0
  • 0
news-picture

«فيه ناس اذا كلموك ودك تقول لهم: ممكن بعدين انا مستأنس الحين». هذه الطرفة تتحدث عن واقع أناس لا يمكن أن يغيبوا عن أنظارنا! ولا عن هواتفنا! تجدهم أمامك في المجلس! وتجلس بجانبهم في مقر العمل! بل إنهم يتكرمون بالسعي للتواصل معك حتى في مواقع التواصل الاجتماعي! وما يجمع بين هؤلاء الناس أنهم يعكّرون المزاج ويضيّقون الصدر! ولمعكري المزاج هؤلاء مواصفات كثيرة، يجب أن تعرف، ليُحذر منهم، ويُحذر أيضاً من الوقوع فيها، فلا أحد بمأمن من التعكير ونشر الكآبة في هذا الوقت الذي تتزايد ضغوطه! معكّر المزاج يرد على كلامك قبل فهمه! فما أن تبدأ موضوعاً حتى ترى التحفز في أعينهم استعداداً للرد، وبعد ثوان معدودة من انطلاقتك يرسلون صاروخهم الجرثومي المضاد، والذي يبعثر فكرتك، بل وما تملكه من مشاعر وأحاسيس وأعصاب! أيضاً لدى معكّر المزاج عداوة مع سعادة الآخرين، فما أن يروا شخصاً يتحدث عن إنجاز من إنجازاته، أو شيء مميز يملكه، حتى ترى الابتسامة القاتلة ترتسم على أفواههم، ولمعة العين التي لا يمكن أن يخطئها النظر حتى ولو كانت من خلف شاشة جهاز، ثم يرسلون قنبلتهم المتمثلة في جملة قصيرة الكلمات، مسمومة الأثر، تبدأ بكلمة «ولكن»! وبالمقابل فإن معكّر المزاج لا يستحي من إيقاف برنامجك وبرامج الآخرين ليتحدث عن إنجازاته الشخصية وأولاده وسياراته ورحلاته حتى ولو كانت هذه الإنجازات، كإنجازات من تحفل بهم شاشاتنا اليوم! من مواصفات المتواجدين منهم في مواقع التواصل الاجتماعي، أنهم يستترون في الأغلب خلف أسماء مستعارة، ثم يسعون في تدمير سعادة الآخرين ببذاءة لا يحسدون عليها، والأدهى والأمر أنهم يعتقدون أن ما يمارسونه هو من أساسيات مواقع التواصل الاجتماعي ولكن الآخرين ضيقو الصدر ولا يتحملون! هم باختصار محبطون ومتشائمون وفاشلون ويريدون سحب غيرهم لمستنقعات اليأس والاحباط والفشل التي يعيشون فيها! والتعامل الأمثل معهم هو ما قدمته الطرفة التي بدأت فيها هذا المقال، وبدون «ودك» بل علينا أن نقولها مباشرة وبلا مجاملة: عفواً! أنا سعيد ولن أسمح لك ولا لغيرك أن يعكّر مزاجي!

مشاركة :