الحديث عن اغتراب المعلمات من أكثر الأحاديث أهمية بحكم ضرورة التعامل معه كمسبب رئيس في الكثير من المعاناة التي تعيشها المعلمات في بداية حياتهن التعليمية ــــ على أنها تستمر لسنوات في بعض الحالات. معاناة نفسية ومجتمعية، لكنها لا تخلو من الآثار الجسدية مع الإرهاق الذي يعيشه بعضهن في سفر طويل وطرق وعرة وسائقين لم يعودوا يبالون. أرسل لي زميل مقطعا يصور سرعة إحدى سيارات نقل المعلمات وهي تتجاوز 160 كيلومترا في الساعة أثناء نقلها المعلمات فتخيلوا كم نسبة توقع الحادث في حالة كهذه، النسبة بلا شك عالية والحوادث التي كادت تقع عددها هائل، ثم يأتي حادث ليكتسح مستقبل فتاة وأحلام أسرة، كالذي حدث قبل أسبوع. إن الحاجة التي تدفع بعض الأسر لتحمل معاناة كهذه، يجب أن تقابلها نية قوية وعزيمة عالية للتخلص منها وهي تمر علينا بشكل عام وتزداد نسبتها سنويا، ولكننا لا نعيش تفاصيلها بحكم البعد عن الشخصيات والأماكن. هنا يجب أن نعمل على تقديم المقترحات التي تعين المسؤول على التخلص من هذه الإشكالية، لأنه في واقع الأمر يعانيها وله منا النصح والرأي الذي قد يخدم مهامه. هنا نتحدث عن التعامل الجديد مع المعلمات اللواتي يبتعدن عن بيوتهن ويخرجن من أسرهن بحثا عن العمل، لنضع القوانين التي تحميهن وتمنع سفرهن لمسافات طويلة، ولنتحدث عن بعض الأفكار المهمة وأولها الكثافة السكانية في المدرسة التي تعين فيها أي معلمة. يجب أن يكون التعيين في مدن لا يقل تعدادها السكاني عن 100 ألف نسمة وأن تحتوي الخدمات الأساسية التي يحتاج إليها السكان بما يمنع الحاجة للسفر على الطرق الطويلة والمعاناة اليومية التي تسببها. هذه النقطة ستمنع بحول الله أكثر من 70 في المائة من الحوادث الشنيعة التي نشاهدها. ثم إن من المهم أن نستخدم آليات حديثة في توزيع المعلمات يمكن أن تكون عبارة عن برنامج حاسوبي متطور يمكنه أن يوزع المعلمات بأفضل طريقة تضمن قرب المعلمة من محل سكنها، وهو ما نرى انتشار عكسه اليوم فتجد معلمة من نجران تعين في تبوك ومعلمة من تبوك تعين في الأحساء وثالثة من الأحساء تعين في نجران، وهكذا نجد أن التعيين هو عبارة عن كومة من الخيوط المتشابكة التي لا يحكمها أساس منطقي. غدا أقدم المزيد من الأفكار بحول الله.
مشاركة :