في هذا الأسبوع، تنطلق فعاليات النسخة الثالثة من ملتقى السياحة السعودي بواجهة الرياض، وسط ترقب واسع من المهتمين بقطاع السياحة والاستثمار الثقافي في المملكة وخارجها. يأتي هذا الحدث ليؤكد على المكانة المتنامية التي حققتها المملكة كوجهة سياحية عالمية، وليبرز جهودها في تطوير القطاع بما ينسجم مع رؤية 2030 التي جعلت من السياحة ركيزة أساسية لتنويع الاقتصاد الوطني وبناء مستقبل أكثر استدامة. قطاع السياحة السعودي شهد خلال السنوات القليلة الماضية قفزات نوعية، تجسدت في استثمارات ضخمة وبنية تحتية حديثة، إلى جانب إطلاق فعاليات دولية جذبت ملايين الزوار. النسخ السابقة من الملتقى لعبت دورًا محوريًا في تعزيز هذا الزخم، من خلال تسليط الضوء على الفرص الاستثمارية والمقومات السياحية التي تنفرد بها المملكة، بدءًا من المواقع التاريخية مثل العلا وحي الطريف، وصولًا إلى الفعاليات الترفيهية التي باتت جزءًا لا يتجزأ من المشهد السياحي السعودي. التطور اللافت لم يكن وليد اللحظة، بل هو نتاج تكامل الجهود بين العديد من الجهات. وزارة الثقافة، على سبيل المثال، ساهمت بشكل ملحوظ في إبراز التراث الوطني والفنون السعودية بأسلوب يجذب الزوار من مختلف الثقافات. كما لعب الإعلام دورًا جوهريًا في الترويج لمشاريع وبرامج القطاع السياحي، ما عزز الصورة الإيجابية للمملكة على المستوى العالمي. بالإضافة إلى ذلك، كان للتعاون بين القطاعين الحكومي والخاص أثر بالغ في تحسين تجربة السياح، بدءًا من تطوير المرافق وصولًا إلى استقطاب كبرى الشركات العالمية للاستثمار في الوجهات السياحية. على الجانب الآخر، برزت أهمية قطاع التعليم في دعم هذا القطاع المزدهر، من خلال إعداد كوادر وطنية مؤهلة للعمل في مجالات متعددة مثل الإرشاد السياحي وإدارة الفعاليات. برامج التدريب الأكاديمي والمهني أسهمت بشكل كبير في تعزيز تنافسية الشباب السعودي في سوق العمل، وجعلت من قطاع السياحة مجالًا واعدًا يُسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في آنٍ واحد. مع انطلاق الملتقى هذا الأسبوع، تتجه الأنظار إلى ما سيقدمه من فرص جديدة لتعزيز التعاون الدولي واستكشاف مجالات ابتكارية تدفع بقطاع السياحة السعودي نحو مزيد من الريادة. الطموح لا يقف عند حدود الإنجازات السابقة، بل يتجدد مع كل خطوة تُتخذ لتطوير هذا القطاع الحيوي. ما يميز هذه النسخة من الملتقى هو تركيزها على الاستدامة والابتكار، وهو ما يعكس التزام المملكة بمواكبة التوجهات العالمية في صناعة السياحة. كمواطنة سعودية، أؤمن أن نجاح هذه الرؤية الطموحة يعتمد على مساهمة الجميع. المواطنون هم الوجه الحقيقي للوطن، وهم من يحملون رسالة المملكة إلى العالم، ليس فقط عبر مواقعها السياحية، بل أيضًا من خلال ثقافتها وتقاليدها التي تمتد جذورها إلى أعماق التاريخ. الملتقى ليس مجرد حدث، بل هو منصة تتيح لنا جميعًا فرصة لإظهار وجه المملكة المشرق، ومواصلة البناء على ما تحقق من إنجازات، لنثبت للعالم أن السياحة السعودية ليست مجرد وجهة، بل تجربة استثنائية بكل المقاييس.
مشاركة :