افتتحت المترجمة البحرينية لونا العريض، أولى أوراق ملف الترجمة، ضمن الموسم الثقافي الجديد لـ أسرة الأدباء والكتاب، بأمسية تحت عنوان تجربتي في الترجمة، مساء الأحد (15 مايو)، في مقر الأسرة، إذ شرعت العريض تجربتها باستعراض سيرتها، ونشأتها، في وسط بيت ثقافي، فوالدها الفنان الكبير عبد الكريم العريض، أحد رواد الحركة التشكيلية في البحرين، ووسط حي يمتاز بتنوعه الثقافي والديني بوسط المنامة، ما أتاح لها إمكانية رسم طريقها في الحياة، وقد ساندها في ذلك مرونة قلمها، ودراستها في المدارس الخاصة التي تعتمد اللغة الانجلنزية. ولفتت العريض إلى أن هناك العديد من المحطات البارزة في مسيرتها الحياتية، إذ تربيت مع الراهبات اللائي كن يعلمنني كيف يكون الإنسان محترما لذاته، ولمن يتعامل معهم مشيرة إلى أنها كانت تجد في نفسها البنت العربية في حين، وفي أحيان أخرى تلك البنت الغريبة عن هويتها، ومن هنا جاءت رحلة الترجمة، التي شكلت لها جسورا مكنتها من العبور للعديد من الحضارات والثقافات، وزودتها بخزين معرفي، أهلها لتبدأ بكتابة الموضوعات، وتقوم بوظائف الترجمة منذ صغر سنها، كان لأبي جانب كبير في ذلك، إذ كان يدفعني لترجمة (الكتالوجات) مذ كنت في الخامسة عشر ربيعا. تابعة العريض شغفها بالكتابة، وكانت تكتب مذكراتها خلال مختلف فترات حياتها، إلا أن تخصصها الأكاديمي (المحاسبة) أفقدها الحيوية والروح المتوهجة للترجمة، وهنا عاد دور الفنان التشكيلي عبد الكريم العريض، الذي دفعها للقيام بهذه الوظيفة، فكانت أولى ثمار هذا العشق للترجمة، ترجمة كتاب المنامة، الإنسان والتراث الذي تقول عنه بأنه جاء بعد مجهود شخصي مضني وبحث طويل في أحياء المنامة ومساجدها وكنائسها وناسها، بكل طوائفهم ونسيجهم الاجتماعي، الذي كان يميز عاصمة البحرين، وتضيف كتابها الأول حقق نجاحا كبيرا لأنه حرصت على أن تقدم هذه التجربة بلغة بسيطة ومفهومة عند الجميع وعلى أن يكون بعيدا عن اللغة المعقدة. ثم في العام (2012) قدمت العريض كتابها الثاني، والذي حمل عنوان البرزخ الذي يتناول الجوانب الروحية للحياة بعد الموت، فيما جاءت تجربتها الثالثة بشكل أدبي، حيث ترجمت المجموعة القصصية أيام خديمة للقاصة البحرينية نعيمة السماك، لتكون التجربة الرابعة ترجمة كتاب رمزية الألوان عند المرأة الشيعية في البحرين للكاتبة أمينة الفردان. وتابعت هذه التجربة حيث أقدمت في العام (2013) على ترجمة كتاب أيام الفن والأدب لعبد الكريم العريض، ليتلوه بعد ذلك إصدار كتاب المرأة قبل النفط الذي تقول عنه لونا بأنه يضم حكايات وقصصا مؤلمة وبعضها حزينا ومؤثرا لهؤلاء النسوة. وجاءت تجربتها السابعة بترجمة الكتاب المصور مأوى الفؤاد. وإلى جانب نشاطها في الترجمة والتأليف، كان للعريض نشاط على الصعيد المحلي والعربي، عبر مشاركتها بالعديد من المقالات الأدبية والفكرية، والبحثية.
مشاركة :