قال الشاعر ماجد الخياط : الصبر مثل اسمه في كل نائبة لكن عواقبه أحلى من العسل المفكر والشاعر اللبناني جبران خليل جبران له عبارة تقول (زرعت أوجاعي في حقل من التجلد فنبتت أفراحا) وهي تنطبق على الإعلامي المبدع وزير الإعلام السابق محمد السنعوسي الذي صبر كثيرا وطويلا على مصائب كثيرة وكما يقول المثل (المصائب تأتي مجتمعه) وكانت هذه المصائب تهد جبال ولكن هذا الإنسان الرائع المحبوب كان صبره كما يقولون كصبر أيوب فقد تحمل وكان صبره على حساب راحته وصحته فقد داهمته الأمراض وكان في الأونة الأخيرة طريح الفراش في المستشفى ولكن رغم ذلك كانت ابتسامته ترسم التفاؤل والأمل في المستقبل . يوم الخميس الموافق 20 مايو الجاري كان يوما مشهودا وتاريخيا بالنسبة لوزير الإعلام السابق محمد السنعوسي فقد أسدلت محكمة التمييز الستار على قضية (مشروع شوبيز السياحي) وذلك بتبرئة الإعلامي الكبير محمد السنعوسي ونجله زياد ورئيس مجلس إدارة شركة المشروعات السياحية شاكر العثمان من تهم الاستيلاء على المال العام الموجهة إليهم حيث قضت محكمة التمييز بإلغاء حكم محكمة اﻻستئناف القاضي باﻻمتناع عن النطق بعقاب السنعوسي وحبس نجله زياد ومسؤول المشروعات السياحية شاكر العثمان 7 سنوات مع الشغل وتغريم كل منهما 5 ملايين دينار وعزل الأول عن وظيفته علما بأن محكمة أول درجة حكمت ببرائة السنعوسي من تهمة الاستيلاء على المال العام من خلال الحصول على ربح بقيمة 2.7 مليون دينار. ﻻشك أن معاناة وزير الإعلام السابق والإعلام المبدع محمد السنعوسي من الحكم على ابنه زياد بالحبس 7 سنوات مع الشغل تهون أما معاناته وألمه على فقد ابنه الكبير طارق فقد كانت الضربة ضربتان بالنسبة لأبوطارق الإعلامي محمد السنعوسي فهو من ناحية فقد ابنه الكبير الذي توفي أثر أزمة قلبية ومن ناحية أخرى فقد ابنه الآخر زياد الذي حكم عليه بالسجن كما ذكرنا وكما يقول المثل (ضربتان بالراس توجع) .وزير الإعلام السابق محمد السنعوسي كان تعليقه على حكم محكمة التمييز بالبراءة أنه يثق بالقضاء الكويتي الشامخ الذي أنصفه بعد سنوات طويلة من تداول القضية في ساحة القضاء وأنه يشعر بالسعادة بصدور حكم البراءة وقال إنه كان مريضا وقد كان مرضه بسبب المعاناة والمصائب التي مر بها وهو اليوم يشعر بأن صحته أحسن وكذلك نفسيته فقد شفي من القهر الذي ﻻزمه طوال تداول القضية وختم كلامه بأن ظهر الحق وزهق الباطل . نبارك للإعلامي المبدع ووزير الإعلام السابق بوطارق محمد السنعوسي على حكم البراءة الذي صدر بحقه وبراءة ابنه زياد وإنه في النهاية ﻻيصح رﻻ الصحيح فقد رسم الإعلامي الكبير السنعوسي اﻻبتسامة على شفاه الشعب الكويتي وكذلك الخليجي والعربي بأعماله الفنية الخالدة عندما كان وكيلا في وزارة الإعلام وقد أشرف على أكثر الأعمال التي أنتجها تلفزيون الكويت في الزمن الجميل مثل مسلسل درب الزلق والأقدار وخالتي قماشة وكثير من الأعمال الخالدة وأتذكر أنه كان يقدم برنامج تلفزيوني في البدايات عندما كان التلفزيون أبيض وأسود وكان برنامجه اجتماعي ساخر فقد استطاع أن يقضي على ظاهرة الفئران التي انتشرت بكثرة وذلك بإعطاء كل من يحضر له فأرا ربع دينار حيث كان هذا المبلغ كبيرا في ذلك الوقت وﻻيخفى على أحد إنجازاته الإعلامية الكثيرة فقد أحدث ثورة في البرامج والتمثيليات والأعمال التلفزيونية. لعل من أشهر الأعمال السينمائية التي كان الإعلامي المبدع محمد السنعوسي وراء إنتاجها وعرضها في المهرجانات العالمية فيلم (الرسالة) وهو يحكي عن بداية ظهور الإسلام وهو فكرة المخرج الأميركي السوري العقاد الذي استشهد في الأردن أثناء حضوره حفل زفاف وقام أحد الإرهابيين بتفجير نفسه وسط المدعويين ولكن الشاهد أن الإعلامي الكبير محمد السنعوسي استطاع إقناع وزير الإعلام في ذلك الوقت الشيخ جابر العلي بتمويل الفيلم وقامت حكومة الكويت بتمويل فيلم الرسالة بتوصية من الشيخ جابر العلي الذي اشتهر بدعمه للإعلام والفن وقد كانت بصماته واضحة في الزمن الجميل فقد حول الكويت إلى هوليود الخليج وكانت قِبلة لأشهر الفنانين والإعلاميين والمطربين. عندما تسلم الإعلامي الكبير محمد السنعوسي منصبه كوزير للإعلام كانت عنده رؤية واستراتيجية لتطوير الوزارة وإعادة الزمن الجميل ولكنه اصطدم في ذلك الوقت بأعضاء مجلس الأمة وخاصة المحسوبين على التيار الديني ولأنه ﻻيعرف المجاملة وطق الطار بالمقلوب وتقديم التنازﻻت للفكر الضيق الذي كان يهيمن على مجلس الأمة فقد استقال من منصبه بعد 6 شهور تقريبا لأنه ﻻيستطيع العطاء في أجواء ملوثة تحارب كل فكر مبدع. نأمل أن تعيد الحكومة اﻻعتبار لوزير الإعلام السابق محمد السنعوسي بعد أن تعرض لحملة شرسة من اﻻتهامات الكيدية التي شوهت سمعته وأساءت لتاريخه الإعلامي الزاخر والمضيء بأن تقوم بتكريمه وتطلق اسمه على أحد المرافق الإعلامية كما أطلقت اسم الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا على مسرح السالمية وأن تعيد الحق لأصحابه، فقد تحول مشروع شوبيز في السالمية والذي يحتل موقعا استراتيجيا على البحر إلى خرابة وأطلال بعدما كان متنفس للمواطنين والمقيمين فقد كنت اصطحب أطفالي إلى شوبيز وقد رأيت الإعلامي الكبير محمد السنعوسي وهو يتمشى ويتابع العمل بنفسه في مشروع شوبيز وﻻيجوز إهمال هذا المشروع الترفيهي كل هذه السنوات وآن الأوان لإعادته إلى سابق عهده فقد كان الإعلامي المبدع ينوي تطويره وتوسعته وحقيقة ﻻ أدري إن كان المشروع ﻻ زال المالك له السنعوسي أم تم سحبه كعادة الحكومة في محاربة الإبداع والمبدعين ونأمل أن يستكمل مشروع شوبيز بإشراف وزير الإعلام السابق الذي حصل عليه بطريقة البي او تي كنوع من اﻻستثمار . ختاما نقول لوزير الإعلام السابق والإعلامي المحبوب والمبدع يا جبل ما يهزك ريح وتمنياتنا لك بموفور الصحة وطول العمر وأن تكون حياتك الجديدة بعد المرض وحكم البراءة بعيدة عن القهر الذي عانيت منه لسنوات طويلة وأن تتفرغ لمشاريعك السياحية الترفيهية في سليل الجهراء وتعميم هذه التجربة الناجحة في باقي مناطق الكويت فالناس متعطشة إلى الفرح في جو الكآبة الذي يخيم على البلد. أحمد بودستور
مشاركة :