بيروت: «الشرق الأوسط» أعلن رئيس تيار المستقبل ورئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سعد الحريري، أمس، أنه «مستعد للمشاركة في حكومة ائتلافية جديدة مع حزب الله، باعتباره حزبا سياسيا»، مشيرا إلى أنه «متفائل جدا بتشكيل هذه الحكومة». ويأتي إعلان الحريري الرسمي تتويجا لحركة اتصالات واسعة أطلقها رئيس البرلمان نبيه بري، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، بغرض حث الأطراف اللبنانية على المشاركة في حكومة جامعة، بعد أكثر من تسعة أشهر على تكليف الرئيس تمام سلام تشكيل حكومته. ونفى الحريري، في حديث إلى وكالة رويترز، على هامش أعمال المحكمة الدولية الخاصة في لبنان في لاهاي، تقديمه أي تنازلات بخصوص المشاركة في حكومة مع حزب الله وحلفائه، قائلا: «نحاول أن نحكم البلد مع الجميع لأننا لا نريد أن نبقي أي أحد خارجا لأن لبنان يمر بفترة صعبة». وفيما يخص الاتفاق قال: «نحن إيجابيون في تشكيل حكومة، وهذا شيء جيد للبلد وللاستقرار في البلد». وتحسم أقوال الحريري الجدل الدائر في بيروت حول استعداده وحلفائه للمشاركة في حكومة ائتلافية مع حزب الله ما دام يقاتل إلى جانب نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وتجري مفاوضات بين الفرقاء في لبنان لتشكيل حكومة جديدة من 24 وزيرا توزع الحقائب فيها على أساس ثمانية مقاعد لحزب الله وحلفائه وثمانية مقاعد للحريري وحلفائه وثمانية مقاعد لرئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الوزراء المكلف تمام سلام. ويحضر الحريري جلسات المحكمة الدولية التي تحاكم المتهمين باغتيال والده، و21 آخرين قبل نحو تسع سنوات، حيث وجهت اتهامات إلى أربعة أعضاء من حزب الله بتدبير الانفجار في وسط بيروت. وقال: «مبدأ المحاكمة أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته.. ونحن نعرف أنهم افتراضيا هم الذين ارتكبوا هذا الجرائم». وأضاف: «نحن نعرف أنه من الممكن أن يكون هذا هو الحال، ولكن في نهاية المطاف هذا حزب سياسي لديه تحالف كبير مع العونيين وآخرين. ونحن نحاول أن نحكم البلد مع الجميع لأننا لا نريد أن نبقي أي أحد خارجا لأن لبنان يمر بفترة صعبة، خاصة بعد أن فشل المجتمع الدولي فشلا ذريعا في القضية بسوريا»، مشيرا إلى أن «الخطوط الحمراء تمليها احتياجات البلاد»، مشددا على «أننا نريد أن تستقر البلاد». وتجمدت المفاوضات في اليومين الماضيين بسبب متابعة الحريري لوقائع جلسات المحكمة في لاهاي، فيما ينفي حزب الله أي دور له في قتل الحريري وكرر مرارا رفضه التعاون مع المحكمة بوصفها «أداة بيد إسرائيل». وأعرب الحريري عن اعتقاده أن «العدالة بدأت أخيرا تأخذ مجراها»، مؤكدا أن «عهد الإفلات من العقاب قد انتهى في لبنان، لذلك أظن أن اليوم كان عظيما بالنسبة لنا». ولفت الحريري إلى أنه «مثل معظم المحاكم الدولية، ستأخذ المحاكمة وقتا». وأضاف: «تاريخيا في لبنان كان لدينا خلال الخمسين عاما الماضية اغتيالات تلي أخرى، ولم تكن هناك أي محاكمة فعلية أو أي عدالة فعلية في لبنان من أجل معرفة من قتل من في لبنان»، مؤكدا أنها «المرة الأولى التي يحصل شيء مثل هذا في لبنان، وأظن أن أولئك الذين قاموا بهذه الجرائم سيلقى القبض عليهم في النهاية». وأضاف: «لا يمكن أن تعرف ماذا سوف يغير اليوم ولكن مع الوقت سوف نجد يوما أن هذه المحكمة قد أوقفت الاغتيال السياسي في لبنان».
مشاركة :