الحريري يبدي استعداده للمشاركة في حكومة ائتلافية مع حزب الله

  • 1/17/2014
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

أبدى رئيس وزراء لبنان السابق سعد الحريري استعداده للمشاركة في حكومة ائتلافية جديدة مع جماعة حزب الله باعتبارها حزبا سياسيا بعد أكثر من تسعة اشهر من استقالة حكومة نجيب ميقاتي وقال انه "متفائل جدا" بتشكيل هذه الحكومة. جاء ذلك في مقابلة مع رويترز على هامش أعمال المحكمة الدولية الخاصة في لبنان والتي افتتحت الخميس في ضاحية لاهاي لمحاكمة المتهمين بقتل والده و21 آخرين قبل نحو تسع سنوات حيث وجهت اتهامات الى اربعة اعضاء من حزب الله بتدبير الانفجار في وسط بيروت. وقال الحريري ردا على سؤال حول مشاركته في حكومة مع حزب الله "فيما يخص الاتفاق نحن ايجابيون في تشكيل حكومة. هذا شيء جيد للبلد وللاستقرار في البلد." وأشار إلى أنه لم يقدم تنازلات بخصوص المشاركة في حكومة ائتلافية مع حزب الله وحلفائه "فمبدأ المحاكمة أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته.. ونحن نعرف بأنهم افتراضيا هم الذين ارتكبوا هذا الجرائم." وأضاف "نحن نعرف انه من الممكن ان يكون هذا هو الحال ولكن في نهاية المطاف هذا حزب سياسي لديه تحالف كبير مع العونيين وآخرين. ونحن نحاول أن نحكم البلد مع الجميع لاننا لا نريد ان نبقي اي احد خارجا لأن لبنان يمر في فترة صعبة خاصة بعد أن فشل المجتمع الدولي فشلا ذريعا في القضية في سوريا." وردا على سؤال حول ما اذا كان متفائلا بخصوص تشكيل الحكومة قال الحريري "انا متفائل جدا ...لا اعرف (متى) ولكن أنا متفائل". وحول ما اذا كانت هناك خطوطا حمراء قال "الخطوط الحمراء تمليها احتياجات البلاد ونحن نريد أن تستقر البلاد". وتحسم أقوال الحريري الجدل الدائر في بيروت حول استعداده وحلفائه للمشاركة في حكومة ائتلافية مع حزب الله ما دام يقاتل الى جانب نظام الرئيس السوري بشار الاسد. وتجرى مفاوضات بين الفرقاء في لبنان لتشكيل حكومة جديدة من 24 وزيرا توزع الحقائب فيها على اساس 8 مقاعد لحزب الله وحلفائه و8 مقاعد للحريري وحلفائه و8 مقاعد لرئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الوزراء المكلف تمام سلام. وقال مصدر سياسي بارز على صلة بالمفاوضات إن "المفاوضات قطعت شوطا كبيرا ويمكن أن تبصر الحكومة الجديدة النور هذا الشهر". وتجمدت المفاوضات في اليومين الماضيين بسبب متابعة الحريري لوقائع جلسات المحكمة في لاهاي حيث قال المدعون إن البيانات المستخرجة من تسجيلات شبكات الهواتف لمليارات الاتصالات والرسائل النصية أظهرت ان المتهمين الذين يحاكمون غيابيا تبادلوا الاتصالات من عشرات الهواتف المحمولة لمراقبة الحريري في الأشهر التي سبقت اغتياله ولتنسيق تحركاتهم في يوم الهجوم. وينفي حزب الله اي دور له في قتل الحريري ورفض التعاون مع المحكمة. وحذر الامين العام للحزب حسن نصر الله في 2010 حين كانت المحكمة تعد لتسمية المتهمين الاربعة قائلا "يخطيء من يتصور اننا سنسمح بتوقيف احد من مجاهدينا...ان اليد التي ستمتد الى اي واحد منهم ستقطع." وتقول جماعة حزب الله الشيعية ان المحكمة هي أداة بيد اسرائيل التي خاضت حربا مع الحزب لمدة 34 يوما في صيف 2006 وان اسرائيل اخترقت شبكة الاتصالات في لبنان لافتعال قضية ضد الجماعة. وشاب التحقيق ما بدا انها عثرات منها شهادة شهود انكروا لاحقا ما ورد في أقوالهم والاعتقال المطول بدون تهم لاربعة مسؤولين امنيين مؤيدين لسوريا وتسريبات اعلامية مما قدم حججا لمنتقدي المحكمة. وقال الحريري "اعتقد ان العدالة بدأت أخيرا تأخذ مجراها. اعتقد ان اليوم هو يوم عظيم للعدل في لبنان. عهد الافلات من العقاب قد انتهى في لبنان لذلك اظن ان اليوم كان عظيما بالنسبة لنا." وأضاف "اعتقد بانه مثل معظم المحاكم الدولية سوف تأخذ وقتا. تاريخيا في لبنان كان لدينا خلال الخمسين عاما الماضية اغتيالات وراء اغتيالات ولم يكن هناك اي محاكمة فعلية او اي عدالة فعلية في لبنان من اجل معرفة من قتل من في لبنان." ومضى يقول "انها المرة الاولى التي يحصل شيء مثل هذا في لبنان واظن بأن أولئك الذين قاموا بهذه الجرائم سيتم القاء القبض عليهم بالأخير. يمكن أن تاخذ وقتا ولكن في الأخير سوف ننال منهم." "لا يمكن ان تعرف ماذا سوف يغير اليوم ولكن مع الوقت سوف نجد يوما أن هذه المحكمة قد اوقفت الاغتيال السياسي في لبنان." وقبل ثلاث سنوات حين بلغ التوتر ذروته بشأن قرب صدور لوائح الاتهام أطاح حزب الله بحكومة وحدة وطنية بقيادة سعد الحريري نجل رفيق الحريري بعد ان رفض قطع علاقات لبنان مع المحكمة التي تتحمل بيروت 49 بالمئة من تمويلها. وبعد وقت قصير على اسقاط حكومته واندلاع الانتفاضة في سوريا في اوائل عام 2011 غادر الحريري لبنان خوفا على سلامته مع تصاعد العنف الطائفي. وظل متنقلا ما بين فرنسا والمملكة العربية السعودية لكنه حضر افتتاح جلسات المحكمة في لايدشندام خارج لاهاي حيث تأمل الاسرة ان تتوصل للحقيقة على الاقل إن لم يكن العدالة. ودق الانفجار الذي اودى بحياة الملياردير رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري اسفينا بين اللبنانيين السنة الذين ينتمي اليهم الحريري والشيعة الذين ينتمي لهم حزب الله. ‭‭‭‭‭‭‭‭ ‬‬‬‬‬‬‬‬ وزاد تسمم هذه الاجواء بفعل الخلافات بشأن الحرب الاهلية في سوريا والتي جعلت مقاتلين لبنانيين من السنة والشيعة ينضمون على أساس طائفي الى الطرفين في سوريا كما امتدت عبر الحدود في صورة هجمات طائفية مميتة في المدن الرئيسية في لبنان. وفي أواخر الشهر الماضي وقبل ثلاثة اسابيع فقط من افتتاح المحاكمة قتل الوزير السابق محمد شطح وهو مستشار مقرب من سعد الحريري في انفجار سيارة ملغومة على بعد بضع مئات من الامتار من هجوم عام 2005. وقبل ذلك بعام قتل حليف الحريري وسام الحسن رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي في انفجار ببيروت عام 2012 وقال الحريري "في نهاية المطاف سوف أعود. هناك مشكلة أمنية في لبنان وخاصة كما تعلمون بعد اغتيال شطح العام الماضي والحسن قبل ذلك. على امل ان اعود يوما عندما ارى ذلك مناسبا" في إشارة إلى محمد شطح المستشار السياسي للحريري ووسام الحسن رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي. وقال الحريري "لا اريد ان اعود وينتهي بي المطاف كالاخرين قبلي. اريد ان اعود وامارس دوري كما يجب."

مشاركة :