رائحة القهوة تفوح من الكاتدرائية الضخمة.. منازل مهجورة بأبواب خشبية مزخرفة، وساحات شاعرية رحبة.. لفيف جوهرة القارة العجوز، وكياسة ولطف أهلها تفاجئ زوارها من جميع أنحاء العالم. هذه المدينة الأوكرانية هي مزيج من اللغات وموطن لتراث معماري، يرجع تاريخه لقرون عديدة. لفيف هي واحدة من وجهات السفر الأكثر إثارة للاهتمام في أوروبا، وبعيدة عن الاضطرابات التي تحدث في شرق أوكرانيا. يعود أصل المدينة لعام 1200 في فترة الامبراطورية الأوكرانو-روسية حيث أنشأها الأمير دانييلو وسماها باسم ابنه ليف Lev ومنذ بداية وجودها أصبحت هذه المدينة العاصمة الثقافية للأراضي الأوكرانية الغربية. إن تاريخ لفيف غني جداً ويرتبط بتاريخ الكثير من المدن والإمبراطوريات. تعد لفيف اليوم واحدة من أكبر المدن في أوكرانيا. إنها المكان حيث يلتقي التاريخ بفن العمارة الحديث. وحتى تستقي الكثير من الأفكار لن تحتاج إلى دليل سياحي، فالشيء الوحيد الذي تحتاج اليه هو البدء بجولة في الجزء القديم من لفيف، ويمكنك سؤال الناس أثناء تجوالك في الطرقات فالكثير منهم يتحدث اللغات الأجنبية، وسوف تأخذ كل المعلومات التي تحتاجها. جولة في المدينة قد يكون من الحكمة أن تبدأ يومك في لفيف بممارسة بعض التمارين الرياضية، لأن وزنك سيزيد حتماً خلال الفترة التي ستقضيها في المدينة. وأفضل طريقة لفقدان بعض السعرات الحرارية هي من خلال تسلق برج بلدية المدينة الواقع في الساحة الرئيسية لسوق بلوشكا رينوك. شق طريقك بين حشود المسؤولين المتوجهين إلى أعمالهم الصباحية، لتصل إلى مبنى البلدية، واصعد إلى الطابق الرابع لتجد درجاً حلزونياً شديد الانحدار يؤدي إلى منصة المراقبة الواقعة في أعلى برج مبني على الطراز المعماري الإيطالي. ومن هذه الإطلالة، ستحصل على مشهد بانورامي خلاب وساحر للمدينة. الآن، أنت تستحق وجبة إفطار على المجهود الذي بذلته. توجه نحو مقهى ليفيفسكي بلاتيسكي Lvivski Plyatsky الذي يبعد بضع أمتار فقط عن مبنى البلدية. وبعد مجهود التسلق الشاق، لن تشعر بأي ندم من تناول وجبة تتألف من المعجنات وكذلك كعكة ال سيرنيكي المحضرة من الجبن والزبيب. كاتدرائية الدومينيكان بعد هذه الوجبة الشهية، حان الوقت لاستكشاف دور العبادة التي قد رأيت قبابها اللامعة للتو من سطح برج مبنى البلدية. ابدأ أولاً بزيارة الكاتدرائية اللاتينية، التي كانت في القرن الرابع عشر عبارة عن دير بسيط مبني على نظام العمارة القوطية، وهي الآن تعرض مزيجاً من الأساليب المعمارية التي كانت رائجة في أوروبا خلال القرون السبعة الماضية. وجهتك المقبلة هي كاتدرائية الدومينيكان، التي تعود للقرن الثامن عشر والمصممة حسب العمارة الباروكية. وهذه الكاتدرائية العريقة محاطة بحديقة صغيرة وقريبة من سوق متواضع للكتب يحوي نصباً تذكارياً ل أيفان فيودوروف، الرجل الذي طبع أول كتاب باللغة الروسية في موسكو، ومات طريداً في لفيف. إذا كنت تريد تناول وجبة غداء ممزوجة بأجواء فنية ساحرة، توجه إلى دير بيرنارداين، حيث ستجد باباً خشبياً قديماً يدخلك إلى متحف الأفكار الذي يعرض مجموعة من اللوحات والأعمال الفنية الحديثة، كما يقدم أشهى الأطباق الأوكرانية مثل بانوش وهي عصيدة من دقيق الذرة مع الجبن، وبوجراكس وهي نسخة محلية من اليخنة المجرية، بالإضافة إلى شراب ناليفكي وهو خليط من الفواكه المشكلة. مدينة القهوة بعد الغداء الدسم، ستحتاج إلى أخذ قيلولة يليها كوب قهوة ما بعد الظهيرة، وهذا من الطقوس المتعارف عليها في المدينة التي تهتم كثيراً بالمقاهي. وفي العصور الوسطى، جلب التجار الأتراك القهوة معهم إلى المدينة، منذ ذلك الحين، أصبحت القهوة جزءاً لا يتجزأ من تقاليد لفيف.
مشاركة :