لا تخف أبدًا أن ترفع صوتك من أجل الصدق والحقيقة ومن أجل التعاطف ضد الظلم والكذب والطمع، لو فعل كل الناس ذلك سيتغير العالم، ومن طبيعة الانسان أن يظلم إذا لم يجد ما يمنعه من الظلم جديًا، ولكن الانسان ليس ظالما بطبعه كما يتصور البعض.. إنه فى الواقع يحب العدل.. فهو يظلم ولا يدري أنه ظالم فكل عمل يقوم به يحسبه عدلاً، ويصفق له الأتباع والأعوان فيظن أنه ظل الله في الأرض. إن الأخلاق ما هي إلا نتيجة من نتائج التربية التي تربى عليها الإنسان، ومن الظلم أن نطلب من الكادح ان يتحدث بطريقة الأغنياء وهو لا يستطيع ان يجد قوت يومه. أخي لا تقف ابدا موقف المتفرج من الظلم أو الغباء، إن من الظلم حقا أن نعاقب الناس على عقائدهم التي لُقِّنوا بها في نشأتهم الاجتماعية والمنطق القديم مبني على أساس أن الإنسان يعتنق عقيدته بإرادته وأنه يصل إليها عن طريق التفكير والرؤية وهذا خطأ يؤدي إلى ظلمٍ كثيرٍ في بعض الاحيان.. في الواقع أن الإنسان يؤمن بعقيدته التي ورثها عن آبائه أولاً، ثم يبدأ بالتفكير بها أخيرًا، وتفكيره يدور غالبًا حول تأييد تلك العقيدة ومن النادر أن نجد شخصًا تبدلت عقيدته من جراء تفكيره المجرد وحده فلابد أن يكون هناك عوامل أُخرى، نفسية واجتماعية، تدفعه إلى ذلك من حيث يدري أو لا يدري. وكما يوجد في الجزء الذي نعرفه من الكون الكثير من الظلم وغالبًا ما يعاني الطيبون وغالبًا ما ينجح الأشرار، لم يبتكر العقل البشري مكيدة ابشع من الحق والحقيقة، ولست اجد انسانًا في هذه الدنيا لا يدعي حب الحق والحقيقة حتى أولئك الظلمة الذين ملؤوا صفحات الكتب والتاريخ بمظالمهم التي تقشعر منها الأبدان.. لا تكاد تستمع إلى أقوالهم حتى تجدها مفعمة بحب الحق والحقيقة والويل عندئذ لذلك البائس الذي يقع تحت وطأتهم فهو يتلوى من شدة الظلم الواقع عليه منهم بينما هم يرفعون عقيرتهم بأنشودة الحق والحقيقة. مفعول الظلم ساعة ودعوة الحق إلى قيام الساعة وهنا اذكر مقولة للكاتب مصطفى الرفاعي: إن اقبح أنواع النسيان، نسيان المشهور تاريخه يوم كان مغمورًا، ونسيان التائب ماضيه يوم كان عاصيا، ونسيان العالم أن الله وهبه الفهم والعلم وسيسأله عنهما، ونسيان المظلوم آلام الظلم بعد أن يصبح منتصرا، ونسيان الطالب الناجح فضل من كانوا سببا في نجاحه، ونسيان الداعية فضل الذين سبقوه أو ساروا معه، ونسيان الفضل لكل ذي فضل مهما كان دقيقاً. ] محمد قابل
مشاركة :