مشاورات كثيفة بين القوى السياسية في لبنان على وقع ضغوط خارجية لانتخاب رئيس

  • 1/8/2025
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ويبرز اسم قائد الجيش جوزاف عون كالمرشح الأوفر حظا حتى الآن. وتجمع تصريحات سياسيين وتقارير إعلامية على أنه يحظى بدعم أميركي واضح. وتنعقد الجلسة العامة للبرلمان الخميس بدءا من الساعة الحادية عشرة قبل الظهر (9,00 ت غ)، لانتخاب خلف لميشال عون الذي انتهت ولايته في تشرين الأول/أكتوبر 2022، لكن البرلمان فشل في حينه خلال 12 جلسة في انتخاب رئيس، في ظل تمسّك حزب الله، أبرز قوة سياسية وعسكرية آنذاك، بمحاولة فرض مرشحه سليمان فرنجية الذي كان قريبا أيضا من الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد. لكن حزب الله تلقّى ضربات قاسية في مواجهته مع إسرائيل التي استمرّت سنة تقريبا على خلفية الحرب بين حركة حماس والدولة العبرية في قطاع غزة، ما أضعفه الى حدّ بعيد. وتعقد كتل نيابية منذ الصباح اجتماعات متلاحقة ومشاورات لحسم اسم مرشحها. ففي بلد متعدّد الطوائف والأحزاب، لا توجد أكثرية واضحة في البرلمان، ويصل الرئيس إجمالا ب"توافق" وتسويات. في موازاة ذلك، يعقد الموفد الفرنسي الخاص الى لبنان جان إيف لودريان الذي وصل الثلاثاء الى بيروت، لقاءات مع قوى سياسية عدة بينها حزب الله، تتركّز حول الانتخابات الرئاسية. وكان الموفد الأميركي الى لبنان آموس هوكستين أجرى الثلاثاء لقاءات مماثلة مع نوّاب وشخصيات سياسية مختلفة. ونقل نوّاب التقوا به انطباعا واضحا بأن واشنطن تعمل على أن يفوز عون بالرئاسة. وذكرت وسائل إعلام لبنانية عدّة أن هوكستين أكّد خلال لقاء حصل في منزل النائب فؤاد مخزومي أن "العماد جوزاف عون لديه مواصفات رئيس الجمهورية، وإن كان ليس الوحيد". وإن كان حزب الله لم يفصح بعد عن موقفه، لكن يبدو واضحا أنه معارض لانتخاب عون. ونقلت تقارير إعلامية عن حليف حزب الله، رئيس مجلس النواب نبيه بري، قوله إن قائد الجيش "لا يحظى بالتوافق"، وإنه لا يحبّذ إجراء تعديل دستوري لانتخابه، إذ إن الدستور لا يسمح بانتخاب موظفين من الفئة الأولى وهم في المنصب. كذلك يعارض التيار الوطني الحر الذي يتزعمه النائب جبران باسيل، صهر الرئيس السابق ميشال عون، وصول قائد الجيش الى سدة الرئاسة. وتعقد كتلة القوات اللبنانية، الكتلة المسيحية الأبرز، اجتماعا مع كتل أخرى حليفة ونواب مستقلين مساء الأربعاء من اجل إعلان "دعم مرشّح واحد للمعارضة"، وفق ما قال مصدر في الحزب لوكالة فرانس برس. إلا أنه لم يجزم ما إذا كان قائد الجيش. في المقابل، أعلنت كتل سياسية صغيرة ونوّاب مستقلون علنا دعمهم لقائد الجيش، على رأسهم الزعيم الدرزي وليد جنبلاط. لقاءات الموفدين واجتمع الموفد الفرنسي الأربعاء مع بري ورئيس كتلة حزب الله النيابية محمّد رعد وعدد من النواب. وفي منشور على منصة "أكس"، قال النائب المعارض ميشال معوض عقب لقاء جمعه وأربعة نواب آخرين مع لودريان، إن هناك توجّها لدى الحاضرين لدعم قائد الجيش. ونقلت صحيفة "الأخبار" المقربة من حزب الله، أن السعودية التي عاد موفدها يزيد بن فرحان الأربعاء الى بيروت بعد زيارة أولى قام بها الأسبوع الماضي، تواصل مع فرنسا والولايات المتحدة ومصر، "محاولات إقناع الكتل المترددة بحسم موقفها لمصلحة عون". ويشدّد الموفدون الدوليون خلال لقاءاتهم في بيروت، وفق مسؤولين لبنانيين، على ضرورة إنجاز الانتخابات الرئاسية. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي لوكالة فرانس برس إن لودريان أصرّ خلال لقاءاته على "ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، كخطوة أولى على طريق عودة المؤسسات اللبنانية إلى العمل". وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الأربعاء "للمرّة الأولى، منذ الفراغ في سدة الرئاسة، أشعر بالسرور لأنه، بإذن الله، سيكون لنا غدا رئيس جديد للجمهورية". "غيّرت المعادلات" في وسط بيروت، على بعد أمتار من مقرّي البرلمان ورئاسة الحكومة، تأمل ميسا قزي أن يتم إنجاز الاستحقاق الخميس. وتقول لفرانس برس "غالبا ما يُفرض رئيس من الخارج، أو من الداخل ويكون حاميا للفساد. لكن هذه المرة أتمنى أن يصل رئيس بإرادتنا". لكن أستاذ العلاقات الدولية في جامعة القديس يوسف في بيروت كريم بيطار يرى أن الأمور لن تتمّ بهذه الطريقة. ويوضح "كما يحدث غالبا، في اللحظة الأخيرة، تعبّر القوى الإقليمية والدولية الكبرى عن تفضيلاتها وتمارس الضغط على النواب الذين يتبعون ببساطة، ويلتحقون بالركب، ويرغبون في أن يكونوا في صف الجانب الفائز". ولا يفرض الدستور على المرشحين الى رئاسة الجمهورية تقديم ترشيح رسمي. ويتم التداول بأسماء عدة الى جانب المرشحين التقليديين، بينها مدير صندوق النقد الدولي في الشرق الأوسط جهاد أزعور، والمدير العام للأمن العام بالإنابة الياس البيسري الذي يحظى، وفق صحيفة "الأخبار"، بدعم بري. ويرى بيطار أن الحرب التي خاضها حزب الله وإسرائيل على مدى سنة وانتهت بقبول حزب الله باتفاق لوقف إطلاق النار ينص على انسحابه من المنطقة الحدودية ونزع سلاحه، "غيّرت بالتأكيد المعادلات السياسية في لبنان"، إذ إن حزب الله لم يعد "قادرا على فرض شخصية قريبة جدا من معسكره بعد سقوط النظام السوري وإضعاف الحرب له". بور-لار/رض

مشاركة :