فيينا، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب - اعتبر خطيب صلاة الجمعة في طهران الشيخ كاظم صديقي أمس، أن قبول إيران اتفاق جنيف الذي أبرمته مع الدول الست المعنية بملفها النووي، هو «تكتيك لمصلحة العالم الإسلامي». وقال: «اتفاق جنيف لم يأتٍ من بؤس وتأثرٍ بالعقوبات، وتنفيذه قريب». وأضاف: «شعبنا مؤمن اختُبِر في الحرب وازداد سمواً إثر المصاعب وحوّل التهديدات فرصاً. لذلك فإن الاتفاق هو تكتيك واختبار جديد لمصلحة العالم الإسلامي، حصل من منطلق القوة والعزة، كما أنه عون للمتضررين في الغرب» من العقوبات على طهران. وأشار إلى أن «الصحوة الإسلامية في مصر واليمن ودول إسلامية، انطلقت على يد إخواننا من أهل السنّة»، متسائلاً: «ألم يحن وقت أن نضع يداً بيد ونسدّد ضربة قاصمة إلي الكيان الصهيوني اللقيط ربيب أميركا»؟ في غضون ذلك، أفادت وكالة «رويترز» بأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أبلغت الدول الأعضاء أن تكليفها الإشراف على تنفيذ اتفاق جنيف كلفته نحو 6 ملايين يورو، مشيرة إلي أنها تحتاج إلى أموال إضافية من تلك الدول. إلي ذلك، أعلن الناطق باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية بهروز كمالوندي أن مفتشي الوكالة الذرية سيزورون في 29 الشهر الجاري، للمرة الأولى منذ عام 2005، منجم غجين لليورانيوم جنوب البلاد. أميركا وأطلعت ويندي شيرمان، مساعدة وزير الخارجية الأميركي، أعضاء في مجلس الشيوخ على وثيقة تحدّد الجوانب الفنية لتطبيق اتفاق جنيف، تتضمن لائحة بالمنشآت النووية الإيرانية التي ستخضع لتفتيش وجدولاً زمنياً لدخول المفتشين الدوليين إليها، وآخر لتسليم طهران 4.2 بليون دولار من ودائعها المجمدة. لكن بعضهم انسحب من الاجتماع، وقال السناتور الجمهوري ليندسي غراهام: «أصبحت أكثر تشكيكاً الآن مما كنت عليه قبل الاجتماع». واعتبر أن العقوبات على طهران «بدأت تتداعى». وسعت الإدارة الأميركية إلى تبديد إشاعات أفادت بوجود بنود سرية للاتفاق. وقال الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني: «عرضنا النص أمام الكونغرس، وفيه العناصر التقنية المتعلقة بتطبيق الاتفاق. وتفضّل الوكالة الذرية إبقاء بعض جوانب التفاهمات الفنية سرية». ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول بارز في الإدارة الأميركية قوله إن لدى إيران في العالم أرصدة قيمتها 100 بليون دولار، ستتمكّن من سحب 4.2 بليون دولار منها، من خلال تمكينها من استخدام إيرادات النفط الموجودة في الخارج. في السياق ذاته، اعتبر وزير الدفاع الأميركي السابق روبرت غيتس، أن الرئيس باراك أوباما «محق تماماً في الاعتراض» على تشديد العقوبات على إيران، محذراً من أن الأمر «سيقضي على أي اتفاق». لكن رأى وجوب أن يتيح أي اتفاق «عمليات تفتيش معمقة، إلى حد يضمن لنا مهلة كافية، إذا قرروا انتهاك الاتفاق، للرد عسكرياً أو بوسائل أخرى». إلى ذلك، اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أن «العالم الإسلامي يحتاج الآن إلى جهود واسعة لإصلاح التصدعات»، متهماً «أعداء الإسلام والمسلمين» بمحاولة «إثارة نزاعات وخلافات وانقسامات بين المسلمين». وأضاف خلال افتتاح مؤتمر في طهران حول «الوحدة الإسلامية»: «القوى الغربية التي تسعى إلى تحقيق مصالحها في السيطرة على ثروات المسلمين في الطاقة والنفط والغاز، وتبرير تواجدها العسكري وسيطرتها الثقافية وهيمنة الكيان الصهيوني في المنطقة، تنفخ في نار تأجيج الخلافات وإشاعة رهاب الإسلام لدى الرأي العام العالمي». في الوقت ذاته، اعتبر وزير الاستخبارات الإيراني محمود علوي أن محافظة خوزستان التي تقطنها غالبية عربية، جنوب غربي إيران، تشكّل «بوّابة التشيّع إلى إيران»، متحدثاً عن «محاولات للعدو هدفها إيجاد تيارات متطرفة ومنحرفة في المناطق الحدودية، لا سيما التي يقطنها العرب، للنيل من الشيعة».
مشاركة :