وعزالنا ليس «أسمر ومحنى» كغزال المطرب الشعبي محمد رشدي، ولكنه مثل غزال محمد رشدي، غزال يتراءى لنا طيفا في الحلم نعلق عليه الآمال ونشد إليه الرحال، وحين نفيق من حلمه نجد أنفسنا كمن يطارد سرابا ويعيش وهما، فلا غزال ولا يحزنون، وإنما هي نوبة من نوبات الطرب نتمايل عليها قليلا حين يتغنى بها محمد رشدي، أو نتباهى بها كثيرا حين تعلن عنها الجامعة مشروعا لتصنيع سيارة سعودية الأصل والولادة والمنشأ، وحين نفيق نفرك عيوننا ونردد: «خير اللهم اجعله خير»، فليس أمامنا على المسرح سوى مغنٍّ انتهت وصلته الغنائية، أو مسؤول في جامعة يبتسم وهو يسألنا: صح النوم، هو انتو صدقتو؟ مشروع سيارة غزال الذي أعلن المدير السابق لجامعة الملك سعود قبل عدة سنوات أنه سيتم إنجازه عام ٢٠١٢، والذي من المفترض أن يجعلنا اليوم مستمتعين بـ«غزلان» سياراتنا وهي تتزاحم عند إشارات المرور لم يتم إنجازه، وتلك ليست هي المصيبة، فمن حق الجامعة ــ مثلها مثل أي جهة حكومية ــ أن تتعطل مشاريعها وتتأجل خططها وتتعثر منجزاتها، ومن واجبنا أن نلتمس لها العذر ونصبر سائلين الله أن يكسبنا أجر الصبر، المصيبة أن مشروع إنتاج سيارة غزال لم يكن أكثر من حبر على ورق، أو كما أكد مسؤول في الجامعة «دور الجامعة في مشروع (غزال) الذي يعنى بإنتاج أول سيارة سعودية، ينتهي عند البحث العلمي، بحيث تتم الاستفادة من السيارة بدراسة مكوناتها وتفكيكها وتركيبها، واستعراض أساليب وطرق صناعة السيارات». ولم يكن للجامعة أن تشغلنا بأمر لا يتجاوز أن يكون مقررا علميا من المقررات التي يدرسها طلابها، كما كان من واجب الجامعة أن تصحح الوهم الذي وقعنا فيه منذ سنوات، حين حلمنا بسيارة سعودية نسوقها في الشارع، ونركنها في المواقف، ويفحط بها شبابنا، وتحلم بقيادتها نساؤنا حين يتم السماح للمرأة بقيادة السيارة. ولسنا وحدنا من كان يتوهم أن الجامعة سوف تنتج سيارة، فوزارة التجارة كانت تتوهم مثلنا، ولذلك صرح وزير التجارة بأن الجامعة لم تتقدم بطلب ترخيص لصناعة السيارة التي اتفقت مع إحدى الشركات على تصنيعها فردت عليه الجامعة. والأهم من ذلك كله هو أننا إذا كنا لا نعرف كم كلف إنتاج أغنية «كان عندي غزال»، فإننا نعرف أن مشروعا يعلم الطلاب كيفية «تفكيك مكونات السيارة وتركيبها» قد كلف الملايين. Suraihi@gmail.com للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات، 636250 موبايلي، 738303 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة
مشاركة :