عندنا وعندكم خير يا محمد

  • 8/28/2015
  • 00:00
  • 30
  • 0
  • 0
news-picture

قبل أيام دعاني أحد الأصدقاء لتناول الغداء في مكان عام، وفي خضم الحديث ذكر لي أن أخاه ويدعى محمد في حالة اكتئاب وأن والدته ضجرة لذلك، والسبب كما قال أنه تقدم لخطبة فتاتين ولم يوفق، فقلت: الأمر قسمة ونصيب وأنها أرزاق بيد الله سبحانه، فقال: المشكلة لا تكمن في الرفض بل فيما سمعنا من كلام في المرتين. ففي المرة الأولى تقدم لفتاة من القرية فقالوا: بأن أخته منفصلة إبان الخطوبة، وطبعا هذا الأمر لا يعيبه ولا يعيب أخته حتى، فبين الرجل والمرأة تحدث أمور قد تقنع أحداهما أو كلاهما بأنه لا يناسب أو ينسجم مع الآخر، والثابت قوله تعالى: وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيْمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ وايضا قوله سبحانه: لاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً، والرجل والمرأة غير مجبورين على تبرير هذه الخصوصيات، ولا يمكن الحديث في كل شيء، هناك أعراف وعادات ومجتمع محافظ، والله يحب الستارين، أما في المرة الثانية فتقدم لفتاة بعيدة عن قريته وبسؤالهم عنه قيل: إنه لا يذهب للمسجد وايضا لم يحدث نصيب، وهذه المرة قبل فترة قريبة. فسردت لصاحبي قصة علها تكون مرهما لـ محمد، ففي عام 2008 تقدم محسوبكم لفتاة من خارج القرية، فاستمهلوه للسؤال، وفي هذه الفترة جاءه اتصال من أحد الأصدقاء قال: درينا، درينا، ايه، متقدم لوحدة، وارتعدت فرائصي، قلت: ربما أمسك عليّ اختلاس أو سطو فإذا بي متقدم لفتاة يعني مسوي شيء حرام؟، قال: زوجة أخيها تعمل معي وسألتني عنك، قلت مجارياً اياه: هالله هالله في الكلام، ولم يكتب الله نصيب، ليس لما تفوه به صديقي وإنما لأسباب أخرى، وما لم يعرفه هذا الصديق أنني على علاقة بأخ الفتاة الذي هاتفني ونقل ما قاله، قال: هذا فيه فقر دم منجلي، وإذا أصابته النوبة كسرته، ويدخل للمستشفى فترة طويلة... وغيره من كلام سلبي، وكأنه يعيش معي أو فتت عتباتنا من كثرة الزيارة. والحق ما قال إلا مرض في قلبه، فعلاقتنا مقتصرة على الحياة الدراسية إبان المراحل الدراسية الإبتدائية والمتوسطة، هذا نموذج من اصدقائي وابناء قريتي. وفي تاريخ 18 مايو 2014، كنت متواجدا ًفي قاعة المغادرين بمطار البحرين، ومؤشر الساعة 10:40 مساء، جاءني اتصال هاتفي من رقم أجهله، رددت فإذا بزميل عمل، يسأل عن هذا الصديق، قال: فلان تقدم لقريبتي ونريد السؤال عنه، ولا نعرف سواك في تلك المنطقة، وأنت محل ثقة، فإذا قلت نعم توكلنا على الله، وإذا قلت لا صرفنا النظر، وقد يعتبرها البعض فرصة ذهبية للانتقام، لكن هذه ليست أخلاقي، فقلت: توكلوا على الله، فلان نعم الرجال، أخلاق وأدب وعائلة طيبة، بعد شهرين عُقد القران، فحسبكم هذا التفاوت بيننا وكل إناء بالذي فيه ينضح. محصلة القول هناك الكثير من الناس يشغلون ذاتهم بالإساءة للآخرين عن دراية أو جهل، قال عز وجل: مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ، وقال رسول الله ص: وهل يكب الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم، بمعنى: ما قاله الرسول ص في موضع آخر: من كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ، فإذا كنت على بينة بشيء إيجابي أو سلبي دامغ تحدث من باب الأمانة، وفي حال خوت جعبتك فالصمت أبلغ، وهذا من مكارم الأخلاق. ] بدر عيسى الحاج

مشاركة :