انتشار الفساد يجر المجتمع إلى هاوية التخلف

  • 1/18/2014
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

حذر إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ صالح بن محمد آل طالب من أخذ الأموال العامة بغير حق، أو تسخير أدوات الوظيفة أو النفوذ للمصلحة الشخصية، وقال: «مثل هذه الأفعال المنكرة تعد من الظلم العظيم الذي يجر المجتمع إلى الفساد»، موضحا أن الفاسدين يتحملون وزر إثمهم في الدنيا والآخرة، وأبان أن طلب الحلال وتحريه ليس مجرد خلق فاضل في الإسلام، بل هو أمر واجب، فلن تزول قدم عبد يوم القيامة إلا بعد أن يسأل عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه؟، لافتا إلى أنه يتوجب على كل مسلم أن يتحرى الطيب من الكسب، وأن يأكل حلالا وينفق حلالا. وبين أن التنافس على الدنيا والهلع على الرزق مع نسيان الحساب مال ببعض الخلق إلى حطام الدنيا وعدم المبالاة بموارد المكاسب، مؤكدا أن الأمر لا يتعلق بالكثير والقليل، ولكنه مبدأ يدين الناس به لربهم وخلق يتخلقونه وأمانة يؤدونها، فمن امتدت يده إلى القليل تجرأ على الكثير، وقال: «إذا انتشر بين الناس الغلول ولم يجد أحد بين الناس حرجا في امتداد يده إليه، فإن أخلاقا رديئة تنتشر بين الناس، وكل خلق سيئ منها يدعو إلى ما هو أسوأ في سلسلة لا تنتهي من فساد وأخلاق والأنانية والجشع، ما يؤدي إلى الظلم والبغي، وينتج الضغائن والأحقاد وينشر الخلاف والشقاق، ولا سيما عند اتساع الدنيا»، وأضاف: «إن الفساد المالي والإداري يؤدي إلى فساد المجتمع كله وينتج أخلاقا سيئة ويؤدي إلى التخلف والانحطاط وضعف الديانة وفساد الأخلاق، وتعطيل مصالح العباد، فمن كان بيده مصالح غلها وحرم منها أكفاء المسلمين لتكون لمن لا يستحقها في أكثر حاجات الناس ومصالحهم». وأوصى آل طالب المسلمين بتقوى الله ــ عز وجل ــ والعمل على طاعته واجتناب نواهيه، وقال في خطبة الجمعة أمس بالمسجد الحرام: «إن الله رغب الناس في المال، وهو الذي شرع الحلال والحرام وهو الخالق الرازق، فأمر الحلال والحرام له سبحانه»، وأضاف: «إن أصحاب المكاسب الطيبة والأموال الصالحة هم أسلم الناس دينا وأعفهم نفسا وأعراضهم مصانة ورزقهم مبارك، وذكرهم في الناس جميل، وكان أهل السنة والصلاح يتواصون بالتعفف في المآكل والمشارب، لقول النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ لسعد بن أبي وقاص ــ رضى الله عنه (يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة، والذي نفس محمد بيده إن العبد ليقذف اللقمة الحرام في جوفه، فلا يقبل الله منه عملا أربعين يوما، وأيما عبد نبت لحمه من سحت فالنار أولى به)». وفي المدينة المنورة، قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ حسين آل الشيخ، في خطبة الجمعة: «من العقوبات التي تحل بالأمة حينما تحيد عن شرع الله أن يجعل بأسها بينها»، مستشهدا بقوله تعالى «قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض»، وأضاف: «عندما تبتلى الأمة بالبعد عن دين الله وتركن إلى هذه الدنيا الفانية، وتكون هي الهدف والغاية وهي المحرك بالنسبة لها عندئذ تقع الأمة في المصائب العظمى وتعاني المحن الكبرى التي تنال الحرث والنسل»، مشيرا إلى أن النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ خشي على أمته من الفرقة وما تؤدي إليه من البغضاء والشحناء والتقاتل والتناحر. وفي نهاية الخطبة، دعا آل الشيخ الله أن يثبت المسلمين على شرعه وسنة نبيه وأن يعافيهم من العقوبات.

مشاركة :