حينما أسمع أن أحدهم ادّعى أنه حصل على درجة علمية كالماجستير، أو الدكتوراة، ثم اكتشف أنّه في الحقيقة لم يحصل عليها بطريقها المشروع المعهود بالالتحاق بجامعة محترمة ليحصل بعد سنين عليها، وقد جهد في تحصيل المعلومات في تخصصه، وكتب رسالة يمكن أن ينتفع بها مجتمعه، وإنما اشترى ورقة من مُزوِّر يطوف البلدان ليبيعها على مثله ممّن ضعفت عقولهم، وظنوا أنهم سيُحترمون لذلك، وهم يفضحون أنفسهم، وتزداد عقولهم ضعفًا، وأستمع إلى أحدهم يتحدّث عبر وسيلة إعلام في علم لا يعرف منه شيئًا، وأتعجَّب كيف يجرؤ هذا على فعل ذلك، وهو يعلم يقينًا أن أدنى طلاب العلم في هذا التخصص سيكتشف جهله، ولكنّه يمضي فيما يفعل، بل وسيزداد كل يوم جهلاً، ولا يدري أن الناس يُردِّدون أقواله على سبيل النكتة ليضحكوا، حتى هؤلاء الذين ينتقمون منه بدفعه إلى أن يتكلم فيما لا يعرف ليستهين به الناس، والمسكين لا يدري من الأمر شيئًا، فالحقيقة لا تغيب حتى عن أبسط الخلق، وأقلّهم علمًا، وهؤلاء قمة المزوّرين، خاصة إذا كانت هوايتهم أن يتحدّثوا في الدِّي،ن وهم لا يعلمون شيئًا من أحكامه، بل لقد استمعنا لمن يدّعي العلم بالدِّين وهو لا يُحسن تلاوة آية، أو قراءة حديث، وهذا النوع من البشر يزداد يومًا بعد يوم، ولا يجد مَن يردعه، ويتداول عامة الناس أقوالهم، بعضهم على سبيل التفكُّه والسخرية منهم، وبعضهم لقلّة علمهم وضعف عقولهم، يعجبون بهم فيقعون فيما لا تُحمد عقباه، فهؤلاء الذين يدّعون علمًا بالدِّين وهم يُحلّون المحرّمات، ويَدعون للموبقات، إنما يُورِّطون أنفسهم في أمر قد لا يستطيعون -مهما بذلوا من الطاعات- أن يمحوه عنهم، ففعلهم جرأة على الله، حينما ظنوا أنهم من حقهم تشريع الأحكام للناس، وهي مهمّة لا يمكن أن تسند إلى أحد من الخلق، فلا يحلّ ولا يحرّم سوى الله عز وجل، أو سيدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأمر ربه ونيابة عنه لا استقلالاً، وهؤلاء لجهلهم لا يُقدِّرون عظم هذا الجرم الذي يأتونه، وقد لا يطرأ على عقولهم، فهو يظنون أنهم يبدون رأيًا، وما علموا ألاّ رأي في الدّين، فما للدّين إلاّ أحكام ثبتت بأدلة، وهم لا يعلمون أنهم يعطون المبرر لهؤلاء الذين يكفّرون ويفجّرون، فيدعون أنهم إنما يحمون الإسلام منهم، فهل أدركوا هذا؟ هو ما أرجو.. والله ولي التوفيق. alshareef_a2005@yahoo.com
مشاركة :