الشارقة: هاني عوكل أوصت ندوة استراتيجية الأسرة.. رؤية أمنية، التي عقدها مركز الخليج للدراسات في دار الخليج للصحافة والطباعة والنشر، بالتعاون مع مركز بحوث شرطة الشارقة، صباح أمس، في مقر الخليج، بضرورة تفعيل الشراكات بين الأجهزة الأمنية والمؤسسات العاملة بالجانب الاجتماعي. وأكد المشاركون في الندوة التي أدارتها صالحة غابش مدير عام المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، وبحضور ومشاركة العقيد الدكتور خالد حمد الحمادي مدير مركز بحوث شرطة الشارقة، الدور الريادي والمهم الذي تقوم به الأجهزة الأمنية والشرطية في خدمة القضايا الاجتماعية، والحفاظ على الأمن الأسري. ذكروا أن وزارة الداخلية استحدثت الشرطة المجتمعية، إلى جانب مجموعة من المراكز التي من بينها الدعم الاجتماعي، انطلاقاً من توجه القيادة الرشيدة بأهمية التركيز على الأسرة باعتبارها رأس المال الاجتماعي الأهم، والقطاع الأساسي في عملية التنمية المستدامة. أسر غير مستقرة ولفتوا الانتباه إلى أن المنحرفين أغلبهم من المدمنين والمتورطين في مخالفات قانونية وسلوكية، جاؤوا من أسر غير مستقرة ومفككة، مشددين على ضرورة التركيز على توعية الأسر، وتنبيهها بمخاطر التفكك والتشاحن الأسري، ارتباطاً بفرضية كلما زاد الخلاف زاد الانحراف. وفي حين قال أحد المشاركين إن لدينا في الإمارات أسرة عالمية، قياساً بالتنوع الثقافي والاجتماعي في الدولة، فقد ركز في المقابل على مسؤولية الشرطة في تبنيها قضية عالمية تستهدف توعية الأسر وتمكينها اجتماعياً ومعرفياً، لتفادي وقوع أي مخاطر مستقبلية، قد تؤثر سلباً في سلامة وصحة المجتمع. وجرى نقاش عن اعتبار الأجهزة الأمنية من أوائل من استحدث مراكز الدعم الاجتماعي، لكونها حققت حالة أمنية اجتماعية هادئة ومستقرة، تسهم في معالجة الأسباب التي قد تؤدي إلى خلافات أسرية. أيضاً نوقشت استراتيجية الأسرة التي سبق وأن أطلقها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، التي تستهدف تمكين الأسرة من كل النواحي، وتوفير وسائل الأمن والاستقرار كافة لها. ونوه أحد المشاركين إلى أن وزارة العدل بذلت جهوداً كبرى للمحافظة على أمن الأسرة، عبر القيام بالمهام الموكلة إليها، مثل توفير مبان مستقلة للتوجيه الأسري، ووجود محكمة الأسرة المفصولة كلياً عن دار القضاء بهدف المحافظة على خصوصية الأسرة وكينونتها، وتطوير التشريعات وإصدار لوائح تنفيذية تهدف إلى تسهيل إجراءات التعاقد بين أفراد الأسرة، إلى جانب اختصار الوقت في الطعن بأحكام الأحوال الشخصية أمام محاكم النقض إلى ثلاثين يوماً، والنفاذ المعجل بقوة القانون في أحكام النفقة. تفعيل المجالس وطرح المشاركون توصيات عدة مهمة من شأنها تعزيز دور الأسرة في عملية التمكين الاجتماعي، حيث أوصوا بضرورة تفعيل المجالس الاجتماعية في الأحياء والتجمعات السكانية، وتوفير أخصائيين اجتماعيين لدى جميع المحاكم الشرعية في الدولة، حتى يقوموا بالدراسات اللازمة، وإعداد الإحصائيات المتعلقة بأحوال وأوضاع الأسر. وأوصوا بتسريع إجراءات التقاضي والتنفيذ في المحاكم الشرعية، وقياس الأثر في الاستراتيجيات المتعلقة بالأسرة، والتسريع في عملية التغيير الإيجابية التي تنعكس على مفهوم الأسرة بشكل عام. ونبهوا إلى أهمية تطوير الإحصاء الاجتماعي لجهة إنشاء مؤسسات إحصائية تستهدف تأسيس قاعدة بيانات موحدة للأسرة على مستوى الدولة، فضلاً عن تضييق الفجوة المعرفية بين الأهالي وأبنائهم، وتعزيز قدرات المؤسسات المعنية بالأمن الأسري والوطني، للعمل من أجل الحد من عوامل الخطورة المحيطة بالأسرة. العمل التطوعي ومن بين التوصيات تفعيل مفهوم العمل التطوعي لدى الشباب، عبر تطوير محتوى البرامج والأنشطة، ورفع الوعي للوالدين وأولياء الأمور بعوامل الخطورة الفردية والأسرية المرتبطة بالبيئة المحلية، والتركيز على دور المدرسة في الفعل الاجتماعي، ومراجعة وتقييم أوضاع الأسر وواقعها واحتياجاتها، والتعرف إلى أبرز المشكلات التي تواجهها. وأخيراً أوصوا بتطوير التشريعات المتعلقة بالأسرة، والتقاط فكرة إنشاء حافلة متنقلة لتوعية النساء والأطفال، وتأسيس معهد بحوث أسرية على مستوى الدولة، وتعزيز دور الباحث الاجتماعي والنفسي في المدارس. المشاركون في الندوة شارك في الندوة التي سينشر مركز الخليج للدراسات تفاصيلها في وقت لاحق: المقدم راشد محمد المنصوري مدير مركز الدعم الاجتماعي في شرطة الشارقة، د. محمد خليفة آل علي باحث من وزارة الداخلية، الرائد عبد الله محمد المليح رئيس قسم البحث العلمي في مركز بحوث شرطة الشارقة، د. موزة غباش رئيس رواق عوشة بنت حسين الثقافي، فاطمة علي المهيري عضو المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، د. عبد العزيز الحمادي مدير إدارة التلاحم الأسري في هيئة تنمية المجتمع، إحسان مصبح السويدي مستشارة اجتماعية في المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، ملازم حورية الزرعوني مدير فرع التعاون العلمي بمركز بحوث شرطة الشارقة، د. نواف الجشعمي من مركز بحوث شرطة الشارقة، د. إبراهيم الشديفات من محكمة الشارقة الشرعية، د. حسين العثمان من جامعة الشارقة ومستشار استراتيجية الأسرة في إمارة الشارقة، د. أنور حاميم بن سليم مستشار ومدرب تنمية بشرية وإبداع وابتكار، أميمة العاني من إدارة مراكز التنمية الأسرية التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة.
مشاركة :