يعاني الخريجون الجدد في العديد من التخصصات صعوبات في الحصول على الوظيفة، تتجمع كلها في شرط الخبرة، فالشركات لا ترغب في توظيف من لا يمتلك خبرة ومن لا يستطيع أن ينتج في اليوم الأول لعمله. في الإمارات الوضع يختلف نسبياً، فغالبية مؤسسات القطاعين فتحت أبوابها للخريجين الجدد من المواطنين، ومعظمها يمتلك برامج فعالة لتدريب وتأهيل الخريجين في سوق العمل ورصد لها مبالغ ضخمة، بينها برامج إعداد داخلية وأخرى خارجية على مستوى عال. هذا التأهيل العملي يحسب للعديد من مؤسساتنا الوطنية، إذ إنها أدركت منذ فترة أن الجانب النظري التعليمي، على أهميته، لا يكفي للتأهيل للعمل الميداني، فأطلقت عنان التدريب العملي الذي سيكون الفاصل في الحرفية والإنتاجية في مرحلة متقدمة من الحياة المهنية، لكن البعض مازال متشدداً في هذا الجانب. هناك من يصر على عدم توظيف الخريج الجديد لأن لا خبرة لديه في العمل الميداني، ناسياً أو متناسياً أن الخبرة ليست شرطاً للنجاح وعكسها لا يرتبط بالفشل، فرؤساء أكبر دول العالم ورؤساء وزاراتها ووزراؤها لم يعملوا في تلك الوظائف من قبل، ولم يعملوا حتى في السلك الحكومي ولا حتى في العمل السياسي، فجلهم من خلفية أكاديمية، حققوا نجاحات هناك، ووصلوا نجاحاتهم من دون شرط الخبرة المطلوب. إعطاء الفرص للخريجين الجدد مهم جداً لبناء مؤسسات قادرة، فهؤلاء بمثابة دماء جديدة لإنعاش أجسام المؤسسات وقلبها، بما يحملون من علم وأفكار، فلديهم من الطاقة الإيجابية والمبادرات ما يجعل الاستثمار بهم فرصة مجدية لمستقبل الأعمال، على المديين المتوسط والطويل. أصحاب المراكز الآن في القطاعين العام والخاص لم يولدوا بمناصبهم، غالبيتهم العظمى كانت بداياتهم من الصفر، ف واحدٌ ما، في وقتٍ ما منحهم الفرصة ووضعهم على بداية الطريق، وهم بدورهم مطالبون بمنح غيرهم الفرصة والأخذ بيدهم نحو المستقبل، فذاكرتهم في هذا المجال يجب أن تكون حاضرة وألا ينسوا أنفسهم كيف بدؤوا، فلكل شخص قصة في بدايته الوظيفية. دعم الخريجين والاعتناء بهم يجب أن يكون أولوية، هو كذلك عند القيادة، التي تطالب دائماً بفتح الأبواب أمامهم، وتذهب إلى أبعد من ذلك عندما تنفذ البرامج لدعم قيادات الصف الثاني والثالث والرابع لقيادة العمل في المؤسسات، هذه الأولوية يجب ألا تقتصر على الحكومة، بل أن تتوسع لتشمل القطاع الخاص ومؤسساته المتنوعة. أيها المسؤولون، كل في موقعه، لا تنسوا أنفسكم كيف بدأتم، وخذوا بيد الشباب فهم المستقبل الواعد. رائد برقاوي
مشاركة :