أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون، خلال لقائه شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى، أن «لبنان الهوية هو للجميع، والتجربة الفريدة - كما قال البابا يوحنا بولس الثاني - دليل على أنه لبنان الرسالة»، مضيفاً: «لدينا فرص كثيرة يجب عدم إدخالها بزواريب طائفية ومذهبية. وقد سلّمني اليوم السفير القطري رسالة من أمير قطر تميم بن حمد تضمنت دعوة لزيارة البلاد، إلّا أن هذه الزيارة لا تتم إلا بعد تشكيل الحكومة، كذلك الأمر بالنسبة للإمارات والسعودية». وقال عون: «عندما تكون هناك إرادة صلبة تزول كل الصعوبات، والجهود المتضافرة يجب أن تصبّ في مصلحة الوطن لا مصلحة الأشخاص والطوائف. إن لبنان غني بطاقاته الفكرية والبشرية، وقد صدرنا من هذه الطاقات الى الخارج، حيث للبناني هناك وجوده ومكانته ومساهمته، فكم حريّ ذلك بلبنان. إن المطلوب أن تتضافر جهودنا جميعا لمصلحة البلد وعنوان بناء الدولة». وأضاف: «بالأمس أبلغنا الصندوق الدولي عن جاهزيته للمساعدة فيما نحن بحاجة إليه، وكما فعل عدد من الدول العربية، فإن هناك العديد من الدول الغربية التي أعربت عن رغبتها في أن نقوم بزيارتها، كاليونان والاتحاد الأوروبي وقبرص وغيرها التي بدأت بمدّ اليد لنا، وعلينا أن نقابلها، فهي إذا أقدمت على خطوة علينا أن نقوم بخطوتين». وعبّر عون عن أمله في أن يوفق رئيس الحكومة المكلف نواف سلام بتشكيل حكومة في أسرع وقت، «مما يسهم في إعطاء إشارة إيجابية للخارج، ونبني جسور الثقة»، وأن «يعي جميع المسؤولين دقة الوضع وحجم الفرص المتاحة أمامنا. كل ذلك يتوقف على خيارنا: هل نريد مصلحة شعبنا؟ هذه هي الطريق الواجب علينا سلوكها. أما الارتكاز على المصلحة الشخصية فنتيجته الخراب». الى ذلك، أشار وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، أيمن الصفدي، في تصريحات صحافية عقب لقائه عون، إلى»أننا نثق بأن القيادة الجديدة في لبنان قادرة على المُضيّ قدمًا»، مؤكدًا أن «دعمنا للجيش اللبناني مستمر، ونبحث مع شركائنا في العالم توفير ما يحتاجه الجيش من إمكانات وقدرات أساس ليقوم بدوره». وتلقى رئيس الجمهورية رسالة من ملك الأردن عبدالله الثاني، نقلها الوزير الصفدي وتضمنت دعوة رسمية لزيارة المملكة. في غضون ذلك، أنهى رئيس الحكومة المكلف نواف سلام، أمس، استشارات غير ملزمة مع الكتل النيابية، وسط استمرار مقاطعة حزب الله وحركة أمل. ودعا العديد من النواب سلام الى الإسراع بتشكيل حكومة، وتعيين وزراء تكنوقراط غير حزبيين مع أصحاب الكفاءة، بعيدا عن الحسابات السياسية والحزبية الضيقة. الى ذلك، نقلت وكالة شينخوا الصينية عن مصدر أمني لبناني، أمس، أن الجيش اللبناني فكك «عشرات المواقع والمنشآت العسكرية» العائدة لحزب الله، وصادر أسلحة بداخلها في جنوب لبنان. وقال المصدر لـ «شينخوا»: «إن الجيش اللبناني، بالتنسيق والتعاون مع قوات الأمم المتحدة العاملة بجنوب لبنان، يكثف أعمال البحث والتفتيش عن المواقع العسكرية لحزب الله في المناطق الواقعة جنوبي نهر الليطاني». وتلت أعمال البحث والتفتيش عن مواقع حزب الله بدء وقف إطلاق النار مع الجيش الإسرائيلي، الذي يسري منذ 27 نوفمبر الماضي، وفق المصدر. وتابع «أنه تم تفكيك العشرات من هذه المراكز والمنشآت العسكرية، ومصادرة كمية كبيرة من مختلف أنواع الأسلحة كانت مخبأة داخلها». وأضاف: «يتم تجميع هذه الأسلحة في إحدى النقاط الحدودية الواقعة في القطاع الغربي من جنوب لبنان، تمهيدا لتدميرها بإشراف اللجنة العسكرية الخماسية لدعم القرار 1701». وأكد المصدر «أن أعمال التفتيش وتفكيك المواقع العسكرية لحزب الله متواصلة في المناطق الحدودية جنوب نهر الليطاني، حتى تنظيف هذه المنطقة من السلاح والمسلحين، تطبيقا للقرار 1701».
مشاركة :