دعا المبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الأطراف اليمنية إلى الاستفادة من الفرصة التاريخية، على حد وصفه، لاستئناف مشاورات السلام. واستؤنفت المباحثات، بعودة ولد الشيخ إلى الكويت أمس، الذي كان قد أكد على أن المجتمع الدولي متحد في موقفه ومصرّ على مساعدة اليمنيين في تخطي هذه المرحلة الصعبة. وكان ولد الشيخ قد عقد لقاء ثنائياً أمس الأول مع ممثلي الانقلابيين وصالح في الكويت قبل أن يتوجه إلى الدوحة. أما عبد الملك المخلافي وزير الخارجية اليمني ورئيس الوفد المفاوض، فوصف مغرداً على "تويتر" عودة وفد الحكومة للحوار بالفرصة الأخيرة. وتكلل حزم المواقف لدى الوفد الحكومي بضمان دولي، سبقه الرئيس اليمني بتوجيه اتهامات لإيران بالسعي لتمزيق اليمن عبر دعمها لميليشيات الحوثي الانقلابية التي تحاول زرع الفتنة المذهبية والمناطقية، ليبقى مصير اليمن معلقاً برسم الضمانات الدولية. من جهة أخرى، قال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إن اليمن الاتحادي الذي أنتجته مخرجات الحوار الوطني يمثل المحطة الأهم في مسار الوحدة اليمنية وسيؤسس لوحدة مستدامة قائمة على أساس من العدالة والشراكة وضمان الحقوق. جاء ذلك في الخطاب الذي وجهه لليمنيين بمناسبة الذكرى الـ 26 لليوم الوطني في اليمن. وأضاف أن هذا الانقلاب والتمرد الذي قادته ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح لم يقم إلا للانقلاب على مسودة الدستور وعليكم وعلى حلمكم بالعدالة وعلى مبدأ الشراكة في السلطة والثروة، داعيا اليمنيين إلى عدم الانجرار إلى الفتن المناطقية والمذهبية التي يحاول الانقلابيون زرعها بإيعاز من دول خارجية لا تريد إلا تدمير اليمن وإخضاع شعبه العزيز وبقاء مراكزها التقليدية. وأوضح الرئيس هادي أن الانقلاب أسهم في تفشي ظاهرة الإرهاب والعنف ووسع دائرة الفوضى وتحولت أجزاء من البلاد إلى مسرح للإرهاب، ما دفعنا وبالتنسيق مع إخوتنا في التحالف العربي بتنظيم حملة لاجتثاث الإرهاب كللت بفضل الله بالنجاح. وشدد على أن الحكومة ستستمر في مكافحة الإرهاب ومحاصرته أينما وجد. وعبر الرئيس اليمني عن الشكر والتقدير والعرفان إلى دول التحالف العربي، وفي مقدمتهم السعودية على ما قدموه ويقدمونه للشعب اليمني الذي لن ينسى لهم هذا الصنيع أبدا. من جانبه، أكد أحمد عبيد بن دغر رئيس الوزراء اليمني أن الانقلابيين في بلاده، أوقفوا تحويل الأموال الخاصة بالموازنات التشغيلية للطاقة الكهربائية في المحافظات الساحلية "بشكل نهائي". وأشار ابن دغر، خلال اتصال هاتفي، أجراه أمس، باللواء عيدروس الزبيدي محافظ عدن، إلى تفهم الإمارات لإيجاد حلول للوضع الحرج الذي تعانيه المنظومة الكهربائية والذي تسبب بمعاناة كبيرة للسكان في محافظة عدن. وجرى خلال الاتصال مناقشة الإجراءات العملية المتخذة مع الأجهزة الحكومية بالتعاون مع الإمارات، لإيجاد حلول نهائية لمشكلة الكهرباء، في عدن، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية. وقال رئيس الوزراء اليمني إن حكومته تبذل مساعي حثيثة لحل مشكلة الانقطاعات الكهربائية التي تشهدها مدينة عدن، وأنه بدأت تلوح في الأفق انفراجة هذه الأزمة وسيتم احتواؤها في مقبل الأيام. وأعرب ابن دغر عن ثقته بأن تؤدي الجهود الحثيثة التي تبديها الحكومة بالتعاون مع السلطة المحلية وأطراف أخرى إلى نتائج إيجابية لحل مشاكل الكهرباء في المناطق الساحلية في بلاده وفي زمن قصير.
مشاركة :