بريطاني يخطف «سعفة كان» و«الكاميرا الذهبية» لفرنسية من أصول عربية

  • 5/23/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

على إيقاع من ضربات قلوب 21 مخرجًا ومخرجة، وفي حفلة دامت أكثر من الوقت المقدّر لها بأكثر من ربع ساعة خرج فيلم «أنا، دانيال بلايك» للمخرج البريطاني الفذ كن لوتش بالسعفة الذهبية، أعلى جوائز المهرجان وأكثرها بقاء وأهمية. لوتش، الذي كان فاز قبل عشر سنوات بسعفة ذهبية أولى عن فيلمه «الريح التي عصفت بالشعير» فوجئ بالإعلان بعدما تداول الإعلام الكثير من الاهتمام بأفلام أخرى نافسته. لكن فوزه الثاني هذا أتاح له إلقاء خطاب سياسي ندد فيه باليمين المتطرّف وبالجشع المادي الذي يهدد العالم وأشاد بالسينما كفن يرى فيه الخلاص عبر الوعي بالمسؤولية. قبل الوصول إلى هذه الجائزة، انطلقت الجوائز التمهيدية الأولى وهي جائزة الفيلم القصير، التي فاز بها فيلم «شيفرة زمنية» للإسباني يوانخو غيمينز، وجائزة الكاميرا الذهبية التي تُمنح إلى مخرج العمل الأول من بين كل ما يتم تقديمه على شاشة المهرجان. وقد فاز بها هذا العام فيلم «إلهي» للمخرجة الفرنسية ذات الأصل المغربي هدى بن يمينة التي قدّمت عملها اللافت هذا في مظاهرة «نصف شهر المخرجين». لكن عددًا من الجوائز، ما بين تلك الأولى التي تم الإعلان عنها ووصولاً إلى السعفة الذهبية، مُـنحت بعد استثناء ما هو أكثر قيمة منها. على الأخص تلك الجائزة التي نالها الممثل الإيراني شهاب حسيني عن دوره في فيلم «البائع»، كما الجائزة التي نالتها الممثلة الفيليبينية جاكلين جوزيه عن دورها في «الأم روزا». كلاهما لم يقدّم أداء بالغ التميّـز أو يتجاوز به أداء فنانين آخرين في أفلام منافسة. والحقيقة أن فيلم «أنا، دانيال بلايك» انفرد، بين كل الأفلام التي فازت باستحقاقه غير القابل للشك وذلك بسبب معالجته المتينة والبسيطة في آن معًا لموضوعه الاجتماعي الصعب. الفيلم، كما تم وصفه هنا، هو استمرار للمنهج الأوروبي الواقعي على غرار ما عرفته السينما الإيطالية (التي غابت عن المهرجان هذا العام) مباشرة بعد الحرب العالمية الثانية. من ناحيته، حلّـق فيلم «إنها فقط نهاية العالم» للمخرج الكندي إكزافيير دولان في ضروب خيالية متكلفة لم تثن لجنة التحكيم التي ترأسها المخرج الأسترالي جورج ميلر (المشهور برباعيته «ماد ماكس») عن منحه «الجائزة الكبرى» وهي في واقعها ثاني أهم الجوائز بعد السعفة الذهبية. وكما بكى دولان على المسرح قبل عامين عندما نال جائزة لجنة التحكيم (العادية) عن فيلمه «مومي»، بكى هذه المرّة أيضًا خلال إلقاء خطابه المطوّل فنال تصفيقًا مضاعفًا يواكب عواطفه الجياشة. جائزة أفضل إخراج تقاسمها كل من الروماني كريستيان مونجو عن فيلمه الجيد «بكالوريا» (أو «المتخرج» كما تداول الإعلام الإنجليزي عنوانه) والفرنسي أوليفييه أساياس عن فيلمه المتوتر «متبضعة شخصية» بطولة كرستن ستيوارت التي كانت تستحق جائزة أفضل ممثلة عوض الممثلة الفيليبينية لولا أن للعواطف، على ما يبدو، مكانة أكبر من المتوقع حتى لدى لجان التحكيم. ونال جائزة النقاد المخرجة البريطانية أندريا أرنولد عن فيلمها «عسل أميركي» حول يوميات فتاة تعمل بائعة متجوّلة مع فريق من الشابات والشبان الذين يحيون في رتابة عبث تصيب الفيلم في بعض مراحله. وفاز الفيلم الإيراني «البائع» لأصغر فرهادي بجائزة أفضل سيناريو، وهو فيلم وجده الكثير من النقاد أضعف شأنًا من أفلام المخرج السابقة التي من بينها «انفصال» الذي كان نال أوسكار أفضل فيلم أجنبي عام 2012. وإذ وقف الممثل مل غيبسون ومكتشفه المخرج جورج ميلر وقد أحاطا بالمخرج البريطاني كن لوتش، تبدّت صورة ذهنية للقاء يساري على منصّـة يمينية بامتياز. إنها من عجائب الفن السابع.

مشاركة :