أحمد أمين المدني..الشاعر يعانق الخيال الخلاق

  • 5/25/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يكتبها: يوسف أبولوز .. إن رحلات أحمد أمين المدني الدراسية فتحت له المجال لكي يتعرف إلى كبار الأدباء والنقاد والفلاسفة والمؤرخين والباحثين والشعراء والدارسين.. إلخ. أذكر من هؤلاء المؤرخ أرنولد توينبي، والشاعر ت. س. إليوت، والفيلسوف براترند راسل، والناقد فورستر... لعل كاتب هذه السطور يشعر بنوع من الاعتزاز الثقافي ونوع من الامتلاء الداخلي ومبعثه الصداقة، والصداقة التي تنشأ على خلفية إبداعية لها مذاق خاص، فما بالك، عندما يكون مركز هذه الصداقة الشاعر الإماراتي، وأحد رواد القصيدة الإماراتية الدكتور أحمد أمين المدني، الذي اعتبره د. هيثم يحيى الخواجة (النورس المهاجر)، وهو الكتاب الذي نقرأه أو نقدمه للقراءة هذا اليوم في إطار عادة يومية في عام القراءة، وأعوامها الآتية. عرفت د. المدني في عام 1985 شاعراً، ومثقفاً، وإنساناً، ورجلاً عارفاً بأصول اللغة، وأصول الشعر، إضافة إلى حبه العميق للشعر، وللحياة. عرفت د. المدني صحفياً أيضاً، ولكن لفترة قصيرة، ولكن المهم في شخصية هذا الشاعر أنه من أوائل من درسوا في بغداد، وهناك عرف بدر شاكر السياب، وعرف طارق عزيز الذي أصبح في ما بعد وزير الخارجية العراقية في عهد صدام حسين، وأخبرني د. مدني في أحد الحوارات معه أن طارق عزيز كان يكتب القصة القصيدة، أما الأمر الذي نعيده اليوم للذكرى والتذكير فهو أن د. المدني تقدم برسالة ماجستير باللغة الإنجليزية أثناء دراسته في بريطانيا، وقد دعوت قبل أكثر من خمسة عشر عاماً إلى ضرورة البحث عن هذه الرسالة وترجمتها إلى العربية وعمل نوع من كشاف ثقافي عليها، لتنضم بذلك إلى تراث الرجل. ينتمي د. أحمد مدني إلى جيل الستينات من القرن الماضي، وبذلك، فهو شهد، أثناء دراسته في العراق مرحلة ذهبية من مراحل صعود قصيدة التفعيلة ومن رموزها الكبار السياب، والبياتي، ونازك الملائكة، وبلند الحيدري في العراق، وصلاح عبد الصبور، وأحمد عبد المعطي حجازي في مصر. يقوم كتاب النورس المهاجر الشاعر أحمد أمين المدني على خمسة فصول ضمن المحاور التالية: في الفصل الأول يقدم د. الخواجة رؤية نظرية تمهيدية في الشعر الإماراتي المعاصر مستنداً بذلك إلى الحداثة الشعرية العربية بشكل عام، ويركز في هذا الفصل بشكل خاص على قصيدة النثر وبعض شعرائها مثل أحمد العسم، وعبد الله السبب. في الفصل الثاني يتناول د. الخواجة صورة الإنسان في شعر أحمد أمين المدني، ويقول.. .. بقاء الإنسان في فلسفة الشاعر مرهون بالحب، وتماسك شخصيته مرتبطة بفهم كنه الحياة والصمود أمام مآسيها وتقلباتها ومنعكساتها، وبناء على ذلك يغلب على الشاعر في قصائده الامتداد الإيحائي الذي يتكئ على الصورة والتخييل، وهذا الامتداد أسهم في بث الحياة في قصيدة المدني... في الفصل الثالث يرى د. الخواجة أن ..الشاعر المدني توجه ليعبر عما في دواخله، وحتى يكون صادقاً مع نفسه، وحتى يبدع قصيدته الساحرة، فلا بد أن ينهج نهج الانعتاق سواء أكان ذلك داخلياً أم خارجياً، كما لابد وأن يعانق الخيال الخلاق عبر فوران عاطفي لاهب... ويقرأ د. الخواجة في الفصل الرابع ثنائية الوطن والحياة في شعر د. المدني، ويقول.. .. أفاد الشاعر من ثقافته المنوعة، وأراد أن يعبر عن حبه لوطنه بأسلوبه الخاص ولهذا نراه يحشد الصور الجميلة والذكريات التي لا تنسى من خلال عاطفة جياشة ودفق شعوري ودود... في الفصل الخامس يقرأ د. الخواجة ما سماه فضاءات التجريب والحداثة في شعر المدني ويعتبر أنه من أوائل من كتب القصيدة العربية الجديدة. الكتاب يقرأ بمستوى تعريفي بشعر المدني ودوره في المشاركة في إنجاز نص شعري يزخر بالحياة والجمال. الكتاب: النورس المهاجر - الشاعر أحمد أمين المدني. المؤلف: د. هيثم يحيى الخواجة. الناشر: مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية (الطبعة الأولى 2014).

مشاركة :