مقالة خاصة: الطائرات بدون طيار تعيد تشكيل صناعة الألعاب النارية في ليويانغ الصينية

  • 1/24/2025
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

مع حلول الغسق فوق مدينة ليويانغ، المعروفة باسم "عاصمة الألعاب النارية في الصين"، تتحول سماء المدينة إلى لوحة فنية مذهلة تجمع بين التقاليد العريقة والتكنولوجيا الحديثة. تلتقي في هذا المكان حرفة الألعاب النارية التقليدية مع الابتكارات الحديثة، حيث تُطلق الطائرات بدون طيار عروضا نارية متزامنة تخطف الأنفاس، وتجذب شراراتها المصممة بدقة إعجاب الحشود. وانتشرت مؤخرا مقاطع فيديو على المنصات الصينية تُظهر متسوقين ألمان وهم يصطفون عند الفجر لمشاهدة الألعاب النارية المصنوعة في ليويانغ، مما يؤكد الطلب الدولي القوي على هذه المنتجات. وقد تحول هذا المزيج الفريد من "الألعاب النارية والطائرات بدون طيار" إلى ظاهرة عالمية على وسائل التواصل الاجتماعي تتجاوز حدود الجماهير المحلية. جاءت إعادة ابتكار صناعة الألعاب النارية في ليويانغ استجابة للضرورات البيئية وقوانين السلامة الحضرية. وقد أنشأت سلطات ليويانغ مركزا مخصصا للتنمية الصناعية للألعاب النارية، يهدف إلى تحويل الصناعة من الإنتاج منخفض الأرباح إلى نماذج "الألعاب النارية بلس" ذات القيمة المضافة العالية. قال ون قوانغ هوي، رئيس فرع التصدير في جمعية ليويانغ للألعاب النارية والمفرقعات النارية "في السابق، كنا نبيع المنتجات أو نتعهد بالتصنيع التعاقدي، لكن معايير المنتج وتصميمات التعبئة والتغليف كان يحددها الآخرون. أما اليوم، فبدأت العديد من الشركات المحلية في إطلاق علاماتها التجارية الخاصة في الأسواق الدولية". وأضاف ون "نحن بحاجة إلى اغتنام الفرص التي توفرها التقنيات الحديثة مثل الدمج بين الألعاب النارية والطائرات بدون طيار لتعزيز القيمة المضافة والربحية في الصناعة". وتستحوذ ليويانغ على 60 في المائة من صادرات الصين من الألعاب النارية والمفرقعات النارية، حيث تصل منتجاتها إلى أكثر من 100 دولة ومنطقة حول العالم. وقال مسؤول تنفيذي في شركة محلية تدعى دينغتنغ "طورت شركتنا أجهزة إشعال ذكية وإلكترونية ومصغرة، واستخدمنا مواد صديقة للبيئة لتصنيع أغطية الصمامات والأغلفة"، وأضاف "ساعدت هذه الابتكارات على توسيع مبيعاتنا في السوق بشكل كبير، ونتوقع المزيد من الطلبات هذا العام". يعكس نجاح ليويانغ التحولات الصناعية الأوسع في جميع أنحاء الصين، حيث تمثل الصناعات التقليدية أكثر من 80 في المائة من قطاع التصنيع في الصين. وترتبط هذه الصناعات ارتباطا وثيقا بالحياة اليومية للناس وتمثل أهمية كبيرة للاقتصاد الوطني. وأشار مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في ديسمبر 2024 إلى أهمية استخدام التقنيات الرقمية والخضراء لتحويل الصناعات التقليدية وتحديثها. وتؤكد تجربة ليويانغ أنه من خلال الجمع بين الكفاءات الأساسية والتقنيات الناشئة، يمكن للصناعات التقليدية أن تطور قدراتها الابتكارية، حيث يولد الطلب الجديد عرضا جديدا والعكس صحيح. منذ عام 2023، نظمت ليويانغ ما يقرب من 100 حدث إبداعي للألعاب النارية من مختلف الأنواع. واجتذبت هذه الأحداث أكثر من 5 ملايين زائر، مما حفز الإنفاق الاستهلاكي الذي تجاوز 15 مليار يوان (حوالي 2.1 مليار دولار أمريكي). وفي آخر عرض للألعاب النارية في عام 2024، تجاوز عدد المتفرجين حول موقع الإطلاق 190000 شخص. يكشف هذا التفاعل عن تعايش صناعي مثمر، حيث تدعم القطاعات التقليدية نمو الصناعات الناشئة، وتعمل الابتكارات التكنولوجية على إحياء الأطر التقليدية. ويتطلب الارتقاء الصناعي الفعال تعزيز العلاقة التبادلية بين العرض والطلب. يجسد تحول ليويانغ هذا المبدأ بشكل واضح، حيث تستجيب الابتكارات مثل عروض الألعاب النارية "البوابة السماوية"، التي تدمج الإخراج الفني والروايات الثقافية وتقنيات سرب الطائرات بدون طيار، بشكل مباشر لطلب السياحة الثقافية على تجارب غنية تعكس مشاعر عميقة. جدير بالذكر أن عروض الألعاب النارية المدمجة مع الطائرات بدون طيار اكتسبت اعترافا دوليا، حيث ظهرت في أحداث كبرى مثل احتفالات يوم الباستيل في باريس وليلة رأس السنة الجديدة في أبو ظبي. وقد علق أحد المتفرجين الأجانب قائلا "لقد جلبت الصين السحر إلى الحياة".

مشاركة :