هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم السبت، بمنع عودة النازحين الفلسطينيين إلى منازلهم في شمال قطاع غزة، إذا لم تتلق تل أبيب إشارة إلى إطلاق سراح أربيل يهود المحتجزة لدى حماس. وذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية، اليوم السبت، نقلاً عن مصدر مطلع على المفاوضات أن الاحتلال الإسرائيلي يرفض السماح بعودة سكان قطاع غزة إلى شمال القطاع قبل إطلاق سراح المحتجزة الإسرائيلية أربيل يهود. فيما أفاد موقع أكسيوس الأميركي بأن إسرائيل طلبت من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الضغط على قطر ومصر لإجبار حركة حماس على الإفراج عن المحتجزة. ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين أن هذا الطلب تم نقله عبر المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى الأطراف المعنية. وسادت حالة من التوتر خلال عملية تسليم الدفعة الثانية من عملية تبادل الأسرى والمحتجزين، بسبب عدم إطلاق سراح المحتجزة أربيل يهود. الاحتلال يماطل من جانبها، اتهمت حركة حماس الاحتلال الإسرائيلي بالتلكؤ في تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، مشيرة إلى استمرار إغلاق شارع الرشيد ومنع عودة النازحين من الجنوب إلى الشمال. وقالت الحركة في بيان لها «لا زال الاحتلال يتلكأ في تنفيذ بنود الاتفاق بمواصلة إغلاق شارع الرشيد ومنع عودة النازحين المشاة من الجنوب إلى الشمال». وحملت الحركة الاحتلال المسؤولية عن أي تعطيل في التنفيذ وما يترتب على ذلك من تداعيات على بقية المراحل المتفق عليها في الصفقة. «ننتظر الانسحاب» وقال قيادي في حركة حماس إنه جرى إبلاغ الوسطاء بأن المحتجزة أربيل يهود على قيد الحياة وسيُفرج عنها السبت المقبل، بينما قال مصدر في حركة الجهاد الإسلامي، إن أربيل يهود محتجزة لدى سرايا القدس بصفتها عسكرية. وفي وقت سابق أفاد مراسل الغد بوجود اتصالات مكثفة للوسطاء للضغط على إسرائيل لاحترام الاتفاق بعودة النازحين، وأكدوا لها أن المحتجزة أربيل يهود سيتم إطلاق سراحها الأسبوع المقبل. وقال الناطـق باسـم حركـة حمـاس عبد اللطيف القانوع، في بيان «ننتظر انسحاب الاحتلال وفق بنود الاتفاق، وبدء عودة النازحين إلى أراضيهم وبيوتهم». وفي وقت لاحق، نفى المتحدث باسم نتنياهو تلقي إسرائيل مؤشرًا بأن أربيل يهود على قيد الحياة. ترتيبات عودة النازحين يأتي ذلك تزامنا مع إعلان وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة عن إتمام استعداداتها لتسهيل عودة النازحين من جنوب القطاع إلى محافظتي غزة وشمال غزة، وذلك اعتباراً من غدا الأحد 26 يناير/كانون الثاني 2025. وذكرت الوزارة في بيانها «سيتم فتح شارع الرشيد الساحلي للمشاة فقط بالاتجاهين ذهاباً وإياباً، بينما سيتم فتح شارع صلاح الدين باتجاه واحد أمام عودة المركبات فقط من الجنوب إلى الشمال، على أن تخضع جميع المركبات للفحص قبل السماح لها بعبور الحاجز». وأوضحت الوزارة أن شارعي الرشيد وصلاح الدين سيتم فتحهما بالكامل أمام حركة المشاة والمركبات في اليوم الـ22 من اتفاق وقف إطلاق النار. وباركت الوزارة «العودة المرتقبة للنازحين إلى منازلهم ومناطق سكناهم»، مؤكدة أن أجهزة وزارة الداخلية ستكون في خدمتهم وقد انتشرت في جميع المحافظات للقيام بواجبها، بما في ذلك محافظتا غزة وشمال غزة. وتجمّع مئات الفلسطينيين وهم يحملون أغراضا وأمتعة قرب مفترق نتساريم على طريق الرشيد الساحلي غرب مدينة غزة، ينتظرون تراجع الآليات العسكرية الإسرائيلية وفتح الطريق للعودة إلى مناطق سكنهم في شمال قطاع غزة. عائلات المحتجزين تناشد في سياق آخر، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن سعادته بإطلاق سراح أربع محتجزات إسرائيليات، واصفاً الحدث بأنه «لحظة سعيدة للغاية»، وذلك خلال مكالمة هاتفية أجراها مع والدي إحدى المحتجزات. من جهة أخرى، وجهت عائلات المحتجزين الإسرائيليين نداءً لنتنياهو للالتزام العلني بإتمام كافة مراحل صفقة التبادل، كما دعت الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى التدخل وحث نتنياهو على إنهاء الاتفاق بالكامل لضمان عودة آخر محتجز من قطاع غزة. وهنأت الإدارة الأميركية العالم بنجاح الرئيس الأميركي دونالد ترمب في تأمين إطلاق سراح أربعة محتجزين إسرائيليين في غزة في ظروف صعبة للغاية. وأكد البيان أن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع إسرائيل، التي وصفها بالشريكة العظيمة، للضغط من أجل الإفراج عن باقي المحتجزين المتبقين وتحقيق السلام في المنطقة. الدفعة الثانية وعملية التبادل التي تتم اليوم هي الثانية منذ بدء وقف إطلاق النار يوم الأحد الماضي. وشملت العملية الأولى الإفراج عن ثلاث محتجزات إسرائيليات مقابل 90 أسيرًا فلسطينيًا. ودخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الأحد الماضي بعد وساطة من مصر وقطر ودعمتها الولايات المتحدة، لتنهي الحرب الإسرائيلية التي استمرت على القطاع لأكثر من 15 شهرًا. ووافقت حماس على الإفراج عن 33 محتجزًا في المرحلة الأولى من الاتفاق والتي تستمر ستة أسابيع مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بينما تنسحب قوات الاحتلال من بعض مواقعها في قطاع غزة. وفي المرحلة التالية، سيتفاوض الجانبان على تبادل باقي المحتجزين وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة الذي دمره القصف الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
مشاركة :