فور نهاية مباراة الهلال ولوموكوتيف الأوزبكي والتي شهدت خروج الزعيم من دور الـ 16 في دوري أبطال آسيا، كتب مشجع متأثر بالخسارة والخروج مؤلم أن أتابع أشباه لاعبين، وأنا من تنقلت من مكان لآخر لمتابعة النعيمة والمصيبيح والثنيان وسامي الجابر والتمياط، بعض اللاعبين اليوم لا يستحقون لبس الشال؛ فما بالكم بشعار الهلال. ما سبق حالة تختصر مدى القناعة التي توصل إليها المشجع الهلالي تجاه لاعبين أتعبوه وهو ينشد عودة مستوياتهم!!. مستوياتهم التي لم تظهر إلا في مباريات تعد على أصابع اليد الواحدة. سلمان الفرج وسالم الدوسري ونواف العابد، توهموا النجومية وصدقوا بأنهم من طينة اللاعبين الكبار، وارتهنوا لمقارنتهم من قبل صغار الجماهير برونالدو وميسي وزيدان، فتكبروا حتى على التدريبات وتعاملوا معها على أنها مسألة وقت، ليصطدموا بواقعهم في المباريات الرسمية، فلا قدرة جسدية تساعدهم ولا معدل لياقي يشفع لهم بالبقاء طوال الـ 90 دقيقة، وفوق هذا وذاك توهان داخل الملعب أحرجوا به زملائهم. على صعيد الموهبة والإمكانات الفردية لا أحد يشكك بهذا الثلاثي، ولكن الموهبة وحدها لا تفعل شيئاً في كرة القدم الجماعية، إذ كان من المنتظر من هؤلاء تطوير مواهبهم بالتدريبات الجادة وتعزيزها بالنواحي اللياقية والسلوكية وتحديداً كيفية الانصهار داخل المجموعة والقتالية في الأداء، إذا علمنا أن أفضل لاعبي العالم كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي لم يركنا لنجوميتهما وإنجازاتهما الهائلة التي حققاها، بل عملا ومازالا يعملان على تطوير إمكانيتهما بالتدريب الجاد وبمعدل ست ساعات يومياً يتخللها حضور محاضرات متنوعة في كرة القدم، وهو الامر الذي يغيب عن ثلاثي الهلال بل وعن معظم لاعبي الأندية السعودية. ما سبق ليس مشكلة العابد والفرج وسالم لوحدهم بل يشاركهم فيها أجهزتهم الفنية التي سمحت للاعب أن لا يطور نفسه ويتعامل ببرود مع التدريبات باللعب أساسياً، وحتى إن غاب بسبب الإصابة أو الإيقاف فإنه يعود ليجد مكانه جاهزاً ينتظره. وبالتالي فإن مجرد تواجد اللاعب المميز والمنافس على أماكنهم في الفريق من شأنه أن يدعوهم لمراجعة حساباتهم، فما بالك إذا أخذ مكانهم وركنهم على مقاعد الاحتياط وهدد مصدر رزقهم، ولذا وجب على إدارة النادي أولاً ومن بعدها الأجهزة الفنية المشرفة على الفريق إيجاد اللاعب القادر على خلق المنافسة على الخانة، وإذا ما توفر البديل القوي في كل مركز فإن ذلك مدعاة لإشعال جذوة التنافس بين جميع اللاعبين لحجز مكاناً أساسياً في الفريق. ما سبق لا ينطبق فقط على ثلاثي الهلال فقط بل كافة لاعبي السيلفي والسناب شات، وعارضي الأزياء ومبتكري قصات الشعر في ملاعبنا، والذين عليهم أن يفكروا جدياً في أحوالهم التي لن تستمر طويلاً وإن لم يستغل لاعب عمره 25 عاماً مرتبه العالي الذي يفوق مرتب بعض الوزراء، بالحفاظ على موهبته وتطوير أدواته لخدمة فريقه ومنتخب بلده في المناسبات الكبيرة، خصوصاً أن عمره الافتراضي في الملاعب قصير جداً؛ فمتى سيعمل عقله ويفكر بالطريقة الصحيحة. سالم الدوسري نواف العابد
مشاركة :