محمد عبده.. سفير فوق العادة للطرب السعودي الأصيل

  • 5/26/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

في ليلة فنية راقية امتزج فيها اللحن الأصيل بالكلمة الرصينة، تحت قبة دار الأوبرا المصرية، شدا محمد عبده بروائعه التي لا تنسى، مقدماً صورة مشرفة للأغنية السعودية في عاصمة الفن العربي القاهرة، وسط حضور مهيب لمسؤولين وسفراء وفنانين ونقاد استمتعوا بما قدمه فنان العرب مساء أمس الأول في حفلته الكبيرة التي احتضنتها دار الأوبرا في القاهرة. كانت ليلة استثنائية أعادت رونق الأغنية السعودية الجميل، وحافظت على بهائها واتزانها في زمن سقوط الأغنية وانهيار الذوق، فظهرت حفلة مكتملة الأركان، فالمكان أولاً ليس مكاناً عادياً بل هو دار الأوبرا بكل ثقلها الفني، والفنان هو محمد عبده، فنان العرب، آخر سفراء الطرب الأصيل بتاريخه وإبداعه المتدفق، والأغاني التي احتوتها الحفلة ليست هي الأخرى بالأغاني العادية التي يمكن أن تمر مرور الكرام، بل كانت أغانٍ رصينة، بعضها يطلق للمرة الأولى، أكد من خلالها فنان العرب على مشروعه الفني المتمثل في الارتقاء بذائقة الجمهور في عصر انهيار الذوق، فقدم أغانٍ من العيار الثقيل كتب كلماتها شعراء كبار من وزن أمير الشعراء أحمد شوقي، والأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن، وشاعر الرومانسية الراحل فايق عبدالجليل، ولحنها جميعها الموسيقار السعودي الكبير طلال. الموسيقار «طلال» نجم الحفلة بألحانه البديعة.. تغنى فنان العرب بشكل رئيسي بأربع أغان جديدة كانت هي محور الحفلة، وهي التي تؤلف ألبومه الجديد عالي السكوت، وهذه الأغاني هي: خريف وعالي السكوت من كلمات البدر، وأغنية روحي فداه لأحمد شوقي، وأغنية الله معاك للكويتي الراحل فايق عبدالجليل، كما تغنى إلى جانبها بروائع أغانيه القديمة التي لحنها الموسيقار طلال. الأغاني الأربعة الجديدة التي استمع لها الجمهور العربي للمرة الأولى، ظهرت بشكل يليق بأسماء من صنعوها، خاصة ملحنها الموسيقار طلال الذي قدم من خلالها جرعة موسيقية راقية أعادت الجمهور إلى زمن الأغنية الجميلة ذات الروح الموسيقية البديعة التي تحمل في ثناياها إشارات إلى موهبة موسيقية تعرف كيف تؤلف الموسيقى وتصوغ اللحن وتنوعه وتكبلهه بحسب مقتضى الكلمات والمشاعر. لقد قدم طلال في هذه الأغاني موسيقى ذات تنوع مدهش، تتنقل في مسارات لحنية متداخلة، تكشف عن قدرة الملحن على تسيير الأغنية وتوجيهها والتحكم فيها رغم تعقيدات بنائها الموسيقي الداخلي، في تجربة إبداعية فريدة أعادت الجمهور إلى أجواء الطرب الأصيل التي غابت عن الساحة الغنائية العربية طويلاً. محمد عبده وهو يطرب الحضور بصوته الصافي النقي الذي لم يغيره تقدم السنين، لم يكن يمثل شخصه في هذا المحفل الكبير، بل كان سفيراً فوق العادة للفن السعودي، وتمكن بأدائه المميز لتلك الأغاني الأصيلة، من تشريف الأغنية السعودية في المدينة التي عرفت إبداعات أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ، فكان بمثابة الامتداد لذلك الزمن الجميل، مقدماً واحدة من حفلاته التي لن تنسى، عطفاً على ما حوته من أصالة وما رافقها من تفاعل كبير سواء من الإعلام المصري بمختلف قنواته، أو تفاعل الجمهور وانتشائه بما سمعه من فنان العرب في هذه الليلة الفنية الراقية. الحضور استمتع بالأغاني الجديدة حفلة أعادت روح الطرب الأصيل وراء المطرب الكبير موسيقى مُهيبة دار الأوبرا المصرية تزينت بالإبداع السعودي صوت فنان العرب عانق موسيقى «طلال» الهوية السعودية تسجل حضورها في ليلة لا تنسى

مشاركة :