تحتضن إمارة أبوظبي عبق التاريخ وأصالة التراث في الدورة التاسعة من مهرجان الحصن السنوي، الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة في موقع الحصن خلال الفترة من الخامس والعشرين من 25 يناير إلى التاسع من 9 فبراير 2025. في أجواء ساحرة ترسم أجمل صور الدمج بين الماضي والحاضر جاء مهرجان الحصن كنافذة مشرعة على الماضي العريق الذي ينبض في قلب أبوظبي وروحها الثقافية، ليكون «تعبيراً حياً عن ثقافة أبوظبي»، كما يعكس الشعار المميز لهذه الدورة. هذا المهرجان ليس مجرد حدث سنوي، بل هو نموذجاً لموقع تلتقي الحرف التقليدية فيه التي تحمل أصوات الأجداد مع الأنشطة الإبداعية الحديثة التي ترسم ملامح المستقبل. ويمتزج التراث والفنون الشعبية مع العروض الموسيقية الحية لفنانين إماراتيين، ليصنع تجربة تنبض بالحياة وتلبي تطلعات الزوار من مختلف الأعمار والثقافات. ولأن القهوة العربية أساس في تاريخ الثقافة الإماراتية فكان لها أن تروى حكايتها في المهرجان. إن موقع الحصن ، بما يمثله من شاهد حي على مسيرة أبوظبي التاريخية، يتحول إلى مسرح ثقافي فريد ينقل الزوار عبر الزمن ليستكشفوا ماضي الإمارة العريق وحاضرها الزاهر. وفي أجواء مليئة بالسحر والإلهام، يقدم المهرجان ورش عمل تعليمية وتجارب للطهي الإماراتي الأصيل، حيث تتعانق رائحة القهوة العربية مع نغمات الأغاني التراثية، لتشكل بانوراما ثقافية غامرة. كما يتيح المهرجان للزوار فرصة التعمق في تاريخ أبوظبي عبر زيارة قصر الحصن العريق، وبيت الحرفيين الذي يروي قصص الحرف اليدوية التي كانت رمزا للحياة اليومية. يجتمع في الإمارات ماض غني بالتاريخ وحاضر مفعم بالإنجازات. ومن هنا يبرز مهرجان الحصن أهمية تعزيز الهوية الوطنية وتعميق فهمنا للثقافة الإماراتية التي تمثل جذورا راسخة تثمر إبداعاً مستداماً، يضيء للعالم مكانة الإمارات التاريخية والحضارية.
مشاركة :