اليوم الجمعة الموافق ١ شعبان ١٤٤٦هـ ، أكرمني الله سبحانه وتعالى وهيأ لي الظروف بأن صليت الجمعة في مسجد الحبيب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وارتقى خطيب مسجد رسول الله الشيخ عبد المحسن القاسم المنبر وخطب خطبة رائعة تناول فيها خلق الله سبحانه وتعالى لعباده وما افترضه الله عليهم من عبادة وعدم الشرك به ودعوة الأنبياء من أول رسول وهو نوح عليه الصلاة والسلام إلى آخرهم وهو محمد عليه الصلاة والسلام مستدلا بآيات الذكر الحكيم وأقوال وهدي سيد الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم .. ولي تعليق بسيط على جزئية خلق الإنسان ، ولا يعني تعليقي قصور أو نقص في خطبة الشيخ حفظه الله وحاشا وكلا أن يحدث ذلك!! أقول : ” يتكون الإنسان كما أخبرنا القرآن الكريم من جسم وروح ، وروح الإنسان قبسة من روح الله سبحانه وتعالى ، تميز بها عن سائر الحيوان ، وهي التي خصته بالاستعداد لمعرفة الله والإيمان به وعبادته وتحصيل العلوم وتسخيرها في عمارة الأرض ، والتمسك بالقيم والمثل العليا ، وبلوغ أعلى مراتب الكمال الإنساني ، وهي التي تؤهله لخلافة الله سبحانه وتعالى في الأرض . ولكل من الجسم والروح حاجات ، ويشارك الإنسان الحيوان في حاجاته البدنية التي يتطلبها حفظ الذات وبقاء النوع ، وما تثيره فيه من دوافع فسيولوجية مختلفة كالجوع والظمأ والدافع الجنسي إلى غير ذلك من الدوافع الفسيولوجية الأخرى . غير أن للإنسان أيضا حاجاته الروحية التي تشمل في تشوقه الروحي إلى معرفة الله سبحانه وتعالى والإيمان به وعبادته . وهذه الحاجة فطرية في الإنسان ، فالإنسان يشعر في أعماق نفسه بدافع يدفعه إلى البحث والتفكير في خالقه وخالق الكون ، وإلى عبادته والالتجاء إليه ، وطلب العون منه . وتؤكد بعض آيات القرآن الكريم إلى أن دافع التدين فطري في الإنسان . قال تعالى : { فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون }”. جزاء الله الشيخ خير الجزاء ووفقه لما يحبه ويرضاه .
مشاركة :