رئيس الوزراء الجزائري يتفقد منطقة «القبائل» لنزع فتيل التوتر

  • 5/28/2016
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

أعلنت الحكومة الجزائرية أن رئيس الوزراء عبد المالك سلال سيزور ولاية تيزي وزو (عاصمة منطقة القبائل الواقعة على بُعد 110 كيلومترات شرقي العاصمة)، حيث سيلقي خطاباً «مهماً». ويبدو أن زيارة سلال إلى تلك المنطقة، غير عادية، في ظل تصاعد النبرة الانفصالية فيها، ونشوب صراع بين الحكومة ورجل الأعمال يسعد ربراب الذي تتحفظ الحكومة على صفقة شرائه مجمع «الخبر» الإعلامي.وقال مصدر حكومي إن وفداً وزارياً كبيراً سيرافق سلال، الذي سيعلن عن برمجة مشاريع عدة في الولاية وسيدشن مشاريع أخرى. وتأتي هذه الزيارة التي لم تكن مبرمجة مسبقاً، في أعقاب تصريحات السفير الفرنسي برنار إيمييه التي أدلى بها في تيزي وزو، واعتبرتها الحكومة الجزائرية «مستفزة وتبث جواً مضاداً للوحدة الوطنية».وأثار قول السفير الفرنسي في الجزائر، إن بلاده تمنح حوالى 60 في المئة من التأشيرات للجزائريين المتحدرين من منطقة القبائل، رد فعل غاضب من وزير الخارجية رمطان لعمامرة، الذي صرح بأنه «إذا كانت طبيعة التصريحات التي تم الإدلاء بها في ظروف لا أعرفها تطرح أسئلة من هذا النوع وتثير تعليقات وتساؤلات تصورات مختلفة ومتعارضة، فهذا يعني أن هذه التصريحات كانت بالتأكيد مؤسفة». كما أن زيارة سلال تأتي في سياق «تفاقم» الخطاب الانفصالي من جانب «حركة انفصال القبائل» التي يقودها فرحات مهني، المقيم في فرنسا، وبات نشاطه لافتاً في الفترة الأخيرة، إذ نظّم تظاهرات في باريس في نيسان (أبريل) الماضي، للمطالبة بكيان مستقل عن الجزائر، وليس فقط للاعتراف بالثقافة الأمازيغية. ونُظِمت تلك التظاهرات، بمناسبة مرور 36 سنة على الصدام الدامي الذي وقع بين قوات الأمن ونشطاء «الحركة الثقافية البربرية»، الذين خرجوا يومها في مسيرات للمطالبة بالاعتراف بـ «الهوية الأمازيغية للجزائر»، ولم يرفع آنذاك أحد شعار الانفصال. وأثار مهني جدلاً العام الماضي، عندما زار «المجلس التمثيلي للهيئات اليهودية في فرنسا» والتقى برئيسه ريشار براسكييه، وبحث معه «القضايا التي تهم الشعب اليهودي والشعب القبائلي»، وفق بيان صدر عن المجلس في باريس. وتثير كلمة «الشعب القبائلي» حساسية كبيرة لدى السلطات وقطاعات واسعة من الجزائريين. وتتحاشى الحكومة الدخول في مواجهة مع دعاة الانفصال، للحؤول دون ظهورهم في صورة «أقلية إثنية تتعرض للقمع»، لكنها تحرص بشدة على وضع حدود لمساعيهم في نشر أطروحة الانفصال، التي لا تحظى بتأييد كبير في ولايات القبائل. وتخشى أجهزة الأمن أن تسبب زيارة سلال خروج بعض الشخصيات الرافضة لها في تظاهرات، إلا أن تلك الخطوة قد تؤدي إلى تخفيف التوتر في المنطقة.

مشاركة :