منزل العمودي من أعرق المنازل في المنطقة التاريخية في جدة، بني من عهد العثمانيين، امتلكه العمودي من العثمانيين وتوارثت أسرة العمودي المنزل على مر العقود الماضية، ومكثت فيه حتى الجيل الرابع لبيت العمودي، ثم غادرته قبل 30 عاما. التقت "الاقتصادية" بعمر صالح العمودي أصغر أبناء الجيل الرابع لبيت العمودي الذي عاش بدايات حياته التعليمية في المنزل، لتنتقل الأسرة بعد ذلك إلى شمال جدة. يصف عمر العمودي المنزل الواقع في المنطقة التاريخية على شارع أبو عنبة، بجانب منزل باجسير ومن خلفه بيت باناجة، وفي نفس الشارع بيت باذيب والبترجي، فيقول إن أغلب بيوت المنطقة تحمل نفس التفاصيل مع اختلاف المساحات، حيث كان ما يميز البيوت الكبيرة أن جميع أفراد العائلة يسكنون المنزل، الأب والأبناء والأحفاد. يبدأ بيت العمودي بالدور الأرضي الذي يتكون من المقعد، وهو عبارة عن مقعد للرجال يجتمعون فيه ويستقبلون ضيوفهم، يشبه الديوانية الآن، ومن المفترض أن يكون المقعد مرتفعا عن الأرض بمسافة ما بين متر إلى متر ونصف، وأن يكون مطلا على الشارع سواء بواجهة أو واجهتين. بيت العمودي كان ذا واجهة واحدة، هذه الواجهة تفصل لها الروشان مع جلسة من الخشب تكون بكامل المقعد، ويحدد ارتفاع الجلسة بحسب الروشان، حيث من الضروري أن تكون الجلسة مظلة، وتكون عادة من أكبر غرف المنزل. الأدوار الأول والثاني والثالث كانت تحتوي على أربع غرف مقسمة إلى شقتين في كل دور، بينهما مخزن مشترك عادة يخزن فيه الأرز والسكر، بمعنى المستلزمات الغذائية، كل شقة تحتوي على الصفة وهيا الغرفة الأمامية، وتكون بمثابة "الصالة" والغرفة الداخلية "المؤخر" وهي عبارة عن غرفة النوم. والمخزن يكون بين الأدوار، كل دور يتكون من أربع لفات من الدرج الصغير شبه الدائري، يكفي مرور شخص، وفي آخر دور يوجد "المركب " وهو عبارة عن مطبخ العائلة، إضافة إلى وجود "القمرية" وهي غرفة لا تدخلها الشمس ولها نافذة تكون مخصصة لخدم المنزل، إضافة إلى "الطبن" وهو عبارة عن مركز التهوية في المنزل يسمى الآن "المنور". وتوزع المياه على أركان البيت وأدواره عن طريق "الحليق" وهو الخزان.
مشاركة :