عقود زمنية مرت من الدوري السعودي ولا يزال الحكم المحلي يشكِّل حجرة عثرة أمام تطوره واستمراره وظهوره كدوري يحظى بمنافسات قوية ومثيرة بين أقطابه، الأمر الذي حد بالكثير من الأندية الكبيرة بتاريخها وإنجازاتها وبطولاتها بفكرة الاستعانة بطاقم تحكيم أجنبي، لدرجة مطالبة البعض منهم بالرغبة في أن تكون لجميع مبارياته في الموسم مهما كلّفه الأمر من تكاليف مادية باهظة، ولسان حالهم يقول: (مكره أخاك لا بطل)، فهي لا تمثِّل جزءاً من تكاليف الاستعداد والإعداد لفريقه وتعاقداته مع لاعبين ومدربين وعقود لاعبين محليين، وبالنهاية يفقد ما بناه في لحظة طائشة من صافرة حكم ظالمة! وللأمانة كان لوجود الحكم الأوروبي إسهام كبير في حدة الانتقادات والهجوم على التحكيم من قبل إدارات الأندية والإعلام والمتابعين. في هذا الموسم تحديداً أطل الحكم المحلي للملاعب مجدداً بعد غياب دام موسمين أو أكثر، وسط حضور متواضع وغير لائق جداً بدوري محترفين نتطلع من خلاله أن تثبت الكرة السعودية أحقيتها بأن تكون ضمن مصاف الدوريات العالمية! فعلى الرغم من الجهود المبذولة من رجالات رياضتنا الكرام في إعادة صقل الحكام المحليين من خلال ورش عمل ودورات تدريبية ومعسكرات خارجية والاستعانة بخبرات أوروبية واسعة النطاق إلا و(كأنك يا زيد ما غزيت)، ولا أزيد. جولة الفرص الضائعة كما كان متوقعاً أن تكون، فقد حفلت الجولة الأولى من النصف الثاني من الدوري بمواجهات كانت الغالبية منها نحو ترقب بما سيقدمه كل فريق أمام الآخر على اعتبار أنه الشوط الأخير لتأكيد قدرته لنهاية المشوار والتي ظهر فيها التسرع والتهور نحو السباق، نحو أي منهم قادر على إضاعة فرص التهديف أكثر، باستثناء مواجهتي الاتفاق والشباب والاتحاد والخلود، فالأول أعاد فيها فارس الدهناء نغمة الانتصارات بعد غياب، والأخرى في (ديناميكية) الأهداف والأحداث التحكيمية التي شكلت صدى واسعاً لدى المتابعين من حيث اتخاذه بعض القرارات والتي وصفوها بالمجحفة! بينما شهدت مراكز ترتيب الفرق حراك لافتاً ومشوقاً للفرق القادمة من الخلف، مع بقاء الهلال مسيطراً باعتلائه الصدارة بعد تأكيده لها برباعية في مرمى الأخدود. ومضات كروية - على الرغم من أن الاتحاد الدولي والشعوب الكروية العالمية لم تحسم بعد من هو الأحق بلقب (الأسطورة) هل هو بيليه أم مارادونا؟ فوجئت بأن هناك مباراة تجمع بين الأساطير الخليجية قريباً! رجاء احترموا عقلية المتابع الرياضي. - سيندم النصراويون كثيراً بتفريطهم بالنجم الكبير (تاليسكا)، فهو من أفضل اللاعبين بالفريق، وكثير ما أحرز لهم أهدافاً أسهمت في البقاء في دائرة المنافسة، بالتأكيد أن إلغاء عقده لم يكن فنياً! لربما من داخل البيت الأصفر يعرفون الأسباب. - ما أهمية وجود تقنية الفيديو (الفار) إذا لم تساعد الحكم على اتخاذ القرار الصحيح في تطبيق قانون التحكيم؟ - حتى محلّلو التحكيم في القنوات الرياضية تختلف تقديراتهم رغم أن قانون التحكيم واضح وصريح! لا يتطلب اجتهادات وجهات نظر. - لطالما أن من يقود المنظومة اتحاد ولجان غير رياضيين فلا تنشد عن التطوير، أين الكفاءات؟! فرياضتنا بحاجة إلى عقليات مختلفة عن الحالية وقادرة على أن تواكب الرؤية العظيمة بخبراتها الفنية من مدربين ولاعبين سابقين. - لا يزال المتابع الرياضي يتطلع لمشاهدة دوري عالمي مثير ومشوّق بالإثارة والندية والمتعة، فمن أهم حقوقه أن يحظى بتحكيم راق، ومعلِّق رياضي وملم بالثقافة الكروية، ومحلِّلين ذوي رؤية فنية وليس مهرجين. آخر المطاف قالوا: يظلم الناس (الحقيقة) بوصمها بأنها مؤلمة وصعبة ومرَّة. والحق أن هذه الصفات تمثِّلهم وتعكس حالهم وواقعهم، لكن يسقطونها هرباً من مواجهة أنفسهم بأخطائهم.
مشاركة :