موطن حضارة المايا ووجهة مليئة بالمغامرات

  • 5/28/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ربما لم يسمع أحد منا بدولة بيليز أو الهندوراس البريطانية سابقاً، والتي تقع على الساحل الشرقي من أمريكا الوسطى، ولكن يبدو من الضروري للجميع معرفة هذا البلد الصغير الذي لا تتجاوز مساحته 22,960 كيلومتراً مربعاً، إلا أنه يمتلك من الكنوز الطبيعية الساحرة ما يستحق الزيارة. يوجد في بيليز العديد من المناطق الرائعة والسواحل الجميلة التي لا يهدأ صخبها طوال أشهر الصيف إضافة إلى المواقع الأثرية التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية، حيث كان هذا الجزء من أمريكا الوسطى خاضعاً لسيطرة الإنجليز ولا زالت الإنجليزية تعد اللغة الرسمية فيها، كما تضم السلاسل الجبلية المحاذية للساحل الكاريبي عدداً كبيراً من الكهوف التي تشكل بيئة مثالية للقيام بمغامرات لا تنسى، وتعد مدينة إنديانا جونز من المناطق الأكثر زيارة في بيليز وذلك لغناها بالمواقع الأثرية من قلاع وحصون وبعض القصور والكنائس القديمة إضافة إلى مساحات واسعة من الغابات والجبال والأودية التي تعلوها أسلاك العربات المعلقة لتأخذك في رحلة غاية في الروعة، إلا أن الإقليم الأشهر والأكثر امتلاكاً للمناظر الطبيعية الساحرة والمفضلة من جانب الزائرين هو إقليم كايو الذي يقع في الجزء الغربي من البلاد. يوفر هذا الإقليم للزوار العديد من الأنشطة الترفيهية الرائعة التي يمكنهم القيام بها مشياً على الأقدام أو على ظهور الخيل أو بواسطة العربات المعلقة أو حتى بالقوارب الصغيرة عبر الأنهار، حيث تمنحهم كايو فرصة استكشاف الكهوف السرية تحت الأرض والمرور لاستكشاف آثار حضارة المايا التي تنتشر في الأدغال الكثيفة. ومن الأشياء التي يجب أن تضعها في الحسبان قبل زيارتك لهذا الإقليم أن الكهوف العديدة التي اكتشفت هناك، لا يمكنك زيارتها بمفردك إلا إن كنت من هواة المغامرات، لأنها متشعبة ووعرة وتضم ممرات ومتاهات يجب عليك أن تحذرها، لذلك تقوم معظم المراكز السياحية بتقدم خدمة الدليل السياحي لمرافقة الزوار وإرشادهم وتقديم المعلومات الكافية لهم. تعد بلدة سانت اجناسيو القريبة من حدود غواتيمالا، بلدة مثالية للإقامة في كايو وذلك لوجود عدد كبير من الفنادق والمطاعم والمرافق الخدمية الأخرى حيث ترى أعداداً كبيرة من السياح في شوارعها ومحالها التجارية. آثار المايا على الرغم من أن غالبية ما تبقى من سلالة شعب المايا انتقلوا للعيش في إقليم توليدو الذي يقع في جنوب بيليز، إلا أن الآثار والمواقع الأشهر التي تعود إلى حضارتهم توجد هناك في إقليم كايو، لا سيما في الأدغال الكثيفة على ضفاف الأنهار. وتأتي مدينة كاراكول الأثرية في مقدمة الأماكن التاريخية التي تخص المايا، حيث تستقطب سنوياً ملايين السياح من أنحاء عدة من العالم، ويبرز هذا الموقع بشكل رائع في إحدى الغابات المحيطة بمدينة سانت اجناسيو على بعد 52 ميلاً من مركز المدينة. وقد صنف عدد كبير من علماء الآثار والزوار الذين شاهدوا كاراكول أن هذه المدينة القديمة التي تم اكتشافها في عام 1937 تعد أكثر جمالاً وسحراً من موقع تيكال الأثري الذي يعود أيضاً لحضارة المايا والموجود في غواتيمالا، وتشير الدراسات إلى أن هذا الموقع كان موطناً لأكثر من 150 ألف شخص في الماضي. ومن الرائع للزوار أن جميع المراكز السياحية في سانت اجناسيو وبلموبان تقوم برحلات منتظمة ويومية إلى الموقع مع دليل سياحي يقدم للزائرين معلومات كافية عن حضارة المايا وأبرز مواقعها الأثرية. جولة في الغابات تعد الغابات الكثيفة والمنتشرة على مساحات واسعة من الإقليم إضافة إلى الجبال متوسطة الارتفاع والأودية المحيطة والحدائق الوطنية المحمية بالقانون، بيئات مثالية للقيام بالنزهات وإقامة المخيمات، وعلى الرغم من وجود العديد من المسارات السهلة والطرقات في هذه الغابات التي يمكن للمسافرين أن يسلكوها في رحلاتهم إلا أن الممرات الطويلة والممتدة إلى أعماق الغابات تحتاج إلى مرشد سياحي لتفادي الضياع هناك. وتعتبر حديقة جوانا كاستي الوطنية من أكثر المساحات الخضراء التي يرتادها الزائرون حيث تضم هذه الحديقة أنواعاً متعددة من الأشجار الكاريبية والحيوانات النادرة كالشمبانزي والنمور والسناجب وغيرها، وعلى بعد عدة أميال من هذا المتنزه نجد جبل باين ريدج الذي يمتاز بمناخه المعتدل، وتضاريسه قليلة الوعورة إضافة إلى الكهوف العديدة التي تخترقه، أما الرؤية الأجمل هناك فهي منظر الشلالات المائية التي تنحدر من أحد سفوح الجبل إلى المغارات والحفر التي تقع في الأسفل حيث يمكنك أن تغطس فيها وتستمتع بالأجواء المذهلة هناك. استكشاف الكهوف يشتهر إقليم كايو بكهوفه العديدة والمتنوعة والتي تشكل عنصر جذب طبيعي للسياح من مختلف أنحاء العالم، ويعود السبب في تشكل هذه الكهوف إلى الأنهار والينابيع المائية الغزيرة التي تكثر هناك، وتكتسب تلك الكهوف والمغارات أهمية تاريخية وحضارية وروحية أيضاً بين الأهالي، حيث تم العثور في داخلها على العديد من الآثار التي تعود إلى حضارة المايا الشهيرة التي ازدهرت في ذلك الجزء من العالم، ويعد هذا السبب الرئيسي في عدم السماح بزيارة هذه الكهوف إلا بصحبة دليل سياحي مرخص له من وزارة السياحة في بيليز. يسمى الكهف الأشهر في كايو أكنون تونيشيل موكنال حيث يبلغ طول هذا الكهف نحو 3 أميال، وعند دخولك إليه ستشعر وكأنك دخلت عالماً أرضياً جديداً من الخيال والسحر الباطني، حيث تشير المخطوطات والدراسات التي أجريت فيه إلى أن شعب المايا كان يتخذ من هذا الكهف معبداً لهم وكانوا يطلقون عليه اسم إكسي بالبا، وتم العثور فيه على العديد من القطع الأثرية والرسومات التي تجسد رموز تلك الحضارة. وليس ببعيد عن كهف أكتون يوجد آخر لا يقل أهمية عن الأول إلا أنه أقل طولاً يسمى بارتون كريك، تغمره مياه الجداول والينابيع الصافية ما يدفع الزوار إلى استكشافه عبر القوارب الخشبية كونها التجربة الأكثر متعة وإثارة. يقع بالقرب من العاصمة بلموبان كهف برانش ريزيرف الذي يبقى مكتظاً بالزائرين طوال أشهر الصيف وذلك لأنه يشكل بيئة مثالية للغطس والسباحة وركوب القوارب والتجول داخل القنوات المظلمة في تجربة فريدة من نوعها. ركوب الخيل لا يوجد في بيليز طريقة أفضل من امتطاء الخيل عند محاولة استكشاف الغابات وضفاف الأنهار ومواقع حضارة المايا، وبالنسبة لعشاق الخيول، يوجد في كايو العديد من المراكز التي تؤجر خيولاً وتدرب السياح على ركوبها أيضاً بغض النظر عن الخبرة التي يمتلكونها. ومن الأماكن التي ينصح بزيارتها على ظهر الخيل، الغابة التي تمتد على مساحة واسعة في جبل باين ريدج بالقرب من سانت اجاسيو حيث تملك تلك الغبات مناظر غاية في الروعة مع العديد من الأنهار والمواقع الأثرية المغطاة بالنباتات والأعشاب الخضراء، حيث يمكن للزوار إقامة مخيماتهم هناك في عمق الغابات وقضاء عدة أيام في تجربة ومغامرة لا يمكن نسيانها، ولكن يجب على الجميع توخي الحذر لأن هناك أنواعاً عديدة من الحيوانات والزواحف.

مشاركة :