أثار إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن نيته أن تسيطر الولايات المتحدة على “قطاع غزة” بعد إعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى، موجة من الانتقادات الحادة من قبل قادة سياسيين ودبلوماسيين وخبراء في الشرق الأوسط. وجاءت ردود الفعل متباينة، حيث وصفت الخطة بأنها “متهورة” و”غير معقولة”، فيما حذر آخرون من تداعياتها الخطيرة على استقرار المنطقة. انتقادات من داخل الولايات المتحدة تصدر السناتور الديمقراطي كريس ميرفي الانتقادات، حيث وصف تصريحات ترامب بأنها “فقدان للعقل”، محذرا من أن أي غزو أمريكي لغزة قد يؤدي إلى مقتل آلاف الجنود الأمريكيين وإشعال حرب طويلة الأمد في الشرق الأوسط. كما وصف عضو مجلس النواب الديمقراطي جيك أوشينكلوس الاقتراح بأنه “متهور وغير معقول”، معربا عن مخاوفه من أن يعيق ذلك جهود وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. وأشار أوشينكلوس إلى أن دوافع ترامب قد تكون مرتبطة بالمصالح الشخصية، قائلا “عندما يقترح ترامب بندا سياسيا، فهناك دائما صلة بالمحسوبية وخدمة الذات”، كما ألمح إلى أن ترامب وصهره جاريد كوشنر قد يكونان يسعيان لتحويل غزة إلى “منتجعات”. موقف حركة حماس من جانبه، وصف القيادي في حركة حماس سامي أبو زهري دعوة ترامب لمغادرة سكان غزة بأنها “طرد من أرضهم”، مؤكدا أن هذه الخطة ستؤدي إلى “إنتاج الفوضى والتوتر في المنطقة”. وأضاف أبو زهري أن سكان غزة لن يسمحوا بتمرير مثل هذه المخططات، مشددا على تمسكهم بأرضهم. ردود الفعل الدولية على الصعيد الدولي، أعلنت وزارة الخارجية السعودية أن موقف المملكة من قيام الدولة الفلسطينية “ثابت ولا يتزعزع”، مؤكدة تأييدها لحل الدولتين. كما أكد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان هذا الموقف بشكل واضح وصريح. من جهته، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي تأييد حكومته لحل الدولتين في الشرق الأوسط، وذلك في أعقاب إعلان ترامب المفاجئ. تحذيرات من الخبراء بدوره، أعرب جون ألترمان، رئيس برنامج الشرق الأوسط في مركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية والدولية، عن شكوكه حول استعداد سكان غزة لمغادرة المنطقة، خاصة وأن العديد منهم ينحدرون من فلسطينيين فروا من أجزاء من إسرائيل الحالية ولم يتمكنوا من العودة إلى ديارهم السابقة. وأشار إلى أن غزة “المحطمة” ستظل موطنا لأهلها رغم التحديات. ختام تبدو تصريحات ترامب حول غزة قد أثارت جدلا واسعا، حيث يرى الكثيرون أنها غير واقعية وقد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع في المنطقة. في الوقت نفسه، تؤكد ردود الفعل الدولية التمسك بحل الدولتين كخيار وحيد لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
مشاركة :