بدأت القوات العراقية، أمس، بدعم من التحالف الدولي، عملية واسعة لاستعادة مدينة الفلوجة، أحد أبرز معاقل تنظيم «داعش»، قتل خلالها مساعد القائد العسكري لـ«داعش» في المدينة. في حين أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اقتراب «لحظة الانتصار الكبير». وأعلن العبادي في سلسلة رسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي بدء عملية تحرير الفلوجة. وقال «دقت ساعة التحرير واقتربت لحظة الانتصار الكبير وليس أمام (داعش) إلا الفرار». وأضاف «اليوم سنمزق رايات الغرباء السود الذين اختطفوا هذه المدينة، والعلم العراقي سيرفع ويرفرف عالياً فوق أراضي الفلوجة». وأشار إلى أن «القوات الخاصة والجيش والشرطة والحشد الشعبي ومقاتلي العشائر ستشارك في عملية تحرير الفلوجة»، الواقعة على بعد 50 كيلومتراً الى الغرب من بغداد. وأكدت قيادة العمليات المشتركة في بيان بدء العملية. • «داعش» فرض حظراً للتجوال في الفلوجة، وأغلق جسور المدينة بالكتل الأسمنتية. وقالت إن «الرجال الأبطال من قواتنا المسلحة والحشد الشعبي وأبناء العشائر شمروا عن سواعدهم ليسحقوا هذه العصابات الإرهابية في الفلوجة الحبيبة». وطلبت القيادة من سكان المدينة الذين مازالوا فيها الاستعداد للخروج منها عبر طرق مؤمنة. كما دعت جميع الأسر الى «الابتعاد عن مقرات عصابات داعش وتجمعاتها، إذ سيتم التعامل معها كأهداف للطيران الحربي». من جهة أخرى، طلبت القيادة في بيان منفصل من «جميع العائلات التي لا تستطيع الخروج من الفلوجة رفع راية بيضاء على مكان تواجدها». وقالت مصادر رسمية، إن عشرات العائلات تمكنت من الخروج من الفلوجة التي يمنع المتطرفون الأهالي من مغادرتها. واحتشدت القوات العراقية منذ أيام عدة على أطراف مدينة الفلوجة التي تخضع لسيطرة التنظيم منذ يناير 2014. وذكر مصور من «فرانس برس»، أن طائرات حربية تواصل توجيه ضربات إلى أهداف في داخل المدينة. وتعد الفلوجة والموصل، ثاني أكبر مدن العراق، آخر المدن الرئيسة التي مازالت تحت سيطرة التنظيم المتشدد. وباتت القوات العراقية تحاصر الفلوجة من معظم الجهات بعدما استعادت السيطرة على مساحات واسعة في محافظة الأنبار ذات المساحة الشاسعة، بينها الرمادي كبرى مدن المحافظة. في السياق، أعلنت قيادة عمليات بغداد، أمس، مقتل مساعد القائد العسكري بـ«داعش» في مدينة الفلوجة. وقال قائد العمليات عبدالأمير الشمري لموقع «السومرية نيوز»، إن «الطيران الحربي العراقي قصف عدداً من مواقع تنظيم داعش في الفلوجة، ما أسفر عن مقتل عدد كبير من عناصره». وأضاف أن «من بين القتلى مساعد القائد العسكري للتنظيم في المدينة المدعو حجي حمزة»، مشيراً إلى أنه «تم تدمير مقر اتصالات التنظيم بالفلوجة». وأعلن أحد شيوخ عشائر مدينة الفلوجة، أمس، أن «داعش» فرض حظراً للتجوال في المدينة، فيما أشار إلى أن التنظيم أغلق جسور المدينة بالكتل الأسمنتية. ووصف رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، معركة تحرير الفلوجة بأنها «المسمار الأخير في نعش الإرهاب في محافظة الأنبار». وقال خلال اجتماعه مع قائد عمليات تحرير الفلوجة الفريق الركن عبدالوهاب الساعدي، إن البرلمان العراقي «يدعم القوات الأمنية والعسكرية في معركتهم الكبرى ضد قوى الإرهاب والتطرف»، ودعا إلى «تجنيب المدنيين أضرار المعركة والعمل العاجل على توفير معابر آمنة لخروجهم».
مشاركة :