ورفض زيلينسكي في الماضي التخلي عن أي أراض بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022. لكن في مقابلة أجرتها معه "ذي غارديان" ونشرت الثلاثاء، قال إن كييف مستعدة لعقد محادثات جديّة قبيل اجتماع الجمعة أثناء "مؤتمر ميونيخ للأمن" مع نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس، المناهض علنا للدعم الأميركي العسكري لأوكرانيا. وقال زيلينسكي "سنبادل منطقة بأخرى"، مضيفا أنه على استعداد لمبادلة أراض في منطقة كورسك الروسية التي سيطرت عليها أوكرانيا في إطار هجوم خاطف العام الماضي. وأقر بأنه لن يكون بإمكان أوكرانيا أن تحظى بضمانات أمنية مع الشركاء الأوروبيين وحدهم قائلا إن "الضمانات الأمنية من دون أميركا ليست ضمانات أمنية حقيقية". تعهّد ترامب إنهاء الحرب في أوكرانيا، على الأرجح من خلال استخدام المساعدات الأميركية المقدرة بمليارات الدولارات التي قدمتها إدارة سلفه جو بايدن، كورقة ضغط على كييف لإجبارها على التنازل عن أراض. وأثمرت أول زيارة معروفة لعضو في إدارة ترامب إلى روسيا منذ عاد إلى البيت الأبيض الشهر الماضي، وهي للموفد الخاص ستيف ويتكوف، عن ضمان إطلاق سراح مارك فوغيل المسجون منذ العام 2021 بتهم تتعلق بالمخدرات. وقال ترامب للصحافيين تعليقا على إطلاق سراح فوغيل "تم التعامل معه بشكل جيد جدا في روسيا". وأضاف "في الحقيقة، آمل بأن تكون هذه بداية علاقة يمكننا من خلالها إنهاء الحرب". استقبل ترامب السجين الأميركي المفرج عنه في البيت الأبيض ليل الثلاثاء بعدما وصل إلى الولايات المتحدة. واستذكر لقاء جمعه بوالدة فوغيل البالغة 95 عاما أثناء تجمع انتخابي إذ وعدها حينذاك بـ"إخراجه". ووصف البيت الأبيض الإفراج عنه بأنه جزء من عملية "تبادل" فيما قال ترامب ليل الثلاثاء إنه سيتم الإفراج عن مقتل آخر الأربعاء من دون تقديم تفاصيل إضافية. ولم يصدر أي تعليق بعد عن الجانب الروسي حيث تناقلت وكالات الأنباء الرسمية إعلان البيت الأبيض. ورفضت المحكمة الروسية العليا في كانون الأول/ديسمبر النظر في الطعن الذي تقدّم به فوغيل ضد الحكم الصادر بسجنه 14 عاما. يشغل ويتكوف، مطور العقارات وصديق ترامب، رسميا منصب موفد الإدارة الأميركية إلى الشرق الأوسط حيث أدى دورا رئيسيا في الدفع باتّجاه التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وحماس. وأعلن ترامب أيضا زيارة لأوكرانيا يقوم بها وزير الخزانة سكوت بيسينت، وهو مسؤول آخر في حكومته يرسل في مهمة لا علاقة لها بوظيفته الأساسية. "أوكرانيا لن تصبح روسيا" وفي وقت سابق هذا الأسبوع، طرح ترامب إمكان أن تصبح أوكرانيا "روسية يوما ما"، في تصريحات سارعت موسكو للترحيب بها. وتحدّث الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف عن "حقيقة أن جزءا كبيرا من أوكرانيا يود بأن يصبح روسيا وأصبح كذلك بالفعل، هذه حقيقة"، وذلك في إشارة إلى ضم موسكو عام 2022 أربع مناطق أوكرانية بعد استفتاءات أثارت انتقادات دولية على اعتبارها مزورة. ورد الأوكرانيون بغضب على تصريحات ترامب. وقال أحد سكان كييف ويدعى دانيال لفرانس برس "إنه نوع من الجنون الناجم عن الخرف". بدوره، أصر جندي أوكراني في شارع وسط كييف عرّف عن نفسه باسم ميكولا على أن بإمكان ترامب "التفكير بما يشاء وقول ما يشاء، لكن أوكرانيا لن تصبح روسيا إطلاقا". وسبق لترامب أن عبر عن إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأيد نفيه لاستنتاجات دوائر الاستخبارات الأميركية بشأن التدخل الروسي في انتخابات 2016 لصالحه. لكنه دعا أيضا روسيا إلى تقديم تنازلات خلال الأسابيع الأخيرة. يحاول الجيشان الروسي والأوكراني ضمان التفوق ميدانيا قبيل أي مفاوضات محتملة. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء أن قواتها سيطرت على قرية ياسينوف الصغيرة في منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا. وأودت ضربة صاروخية روسية على كييف بحياة شخص واحد على الأقل الأربعاء، بحسب ما أفاد رئيس بلدية المدينة فيتالي كليتشكو على "تلغرام". وفي منطقة سومي في شمال أوكرانيا، أفاد مدعون إقليميون بأن قصفا روسيا أودى بحياة رجل في الأربعين من العمر وامرأة في الثلاثين. عمليات تبادل سجناء وعلّق بايدن معظم الاتصالات مع موسكو بعدما غزت روسيا أوكرانيا في شباط/فبراير 2022. مع ذلك، اجتمع رؤساء أجهزة الاستخبارات وغيرهم بعيدا عن الأضواء في بلدان ثالثة وتفاوضوا على عمليات تبادل أدت إلى إطلاق سراح أبرز الأميركيين المسجونين في روسيا وهم لاعبة كرة السلة بريتني غراينر والصحافي إيفان غيرشكوفيتش والعنصر السابق في البحرية الأميركية بول ويلان. كان فوغيل (63 عاما) يُدرّس في المدرسة الإنكليزية الأميركية في موسكو عندما تم توقيفه في آب/أغسطس 2021 بشبهة العثور على 21 غراما من القنب وزيت القنب بحوزته في مطار موسكو. أقام فوغيل في روسيا منذ العام 2012. وذكرت تقارير بأنه كان يعلّم الروس الإنكليزية في المستعمرة الجزائية حيث تم سجنه.