أصبحت تقنيات الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حيث باتت روبوتات الدردشة تلعب دورًا محوريًا في التفاعل بين الإنسان والتكنولوجيا، من بين هذه الروبوتات، برز ChatGPT الذي طورته شركة OpenAI، باعتباره نموذجًا قويًا قادرًا على فهم اللغة الطبيعية والاستجابة لها بدقة، ومع ذلك، ظهر منافس جديد على الساحة وهو DeepSeek، الذي طورته شركة صينية، مثيرًا جدلًا واسعًا بسبب أدائه القوي والميزات المتقدمة التي يقدمها. أحد الجوانب الأولى التي يلاحظها المستخدم عند التعامل مع أي روبوت دردشة هو سهولة الاستخدام ووضوح الواجهة، يتميز ChatGPT بواجهة بسيطة وسلسة، تجعل التفاعل معه سهلًا سواء للمستخدمين الجدد أو المحترفين، أما DeepSeek، فهو يوفر خيارات تخصيص أكثر تقدمًا، تتيح للمستخدمين ضبط التجربة وفقًا لاحتياجاتهم، مثل اختيار المجالات التي يفضلون التفاعل فيها، سواء التعليم، أو الثقافة، أو الترفيه. تعد دقة اللغة العربية تحديًا رئيسًا لأي نموذج ذكاء اصطناعي نظرًا لتعقيدها وتعدد لهجاتها، أظهر ChatGPT تطورًا ملحوظًا في فهم العربية الفصحى وبعض اللهجات المحلية، لكنه في بعض الأحيان يميل إلى تقديم إجابات عامة لا تعكس الفهم العميق للسياق الثقافي العربي. في المقابل، تميز DeepSeek بقدرته على تقديم ردود أكثر دقة وسياقية، حيث أظهر فهمًا عميقًا للثقافة العربية والتعبيرات الاصطلاحية، على سبيل المثال، عند طرح سؤال حول اللُّقيمات (حلوى تقليدية خليجية)، قدم كل روبوت وصفًا متكاملًا للمكونات وطريقة التحضير، لكن الفارق كان في زاوية التناول، ركز ChatGPT على الجانب الثقافي للطبق وربطه بالتراث العربي، بينما أضاف DeepSeek تفاصيل عن الاختلافات الإقليمية في التسمية وطريقة التحضير، بالإضافة إلى اقتراحات لجعل الوصفة أكثر صحة. عند اختبار قدرات الترجمة، برز DeepSeek بميزة فريدة بعد تفعيل وضع DeepThink R1، حيث لم يقتصر فقط على ترجمة النص، بل قدم تحليلًا للتراكيب اللغوية وشرحًا لكيفية اختيار المصطلحات المناسبة، وهي ميزة يفتقر إليها ChatGPT، بشكل عام، كانت الترجمة التي قدمها DeepSeek أكثر دقة واتساقًا مع المعنى العام، بينما اعتمد ChatGPT في بعض الأحيان على الترجمة الحرفية. عند طلب معلومات بحثية حول تأثير ارتفاع منسوب المياه بسبب التغير المناخي، جاءت إجابة ChatGPT شاملة ومليئة بالمعلومات، حيث غطت الأسباب والتأثيرات والحلول، مع ذكر أمثلة واضحة مثل الفيضانات في بنغلاديش وتهديد جزر المالديف بالغرق، إلا أن النص افتقر إلى مقدمة وخاتمة متماسكة، مما جعله أقرب إلى مرجع تقني. أما DeepSeek، فقد قدم إجابة أكثر تنظيمًا، حيث بدأ بمقدمة توضح خلفية التغير المناخي، ثم قسم التأثيرات إلى بيئية، اقتصادية، واجتماعية، ما جعل المعلومات أسهل في الفهم. وعلى الرغم من أن عدد الأمثلة كان أقل مقارنة بـ ChatGPT، فإن التحليل العميق للحلول، عبر تقسيمها إلى التكيف والتخفيف، جعل النص أكثر قوة وتأثيرًا.