العلاونة يدون تجربته مع عوالم الكتاب

  • 2/14/2025
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أقل ما يمكن أن تقول عن مؤلف هذا الكتاب «في الكتاب وأحواله» لمؤلفه الأستاذ أحمد العلاونة، أنه خدين المعرفة صديق للكتاب ذو علاقة وطيدة بتليده وحديثه، أثمرت هذا الكتاب الذي سنتناول الحديث عنه في هذا الفصل، فلولا قراءات المؤلف الواسعة والمستمرة مع عالم الكتب وخباياه، لما خرج بهذا المصنف الثبت الذي تتبع فيه عوالم واسعة في دنيا الكتب والتأليف، فوضع فيه من طرائف التصنيف، وتغيير عناوين الكتب وإهداءات الكتب والتشابه بين أسمائها، وكذلك تقديمات الكتب، والكتب التي نسبت إلى غير أصحابها، إضافة إلى المؤلفين الذين شرحوا مؤلفاتهم، أو اختصروها. يقول مؤلف الكتاب في معرض مقدمته: هذه أبحاث تتعلق بالكتاب وأحواله، استخرجتها من قراءاتي ومطالعاتي، أفضيت إليها بعد طول انتظار لنشرها، ووجدت بينها وشيجة رحم وسعيت إلى أن أصل الشيء بأشباهه ونظائره، فكان هذا المجموع الذي أرجو أن ينتفع به كل من يقرؤه أو يحدث به، أو يلم بالنظر سريعاً أو بطيئاً بسطوره وكلماته. فمن قسم طرائف التصنيف أورد بعض المؤلفين الذين لم يتموا كتبهم وأتمه غيرهم مثل كتاب «الدلائل» لقاسم بن ثابت العوفي، فأتمه أبوه وقد عمر بعده، أما يوسف بن الحسن السيرافي فإنه أكمل كتاب أبيه «الإقناع» كذلك أحمد الخزرجي الذي صنف «أنوار الأفكار فيمن حل جزيرة الأندلس من الزهاد والأبرار» ولم يكمله فأتمه ورتبه ابنه محمد وفي العصر الحديث ألف الأديب محمد السباعي قصة «الفيلسوف» ولم يتمها فأكملها ابنه الوزير والروائي المصري يوسف السباعي، وهناك كتاب «معالم الأدب العربي» الحديث للباحث عمر فروخ الذي رحل دون أن يكمله فأتمه زهير فتح الله، وحين نقف على المؤلفين الذي ذيلوا على كتبهم فمنهم ابن فارس الذي صنف «الفصيح» وتممه بـ»تمام الفصيح» وأيضاً الفتح بن خاقان صاحب كتاب «قلائد العقيان في محاسن الأعيان» الذي ذيله بكتابه «مطمح الأنفس ومسرح التأنس في ملح أهل الأندلس» كما أن خير الدين الزركلي بعد أن صنف الأعلام استدرك عليه بالمستدرك الأول، تم أتبعه بالمستدرك الثاني، وهناك من ذيل على كتابه فكان الذيل أكبر من المذيل عليه مثل «الوافي بالوفيات» للصفدي ذيَّل به على كتاب «وفيات الأعيان» لابن خلكان وقد طبع الذيل في ثلاثين مجلداً بينما «وفيات الأعيان» في ستة مجلدات، وحين تتعمق في قراءة الكتاب تجد أن من طريف بعض المؤلفين أن يُسَموا أكثر من كتاب باسم واحد مثلما فعل الإمام السيوطي حين ألف كتابين باسم واحد هو «الأشباه والنظائر» أحدهما في النحو والآخر في الفقه، وفي عالم الشروحات هناك بعض المصنفين من له شرحان وأكثر لكتاب يجعل فيه شرحاً مؤجزاً للعوام والطلبة ويعمد في الشرح الثاني إلى التوسع للعلماء ومثله المحقق المعروف محمد محيي الدين عبدالحميد وضع ثلاثة شروحات وحواش على متن «أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك» لابن هشام كان الأول منه مطولاً وجاء الثاني متوسطاً أما الثالث فقد كان وجيزاً، وإذا تأملت في بعض الكتب التي نسبت إلى مؤلفيها، أو نسب المؤلف إليها فهي أكثر من أن تحصى ومن أمثلتها: «المفضليات» للمفضل الضبي و»الأصمعيات» للأصمعي، و»الأربعون النووية» للإمام النووي أما ما جاء منها في الشعر فمنها «الشوقيات» لأمير الشعراء أحمد شوقي و»البدويات» للشاعر محمد عبده بدوي، و»الأنصاريات» للأديب والشاعر عبدالقدوس الأنصاري و»القرويات» للشاعر القروي رشيد الخوري ومنها في النثر «الريحانيات» لأمين فارس الريحاني، و»الوجديات» للأديب محمد فريد وجدي و»البصاميات» وهي مختارات من الشعر والنثر للأديب العراقي صبحي البصام، وهناك طائفة من الأدباء والشعراء الذي خرجت كتبهم للقراء بخطوط مؤلفيها أو بخطوط غيرهم مثلما فعل كل من الشعراء عمر بهاء الدين الأميري وعبدالعزيز محيي الدين خوجه ومصطفى طلاس وعزيز أباظة وحسن قرشي وشفيق المعلوف وأدونيس ونزار قباني ومحمد إسماعيل جوهرجي ويفرد المؤلف فصلاً عن من رثى زوجته بديوان كامل ومن هؤلاء الشعراء: خليل السكاكيني ورابح لطفي جمعة وطاهر أبوفاشا وعبدالرحمن صدقي وعزيز أباظة ومحمد رجب البيومي وياسين رفاعية، في حين أفرد بعض الشعراء أيضاً دواوين خاصة في رثاء أبنائهم، كزكي قنصل الذي خص ابنته سعاد بديوان، وهند هارون التي رثت ابنها عماراً بديوان ولويس رزق الذي رثى ابنه الدكتور جان بديوان «مارد الزئبق أغفى» وغيرهم كثر، وهناك أديبات ألفن كتباً عن أزواجهن مثل: إميلي الراسي التي صنفت كتاباً عن زوجها سلام الراسي، وسوزان طه حسين التي ألفت بالفرنسية كتاباً عن زوجها عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين ثم ترجم إلى العربية، وكذلك عائدة الجراح التي خصت زوجها الراحل الباحث الإسلامي عبدالرحمن حبنكة الميداني بكتاب عنه وأخيراً عفاف عزيز أباظة ألفت كتاباً عن زوجها الأديب والروائي ثروت أباظة. ويعقد المؤلف في هذا الكتاب باباً آخر عن بعض المؤلفين الذين عمدوا إلى تغيير عناوين مؤلفاتهم وهم من المعاصرين كالأديب والشاعر إبراهيم العريض الذي طبع كتبه: «»الأساليب الشعرية» و»الشعر وقضيته في الأدب العربي الحديث» و»جولة في الشعر العربي المعاصر» ثم أعاد طبعها في كتاب بعنوان «نظرات جديدة في فن الشعر» أما أحمد السباعي فقد أصدر كتابه «أبو زامل» في سيرته الذاتية ثم أعاد طبعة بعنوان «أيامي»، وكذلك الأديب والكاتب الإسلامي أحمد محمد جمال نشر ديوانه الوحيد تحت اسم «الطلائع» وما لبث أن غير اسمه في الطبعة الثانية إلى «وداعاً أيها الشعر» أما الشاعر بدر شاكر السياب فقد نشر دواوينه «أساطير» و»حفار القبور» و»المومس العمياء» ثم جمعها وأخرجها بعنوان «أنشودة المطر» وفي التاريخ يصدر المؤرخ العراقي جواد علي كتابه الشهير «تاريخ العرب قبل الإسلام» في ثمانية مجلدات وحين أعاد طبعه عدل عن تسميته القديمة وسماه «المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام» في عشرة مجلدات، والشاعر سميح القاسم نشر أحد دواوينه بعنوان «ويكن أن يأتي طائر الرعد»، ثم أعاد نشره بعنوان آخر هو «في انتظار طائر الرعد» والأديب طاهر الطناحي أصدر كتاباً بعنوان «على فراش الموت» تحدث فيه عن نهايات الأدباء وحين أعاد طبعه غير عنوانه إلى «الساعات الأخيرة» وكذلك الدكتور طه حسين حينما حدثت ضجة لكتابه «في الشعر الجاهلي» لجأ إلى تغيير عنوانه إلى «في الأدب الجاهلي»، أما الأديب عبدالكريم الجهيمان فقد أصدر موسوعته المهمة ذات العنوان «من أساطيرنا الشعبية في قلب جزيرة العرب» ثم أعاد طبعه بعنوان «أساطير شعبية في قلب الجزيرة العربية» كذلك الناقد العراقي الدكتور عبدالله إبراهيم غير عنوان كتابه «المتخيل السردي» إلى عنوان «السردية العربية»، وطبع الأديب والناقد الأردني ناصر الدين الأسد كتابه «الاتجاهات الأدبية الحديثة في فلسطين والأردن» ثم أعاد طبعه بعنوان «الحياة الأدبية الحديثة في فلسطين والأردن حتى عام 1950م» كما أعاد الناقد المصري يوسف نوفل اسم كتابه «بيئات الأدب العربي» إلى عنوان «المكتبة العربية» وكذا الناقد عزالدين إسماعيل أخرج كتاباً بعنوان «في الأدب العباسي.. الرؤية والفن» ثم جعل طبعته الأخرى «في الشعر العباسي.. الرواية والفن». ويصل العلاونة إلى قسم آخر وهو في إهداءات الكتب حيث نجد الجاحظ يقدم كتابه «التاج» إلى الأمير والأديب الفتح بن خاقان، أما النحوي ابن دريد فيهدي كتابه «جمهرة اللغة» إلى إسماعيل بن ميكال، وكذلك العالم ابن خلدون يهدي كتابه «العبر وديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر» لخزانة السلطان أبي العباس الحفصي أحد ملوك الحفصيين في تونس وهناك إهداءات عند المؤلفين في العصر الحديث أهديت إلى النبي صلى الله عليه وسلم مثلما فعل محمود شيت خطاب في كتابه «قادة النبي»، كما أهدى كتابه «قادة فتح بلاد فارس» إلى الخليفة الفاروق رضي الله عنه، وأهدى المؤرخ والأديب خير الدين الزركلي كتابه «شبه الجزيرة في عهد الملك عبدالعزيز» إلى الملك فيصل، كما أهدى الدكتور ناجي العبيدي كتابه «تاريخ المستنصرية» إلى الخليفة العباسي المستنصر بالله، ومن المؤلفين من يهدي مصنفاته إلى العلماء ومن هؤلاء الدكتور عبدالله الجبوري حين أهدى كتابه «المسك الأذفر» للعالم العراقي محمود شكري الألوسي، وهذا اللغوي الدكتور محمود الطناحي يهدي كتابه «مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربي» إلى كوكبة من علماء تحقيق التراث ومنهم من يهديه إلى أمه كما فعل الأستاذ سيد قطب حينما أهدى أمه كتابه «التصوير الفني في القرآن»، من جهة أخرى يهدي المحقق أيمن فؤاد سيد كتابه «الكتاب العربي المخطط وعلم المخطوطات» إلى روح والده رائد علم المخطوطات فؤاد سيد، والإهداء من أديب إلى أديب آخر مَثّلَه الشاعر الدكتور غازي القصيبي حين أهدى كتابه «100 من أقوالي غير المأثورة» إلى الأديب عبدالعزيز الخويطر، وأيضاً أهدى العلامة والمحقق إحسان عباس كتابه «عبدالحميد بن يحيى الكاتب» إلى تلميذته الناقدة الدكتورة وداد القاضي وكون الإهداءات من أهم ما يميز المكتبات الخاصة والتي يحرص المهدى إليه أن يضع المؤلِف عليها بصمته وإمضاءه وفي هذا السياق أهدى الناقد الدكتور يوسف عزالدين أحد مؤلفاته إلى الشاعر العراقي عبدالهادي الفكيكي دون أن يضع عزالدين إهداءه على صفحة الكتاب فعز ذلك على الفكيكي فنظم هذه الأبيات: عزيزي أصبح الإهداء عرفاً إذا أهدى مؤلفه الكتابا ولكني رأيتك لا تبالي لذلك جاء تقريضي عتابا ولو وشحته بجميل خط حلا فيه يراعكم وطابا وينقلنا المؤلف إلى تقديمات الكتب حيث اعتاد بعض المؤلفين أن يضعوا مقدمة لكتبهم لأديب أو شاعر أو باحث يعتز به أو ممن تأثر به أو تتلمذ على يده أو لاسم كبير يستظلون به ويفاخرون قصد الترويج، والتقديم ربما يكون موضع حرج لأن صاحب الكتاب لا يطلب نقداً قدر ما يطلب تقريظاً وأقدم تقديم ظفر به العلاونة، هو تقديم الأديب محمد المويلحي لديوان حافظ إبراهيم عام 1903م، وتقديم عباس العقاد لديوان المازني عام (1913م)، وتقديم الأديب ميخائيل نعيمة لديوان إيليا أبو ماضي والموسوم بـ»الجداول» عام (1927م)، وتقديم محمد حسين هيكل لكتاب «وحي الصحراء» لمؤلفيه محمد سعيد خوجه وعبدالله بلخير وتقديم الكاتب المعروف محمد حسنين هيكل لكتاب «لسراة الليل هتف الصباح» لمؤلفه الشيخ عبدالعزيز التويجري، وتقديم المحقق محمود شاكر لكتاب مالك بن نبي «الظاهرة القرآنية» وتقديم الكاتب أكرم زعيتر لديوان بدوي الجبل وتقديم الشيخ الأديب حمد الجاسر لديوان الشاعر محمد أحمد العقيلي «الأنغام المضيئة» وليس غريباً أن يكتب الوالد تقديماً لابنه كما فعل عيسى إسكندر المعلوف لديوان ابنه شفيق «عبقر» وكذلك تقديم الشاعرة نازك الملائكة لديوان والدتها «أنشودة المجد» وقد يطلب المؤلف تقديماً من ملك أو رئيس أو أمير مثلما قدم الملك سلمان بن عبدالعزيز لمطبوعات الأمانة العامة للاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس المملكة العربية السعودية، وكذلك تقديم الرئيس المصري الأسبق لباحثة جزائرية كتاب «أم كلثوم كوكب الشرق». وهناك تقديمات تكتبها المؤسسات الرسمية التي تصدر سلاسل كتب معينة مثل سلسلة «كتاب الأمة» ومطبوعات «الاثنينية» وغيرهما، وإذا أمعنا النظر في تقديمات الكتب المحققة نجدها يغلب عليها الإطالة كمقدمات المحقق الدكتور بشار عواد معروف والمحقق الدكتور عبدالرحمن العثيمين والمحقق الدكتور محمود الطناحي، وهي قد تزيد على الـ100 صفحة. وحين يقف الأستاذ أحمد العلاونة في مبحث التشابه بين أسماء المصنفات يورد عدداً كبيراً من الكتب التي قد تكون جاء تسمياتها من باب توارد الخواطر، أو ملاحقة لشهرة كتاب مسبوق مثل كتاب «الأحكام السلطانية» الأول منه للماوردي والآخر لأبي يعلى والسبق للأول، وكتاب «الله» الأول لعباس العقاد والآخر لسعيد حوى الذي تأثر بكتاب العقاد و»البخلاء» الأول للجاحظ والآخر للخطيب البغدادي وديوان «البواكير» جاء عنواناً لأكثر من ديوان لعدد من الشعراء هم: أنور العطار وبدر شاكر السباب وعبدالحكيم عابدين والشاعر القروي وبدوي الجبل، وكتاب «تاريخ الأدب العربي» لأحمد الزيات وعمر فروخ وشوقي ضيف، وكتاب «الديوان» للمازني والعقاد (بالاشتراك) ومثله للشاعر العراقي جمال الدين مصطفى وديوان «سامبا» لنزار قباني ولعلي الزيبق، وكتاب «قل ولا تقل» لجواد علي ولمحمد إبراهيم سليم وكتاب «معجم البلاغة العربية» لبدوي طبانه ولأحمد مطلوب وديوان «هديل الحمام» لبدر السياب ولغنيمة زيد الحرب، وديوان «هكذا أغني» لمحمود حسن إسماعيل ولسهاد داوود وديوان «الينبوع» لأحمد زكي أبو شادي ولسعدي يوسف ومعجم «لسان العرب» الأول لابن سينا والآخر لابن منظور، وموسوعة «خزانة الأدب» لابن حجة الحموي ولعبد القاهر البغدادي، وقصة «حي بن يقظان» لابن سينا والآخر لابن الطفيل، وكتاب «الديارات» لكل من أبي الفرج الأصفهاني والشمشاطي والشابشتي. وفي باب آخر يعقد العلاونة فصلاً عن بعض المؤلفين الذين تغير توجههم الثقافي بعد أن التمسوا كتاباً بعينه فسلكوا طريقاً في التأليف والكتابة غير ما كانوا عليه ومن هؤلاء مؤلف الكتاب أحمد العلاونة والدكتور عبدالعظيم الديب والصحفي والمترجم عبدالمنعم الزيادي واللغوي العراقي صبحي البصام الذي اتجه إلى التصحيح اللغوي بعد أن تأثر بكتاب صديقه وأستاذه العلامة مصطفى جواد «قل ولا تقل» ما استدرك عليه بكتاب «الاستدراك على قل ولا تقل».. ثم أخذ إلى التصحيح والاستدراكات على بعض كتب التراث أمثال: «الحيوان» للجاحظ، و»الأغاني» للأصفهاني، و»الأمالي» للقالي. ثم يتناول المؤلف ثلاثة فصول يعقدها حول كتاب «الأعلام» للأديب والمؤرخ الأستاذ خير الدين الزركلي تدور حول معجم الكتاب الواحد الذي سماه الزركلي بأسماء مختلفة مثل كتاب «الخبر والعيان» لخالد الفرج وهو مذكور باسم آخر «المذكرات» في تاريخ آل سعود وكتاب «كشف الحجاب في علم الحساب» لبطرس البستاني وأثبت له «مسك الدفاتر» وكلاهما واحد.. كذلك معجم المصنفات المنسوبة خطأ في كتاب «الأعلام» وهي كثيرة منها كتاب «تاريخ الطائف» الذي نسبه إلى محمد سعيد بن أحمد الحضراوي، والصحيح أنه لوالده أحمد بن محمد الحضراوي، وأيضاً «تجريد أسماء الصحابة» نسبه إلى ابن الأثير والصحيح أنه للذهبي، وكتاب «زهرة الرسائل» الذي نسبه إلى محمد بن الحسن المرصفي وإنما هو للحسين بن أحمد المرصفي، وكتاب «الألفاظ» نسبه إلى سهل المرزبان والصحيح إنه لسهل بن المرزبان الأشل النهاوندي وغيرها من الكتب، ومازلنا عند الكتاب الموسوعي «الأعلام» فهناك الفصل الأخير حول هذا الكتاب الذي كان عن معجم الكتاب الذي جعله الزركلي مفرداً وهو كتابان مثل «تاريخ فلسطين وجغرافيتها» لخليل طوطح والصحيح أنهما كتابان: «تاريخ فلسطين» والآخر «جغرافية فلسطين». ويختم المؤلف كتابه هذا بفصلين أحدهما عن المؤلفين الذين شرحوا مؤلفاتهم وذلك لأن أي مُؤلِف قادر على شرح كتابه عن غيره لكونه أدرى بكلامه ومن هؤلاء المصنفين الإمام ابن حزم حين صنف «المُجلى» في الفقه شرحه بكتابه المشهور «المُحلى» في شرح المجلى بالحجج والآثار وكذلك صنف على الجارم «البلاغة الواضحة» بالاشتراك مع مصطفى أمين ثم شرحها بـ»دليل البلاغة الواضحة»، وحافظ الحكمي له أرجوزة «سلم الوصول إلى علم الأصول» وشرحها في «معارج القبول». أما من عمد من المؤلفين إلى اختصار مؤلفاتهم فهم كثر لأن بعض المصنفات تكون مطولة وقد يضطر مؤلفها لاختصارها لتكون قريبة من طلاب المدارس وقد عرف الاختصار بعدد من الأسماء مثل: الإيجاز أو التخليص أو الانتخاب أو المختارات أو الانتقاء أو التهذيب، ومن أهم الكتب التي اختصرها مؤلفوها: كتاب «تاريخ الأشراف» للحصري وكتاب «تاريخ الإسلام» للذهبي، وكتاب «صبح الأعشى في صناعة الإنشا» للقلقشندي، وكتاب «فتح الباري في شرح صحيح البخاري» لابن حجر العسقلاني وكتاب «محيط المحيط» لبطرس البستاني، وكتاب «شبه الجزيرة في عهد الملك عبدالعزيز» للزركلي وكتاب «تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان» لعبدالرحمن بن سعدي، وهناك العديد من الكتب التي اختصرها أصحابها. وجملة القول أن هذا الكتاب «في الكتاب وأحواله» يعد مرجعاً مهماً لكل الباحثين والدارسين وأصحاب البيبلوغرافيا لكونه يحدد هوية كل كتاب ومصيره وما تعرض له من تقديم أو تقريظ أو شرح أو اختصار أو تهذيب مع ذكر تاريخه أو نُسِب خطأ لغير مؤلفه أو تشابه اسمه مع اسم كتاب آخر أو طبع بخط مؤلفه. أحمد العلاونة

مشاركة :