متحف نوبل.. استكشاف الحياة بوسائل مبتكرة

  • 5/27/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الصور الفوتوغرافية والفيديو، إلى جانب حزمة من التقنيات الحديثة تمثل أدوات العرض في متحف نوبل، الذي تنظمه مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، عضو مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، بالتعاون مع مؤسسة نوبل العالمية، بحديقة الطفل في دبي. جائزة نوبل في الطب محور المتحف الذي يوشك على الرحيل، وثيمته الرئيسية في دورته الثانية التي أقيمت تحت شعار استكشاف الحياة.وعلى الرغم من الطبيعة العلمية التخصصية للفعالية، إلا أنها شهدت تدافع الكثيرين إليها من طلاب المدارس والجامعات ومهتمين آخرين، إلى جانب المتخصصين من الأطباء ودارسي الطب. ما إن تدلف إلى باحة المعرض حتى تجد زواراً مختلفين من مختلف الأعمار والاهتمامات، توحدهم الرغبة في المعرفة والتطلع لاستكشاف عوالم جسم الإنسان،وذلك بالتطواف عبر أقسام المتحف السبعة. ويتناول كل محور منها موضوعاً مختلفاً عن الآخر بأسلوب تفاعلي مبتكر. على الجزء الأيمن عند المدخل الرئيسي للمتحف يمكنك أن تجد أول الأقسام المخصصة لإنجازات العلماء المسلمين في مجالات الطب، وهو القسم الذي يحمل اسم الطب الإسلامي. ومنذ بداية المتحف في هذا القسم، يبرز التنوع والابتكار في أنماط العرض، التي تجعل من إبراز المعلومة أمراً سهلاً عبر الفيديو الذي يقدم محاضرات مبسطة ومكثفة في آن، إلى جانب الصور والشروح المقتضبة التي تبرز أهمية العصر الإسلامي في تاريخ الطب. التقنيات الحديثة ذاتها تلعب دوراً أكبر في قسم المستكشف الداخلي، الذي يعرف الجمهور بالفائزين بجائزة نوبل الذين طوَروا أساليب عملية لنقل صورةٍ واضحة عن الأجزاء الداخلية لجسم الإنسان. وينجح القسم في مهمته بتتبعه للإنجازات المختلفة، ودور كل عالم منهم. ويقدم المتحف هذه التفصيلات بشكل محفز على الاكتشاف عبر مجسمات حديثة متعددة الأبعاد. وتبرز هذه الوسائل التوضيحية بشكل أكبر في القسم المخصص لألفريد نوبل، مؤسس الجائزة، الذي يبين إنجازاته ومسيرته العلمية، ليعرف الجمهور بصاحب أرفع جائزة علمية في العالم. كلما توغلت أكثر في الأقسام، يزداد إبهار وسائل العرض، ليبلغ ذروته في قسم رؤية ما خفي، فبإمكان الزوار هنا، التعرف إلى المجاهر المختلفة، التي أسهمت في تقدم علم الطب، باستعراض مراحل تطورها، ودور العلماء، الذين أسهموا في هذا الإنجاز، كذلك يبدو الأمر في قسم الخلية، الذي يقدم صورة واقعية عن خلايا جسم الإنسان، فيما يستعرض قسم الحمض النووي مكونات هذا الحمض ودوره في العمليات الحيوية. ويضم المتحف قسم الأمراِض وعلاجاتها الذي يسلط الضوء على مجموعة واسعة من الأمراض التي تهدد صحة الإنسان والجهود المبذولة لمكافحتها. طلاب المدارس والجامعات، الذين كانوا يتفرقون بين أقسام المتحف المختلفة، كان كل منهم يتساءل حول الإنجازات التي حققها هؤلاء العلماء، الذين تتصدر صورهم المتحف، لكن سرعان ما تبين الشروح الموجودة عبر وسائل سمعية وبصرية، الجهود التي قام بها الحائزون على جائزة نوبل، بيد أن الأمر لديهم لا يقتصر على هذه المرحلة، فكل جزء هنا يحفز على التفكير في الكيفية التي اتبعها هؤلاء الأفذاذ، ليقدموا للإنسانية إنجازات علمية بهذا الحجم مازلنا ننعم بها. مثل هذه التساؤلات التي أثارتها الفعالية في أذهان الصغار والشباب، تجسد الأهداف المبتغاة من المتحف، والمتمثلة في تنمية روح البحث العلمي، والتشجيع عليه، إلى جانب ترسيخ أسس التفكير بشكل علمي في أذهان الأجيال القادمة، الأمر الذي يدفعها إلى الابتكار والإبداع بأن يغرس في هذه النفوس المتحفزة الدافع للمضي في طريق العلم والإبداع. زوار المتحف من مختلف الفئات العمرية يساعدهم في ذلك تعدد وسائل العرض، وتباين أدواته، التي أتت بشكل استثنائي مبتكر، الأمر الذي أدى إلى تدافع الجمهور إليه من كل حدب وصوب. ولم يقتصر الإقبال الجماهيري على المتحف، الذي يقدم المادة الأكاديمية الجافة بروح فنية مبتكرة جعلتها في متناول الجميع، المتخصص منهم وغير المتخصص، بل جذبت الزوار أيضاً فعالياته المصاحبة، التي نظمتها المؤسسة مثل منتدى جوائز نوبل،الذي يضم محاضرات متخصصة، وجلسات نقاشية، عملت على ترسيخ وتعزيز قيم ومفاهيم الإبداع والابتكار بين الشباب والطلاب، وتشجيعهم على إنتاج المعرفة والبحث العلمي. أفلح المنتدى في جذب أعداد كبيرة من طلبة الجامعات والمتخصصين، بمشاركة 3 من العلماء الحائزين على جائزة نوبل في الكيمياء والفيزياء. وبناءً على توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، ينتقل المتحف في دوراته المقبلة إلى مدن الدولة وبعض العواصم العربية والإسلامية، بهدف تعميم الفائدة في أوساط الشباب العربي والمسلم. وفي هذا الإطار، أعلنت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم عن توقيع مذكرة تفاهم مع مؤسَسة نوبل العالمية، وذلك بهدف نقل المتحف خلال المرحلة المقبلة إلى عدد من مدن الدولة، ومدن ودول العالم العربي والإسلامي، الأمر الذي يزيد من أعداد المستفيدين منه في أوساط المنطقة العربية والإسلامية. ويتوقع الكثيرون أن تلعب هذه الفعالية دوراً كبيراً في ترسيخ روح البحث العلمي والإبداع في المنطقة.

مشاركة :