حلّ عدد من الشعراء الشعبيين الموريتانيين، يوم الخميس الماضي، ضيوفاً على دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، في قصر الثقافة، ضمن الملتقى الشهري الذي ينظمه مركز الشارقة للشعر الشعبي. كما اشتملت الفعاليات على ندوة تضمنت قراءة نقدية للشعر الحسّاني الموريتاني تعريفاً وتوصيفاً، للباحث محمد الأمين السملالي، خلال الملتقى الذي قدمه الإعلامي محمد ولد محمد سالم. وشارك في الأمسية الشعرية كل من: أتقانا ولد النامي، أفلواط ولد الداهي، الدوه ولد بنيوك، حسني ولد شاش، منير ولد إخليه، الذين تغنت قصائدهم بفلسطين والشارقة وموريتانيا. وقال الأمين خلال الندوة «غالباً ما يعرف الشعر الشعبي في موريتانيا بالشعر الحساني، نسبة إلى قبائل بني حسان العربية، التي استقرت في موريتانيا منذ القرن الـ11 الهجري، ونشرت اللغة العربية هناك في شكل اللهجة الحسانية، التي يعتبرها أهلها من أقرب اللهجات إلى اللغة العربية الفصيحة. ويعرف الشعر الحساني أيضاً بـ(لِغْنا) أي الغناء، نظراً للتلازم الحاصل بينه وبين مقامات الغناء والموسيقى الحسانية». وأضاف أن لغة الشعر الحساني هي عربية بدوية يندر فيها الدخيل، باستثناء مفردات اللغة الصهناجية التي كانت سائدة في موريتانيا، وتتركز مفرداتها أساساً في أسماء الأماكن أكثر ما عداها. وأشار المحاضر إلى أن غالبية الباحثين يعيدون نشأة الشعر الشعبي الحساني إلى التأثر بالرافد الأندلسي، في شكل الموشحات الأندلسية، التي هي أيضاً نمط شعبي متطور عن الشعر العربي. وأوضح أن الشعر الحساني يخضع لنظام عروضي منضبط، ويسمى «البحر» في الشعر الحساني بـ«البت»، من «البيت» الشعري. ومن الطريف أن الشطر من الشعر الحساني يسمى «التافلويت»، وهو اسم الأمير الأندلسي «ابن تافلويت»، الذي مُدح بالكثير من الموشحات. وفي نهاية الملتقى كرّم رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة عبدالله محمد العويس، ومدير مركز الشارقة للشعر الشعبي راشد شرار، المشاركين في الملتقى.
مشاركة :