التفاؤل الذي ساد بيئة التداولات في مختلف بورصات العالم، خلال الأسبوع الماضي، وجد ما يبرره في عدد من المعطيات توافقت مع توقعات المحللين، لعل أبرزها صمود أسعار النفط ومكاسب البرميل الذي دنا من 50 دولاراً، والأداء المتميز لقطاع البنوك والخدمات المالية رهاناً على رفع أسعار الفائدة الأمريكية. رغم التردد الذي ساد التداولات على خلفية تصريحات نارية لأعضاء الفيدرالي حول سرعة التحرك إلا أن الأسواق تمكنت من تجاوز تبعاته بفضل بيانات إيجابية سواء في أداء منطقة اليورو أو في أداء اسهم قطاع الطاقة والمال، لتنتعش التداولات وتقود المؤشرات إلى نهاية سعيدة للأسبوع عاشتها معظم أسواق العالم حيث طغى اللون الأخضر على شاشات التداول. وكانت الأسواق الآسيوية قد أنهت الاثنين على ارتفاع بعد تقلب نتج عن استمرار قوة الين الذي حال دون لحاق مؤشر نيكاي بغيره من مؤشرات آسيا لينهي على تراجع بنسبة 0.56%. ومارست أسعار النفط المتقلبة ضغوطها على الأسهم الأوروبية إلى جانب بيانات غير مشجعة لتهبط بمؤشر يورستوكس 600 بنسبة 0.4% ومؤشر فاينانشل تايمز0.3%. أما في وول ستريت حيث ينتظر المتداولون تلميحات جديدة من الاحتياطي الفيدرالي، فقد كانت التداولات خجولة ولم تسفر عن تغيير يذكر في نتائج المؤشرات. واستمرت حالة عدم اليقين في آسيا يوم الثلاثاء مع تراجع لافت في أداء الأسهم الصينية واليابانية ما كبد المؤشرات خسائر طفيفة. أما في أوروبا فقد منح أداء قطاع البنوك وشركات التجزئة وقطاع التعدين المؤشرات في القارة زخما ساعدها على تجاوز حالة التذبذب الآسيوية وختام اليوم على مكاسب لم يحرم منها أحد سوى مؤشر الأسهم اليوناني الذي تراجع بنسبة 1.5% بضغط من أسهم البنوك. وساعد الأداء المتميز للمؤشرات الأوروبية وتقرير قطاع المساكن الأمريكي في منح وول ستريت فرصة لتحقيق مكاسب هي الأعلى على أساس يومي منذ مارس. إلا أن أداء آسيا يوم الأربعاء كان مختلفاً جداً بعدما طرأ على وول ستريت الثلاثاء وعزز الشعور الإيجابي تراجع الين قليلاً أمام الدولار. وتمكن مؤشر نيكاي الذي بلغت مكاسبه 1.57% من دفع المؤشرات الآسيوية صعودا عدا مؤشر شنغهاي الذي أنهى على صفر. واستفادت أوروبا من جو إيجابي حول التوصل لاتفاق بشأن تسوية ديون اليونان ومن ارتفاع أسعار النفط لتحقق مكاسب لافتة تجاوزت 1% في مختلف المؤشرات. ونظرا للانتعاش القوي الذي سجلته أسعار النفط حيث تجاوز سعر البرميل 50 دولارا لأول مرة منذ مطلع نوفمبر، فقد عاشت الأسهم الأمريكية مهرجان مكاسب لتتجاوز أرباحها 2%. واستمر الجو الإيجابي في آسيا الخميس بدعم من اسهم قطاع الطاقة إلا أن التداولات ظلت ضعيفة في مختلف المؤشرات التي أنهت على تراجع تراوح بين 0.40% و0.65% بينما فقد مؤشر شنغهاي 0.93%. وتقلبت مؤشرات أوروبا بين التراجع صباحا والانتعاش مساء وأنهت على مكاسب محدودة سجلها مؤشر فاينانشل تايمز في حدود 0.60%. وكانت الآمال المعلقة على كلمة لرئيسة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جانيت يلين،كافية الجمعة لمنح الأسواق الآسيوية جرعة تنشيط عادت على مؤشر نيكاي بمكاسب بلغت 63 نقطة خاصة أن تقرير أسعار المستهلكين لشهر إبريل كان إيجابياً حيث كشف عن تراجع ما يعني مزيدا من الضغوط على البنك المركزي الياباني لتوسيع برنامج التحفيز الاقتصادي خلال اجتماعه في يونيو. واستمرت موجة التفاؤل في منطقة اليورو لتنهي مؤشراتها على اللون الأخضر الجمعة. أما وول ستريت فقد شهد تداولات لافتة في آخر جلسة تداول منحت المؤشرات مكاسب عالية بعد تصريحات يلين التي قالت فيها إن رفع أسعار الفائدة بات أكثر ترجيحاً خلال الأشهر القليلة المقبلة وأن أداء الاقتصاد في تحسن مستمر. وانتهى الأسبوع على مكاسب طيبة لكل المؤشرات الرئيسية في العالم عدا مؤشر شنغهاي الذي لم يفلح في تغيير جلده الأحمر منذ اشهر ، لكن خسائره هذا الأسبوع كانت الأقل منذ بداية العام حيث أغلق الجمعة على تراجع بنسبة 0.16% فقط عند 28210.5 نقطة. أما أكبر الرابحين فكان مؤشر داكس الألماني الذي تجاوز حاجز العشرة آلاف نقطة منهياً عند 10286.31 نقطة بمكاسب بلغت 3.73%. وجاء بعده في حجم المكاسب مؤشر ناسداك الذي ارتفع بنسبة 3.44% على مدار الأيام الخمسة لينهي عند 4933.51 نقطة. وكانت مكاسب كل من داو جونز وإس أند بي500 متقاربة حيث بلغت في الأول 2.18% وفي الثاني 2.28%. زخم جديد للسندات تراجع النفط في اليومين الأخيرين تحت ضغوط مكاسب الدولار والزيادة في العرض بعد أن سجل سعر البرميل يوم الأربعاء رقما قياسياً لهذا العام متجاوزاً 50 دولاراً لأول مرة منذ نوفمبر /تشرين الثاني الماضي. وأنهى خام برنت تداولات الجمعة عند 49.37 دولار ما يعني مكاسب أسبوعية بنسبة واحد في المئة في حين أنهى الخام الأمريكي عند 49.33 دولار إلا أن مكاسبه الأسبوعية بلغت 3%. ومنحت تصريحات جانيت يلين يوم الجمعة حول رفع أسعار الفائدة، السندات الأمريكية زخماً جديداً بعد أن تراجعت تكاليف الدين الأمريكي. وبلغ العائد على سندات الخزانة الأمريكية فئة السنوات العشر أعلى مستوى له عند 1.88% فور صدور التصريح، قبل أن يستقر بنهاية يوم الجمعة عند 1.85%. وتراجع الذهب يوم الجمعة متأثراً بتصريحات رئيسة المجلس وقوة الدولار ليفقد 0.9% في يوم واحد ليهبط إلى أدنى مستوى له منذ 22 فبراير /شباط. واستقر سعر الأونصة عند1208.90 دولار فاقداً 3.5% على مدار الأسبوع، وهي أكبر خسارة يسجلها على أساس أسبوعي منذ نوفمبر. وسجل الدولار قفزة استثنائية في نهاية الأسبوع رافعاً مؤشره الذي يقيس قوته مقابل سلة العملات الرئيسية إلى 95.76 نقطة وهو أعلى مستوى يبلغه منذ 29 مارس بعد أن تراجع إلى 91.91 نقطة في الثالث من مايو. وفقد اليورو بعض قوته لينهي عند 1.119 دولار وهو أدنى مستوى له منذ إبريل في حين تراجع الين إلى 110.42 ين مقابل الدولار.
مشاركة :