مديرة «يونسكو»: المجتمع الدولي لم يتوصل إلى رد فعل ملائم لتدمير الإرث الثقافي

  • 5/29/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قالت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) إيرينا بوكوفا إن المجتمع الدولي لم يتوصل بعد إلى رد فعل ملائم لتدمير الإرث الثقافي، مثل الذي حدث في تدمير متطرفين عمداً للمواقع الأثرية في سورية ومالي. وقالت بوكوفا إن الأمر استغرق بعض الوقت من السلطات للرد على خطورة ما كانت تفعله الجماعات المتطرفة. وأضافت في مقابلة في العاصمة الأفغانية كابول إن «مثل تلك الجماعات عادة ما تسعى إلى تمهيد الأجواء لاضطهاد الأقليات وترسيخ سلطتها من خلال تطهير ثقافي بإزالة آثار الثقافات الأخرى». وضربت طالبان الأفغانية أحد أكثر الأمثلة فجاجة على ذلك منذ 15 عاماً، عندما فجرت تمثالين ضخمين لبوذا العام 2001، وقالت إنهما من الأصنام. وأوضحت بوكوفا أن «محو المتطرفين في مالي للمعابد التي تعود إلى القرون الوسطى في تمبكتو في العام 2012، ثم تدمير تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سورية لأجزاء من مدينة تدمر الأثرية العام الماضي، جعل الخطر حاضراً بقوة». وبوكوفا من بين المرشحين لشغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة في وقت لاحق من هذا العام. وتابعت أن «عليّ أن أقول إن في بداية الأزمة السورية لم نأخذ ذلك بالجدية الكافية. عندما بدأنا إدانة هذا التدمير، الآن أعتقد الناس يدركون ما هو الخطر. أعلم أن الأمر ليس سهلاً، لكن الآن الجميع يرون دمار الإرث والثقافة بصفته جزءاً من استراتيجية هذا التطرف».  لكنها أضافت أن «العالم ما زال متخبطاً في شأن كيفية التعامل مع المشكلة التي دفعت القضية لمستوى استراتيجي». وتعتقد بوكوفا أن «هذه ظاهرة من نوع جديد بدأت في التفشي ونحن نسعى إلى استجابة». وأشارت إلى أن «قرار مجلس الأمن الرقم 2199 الصادر العام الماضي، والذي استهدف خصوصاً التجارة غير المشروعة في الآثار مع تجارة النفط واحتجاز الرهائن لطلب الفدية كوسائل لقطع التمويل عن جماعات مثل داعش والقاعدة هو مثال على الإجراءات» المطلوبة. كما شكلت محاكمة المتطرف أحمد الفقي المهدي في المحكمة الجنائية الدولية بسبب تدمير المواقع الدينية في تمبكتو مثالاً آخر. ووقعت بوكوفا أمس (الجمعة) اتفاقاً لإنشاء صندوق تمويل ثقافي مع الحكومة الأفغانية، بهدف تعزيز جهود الترويج للصناعات الثقافية وإعادة التأكيد على أهمية الثقافة والهوية الوطنية. لكن مدى نجاح مثل تلك البرامج في بلد تمزقه الرؤى المتنافسة على الهوية الاجتماعية والدينية والثقافية يبقى غامضاً. ففي أفغانستان التي تضم أكثر من 30 لغة والعديد من العرقيات المختلفة، والتي شهدت أيضاً حرباً أهلية وصراعات امتدت على مدى العقود الأربعة الماضية، يبقى مفهوم الهوية الثقافية عصياً على التحديد. وشددت بوكوفا على أنها لا تقول إن «الأمر سهل، لكنه ضروري وعلينا أن نبدأ من نقطة ما».

مشاركة :