سما يوسف كثيراً ما نسمع كلمة الاتكالية في العمل وداخل الأسرة وهي ظاهرة سلبية تفشت في مجتمعنا المتماسك وأصبحت ظاهرة تغيرت فيها الأدوار والاتكالية سلوك بدأ بالبروز مؤخراً على الساحة الاجتماعية، فقد تغيرت الأدوار الاجتماعية التقليدية للزوجين وكان لها بعض الانعكاسات في أن تتولى المرأة القوامة داخل الأسرة ويتكل الزوج عليها في شؤون المنزل، وترك إدارته للزوجة التي تتولى تقريبا القيام بكل مسؤوليات الحياة الأسرية وهو مجرد من أي مسؤولية سوى الجلوس في المقاهي والسفر مع الأصحاب وكل ذلك يعود لعوامل التربية التي أنشأت أبناء في جو الرفاهية وعدم تحمل المسؤولية. والاتكالية في الأسرة من أخطرها خاصة اتكالية الزوج وأنانيته وعدم تحمل أعباء الأسرة من المسكن والنفقة، وأن الزوج الاتكالي هو نتاج تربيته، فيكون قد تربى على الدلال وعدم تحمل المسؤولية ولم يعد يجيد أدواره المستقبلية، ومنها دوره زوجًا عليه واجبات وله حقوق، فيعيش حياته وهو غير مبالٍ وغير قادر على تحمل المسؤولية كما عاش آباؤنا وأجدادنا، وحينما يتزوج يرمي المهام على زوجته التي تضطر مرغمة إلى القيام بها في النهاية. وأرى أن الزوج الاتكالي يعد مشكلة عصرية تعانيها كثير من الزوجات خصوصاً الموظفات لأنه يعتمد على راتبها في الإنفاق على الأولاد وإن كانت هناك خادمة وسائق بجانب تقسيط السيارة له والسيارة الأخرى للعائلة مع أن راتبه قد يفوق راتبها أو أقل بقليل وإن ادخرت من ذلك الراتب لها وللزمن يبدأ في تدوير الفكرة في رأسها بشراء منزل يتعاونان في شرائه وهو يقدم المبلغ الضئيل شريطة أن يكون البيت باسمه دون أن يسجل لها بشيء منه، وأروقة المحاكم تشهد على ذلك في حال أي خلاف «تطلع» في النهاية ليس لها ما يثبت على خيبتها وثقتها العمياء. فهنا لابد من الصراحة أنها لا تستطيع القيام بكل المهام والمسؤوليات، فعليها أن ترسم الحدود وتوزع المسؤوليات والمهام، وتكون حازمة وجادة في طلب التغيير الذي لن يتم بسهولة ودون مقاومة أو أعذار من الزوج، وعليها أن تتحلى بالصبر والإرادة لتحدث التغيير! ولكي تنضبط الأمور في الحياة الزوجية؛ لابد أن يقوم الزوج بدوره المنوط به، فالدين خصه بوظائف تناسبه مثل «الإنفاق وإدارة المنزل وتولي شؤونه كافة، وإذا تنازل عن دوره فهذا إيذان بانهيار هذه الأسرة وتزعزعها، وتسرب الضعف بين أفرادها». وعدم احترام الزوجة والمجتمع له.
مشاركة :