أكد وزير العدل اللبناني السابق شارل رزق في تصريح لـ «عكاظ» أن العدالة الدولية لا بد من أن تأخذ مجراها، لافتا إلى أن هذه العدالة غابت عن لبنان بغياب دولته وتقاعس السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية عن عملها. داعيا القضاة اللبنانيين إلى النظر في المحكمة الدولية على أنها قدوة ليقتدوا بها من حيث الطابع العلمي لما تقدم به مدعي عام المحكمة الدولية، ولما قام به كل فريق العمل. وقال رزق، الذي وقع على إنشاء المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس الأسبق رفيق الحريري، ردا على من يدعي بتسييس عمل المحكمة، إن مجلس الأمن وافق بالإجماع على إنشاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، ومن بين هذه الدول روسيا الحليف الأول والأساسي للنظام السوري الذي يعتبر بدوره الحليف الأساسي لحزب الله. وأضاف لقد كان بإمكان روسيا أن تستخدم حق النقض الفيتو ضد المحكمة. لذلك ندعو المشككين بعمل المحكمة والذين شتمونا ورشقونا واتهموا المحكمة بأنها أمريكية، أن يسألوا أنفسهم لماذا وافقت الحليفة غير المباشرة «روسيا» لهم على إنشاء المحكمة ولم تستخدم حقها» الفيتو. وأكد أن المحكمة الدولية مهمتها واضحة وهي معاقبة أشخاص وليس حزب أو فريق سياسي، هذه المحاكم لا تعمل على إقصاء الأحزاب وتغيير الأنظمة السياسية في البلاد، مشيرا إلى أن جلسات المحاكمة العلنية، بدأت تعرض والتسميات للمتهمين تتم بأسمائهم مباشرة وليس باسم طائفتهم أو حزبهم. وفيما يتعلق بصمت حزب الله حيال مجريات المحكمة، لفت إلى أنه في السابق كان الحزب يهاجم وينتقد ويتوعد ولكن التطور الكبير الذي يحدث في المنطقة ككل جعله يستخدم أسلوبا آخر وقد ظهر في لغته وحديثه، وفي أغلب الأحيان ظهر من خلال صمته. وبين رزق أن موقف حزب الله من المحكمة يعود إلى عاملين؛ الأول أنه أدرك أن المحكمة أصبحت أمرا واقعا وهي تسير إلى الأمام ولن تعود إلى الوراء. ثانيا أن التغير في لهجة حزب الله جزء من تطور أوسع قد حصل على صعيد المنطقة، موضحا أن إيران غيرت من حساباتها في المنطقة ما انعكس على حزب الله. ودعا رزق القضاء اللبناني أن ينظر إلى عملها بالعين الإيجابية، فمعاقبة الفاعل أو المجرم ستكون بمثابة الخطوة العملية بأن العدالة لا مفر منها. اليوم ننظر بأمل أن يبدأ القضاء اللبناني بتفعيل دوره وأن يكون صاحب سلطة مستقلة، كما هو مطلوب منه، فهو ركن أساسي من أركان الدولة اللبنانية، والعالم يعول على القضاء في بناء وقيام الدولة القادرة من خلال قضاء مستقل.