تركت الحرب التي تدور في شوارع الشام بصمة واضحة على الدراما السورية، التي أفردت لها هذا العام مساحة في أعمالها التي جاءت بعضها حاملاً إسقاطات على الأوضاع الراهنة، ومن بينها يبرز أحمر المقتبس عن نص روائي للثنائي الكاتب علي وجيه، والممثل يامن الحجلي. ويحمل بصمات المخرج جود سعيد، الذي أعلن منذ 3 أيام عن انتهاء أعمال تصوير المسلسل الذي دارت كاميراته في حواري دمشق القديمة، لتنقل لنا قصة صيغت على النمط البوليسي، تتخذ من الحرب خلفية لأحداثها. أحداث أحمر تبدأ من اللحظة التي يقتل فيها القاضي في الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش خالد (الممثل عباس النوري) في حارته القديمة، حيث كان ذاهباً إلى بيته القديم، يحمل في جعبته أوراقاً هامة، وأثناء محاولته الهروب يصطدم بصديقه عباس، مدرّس التاريخ، حيث يكون هو الآخر عائداً إلى بيته، وبطريقة ما، تدخل أوراق خالد وسط صحف عباس، فيأخذها الأخير إلى مكتبته دون علمه. عملية قتل خالد تجبر حليم، عميد في الأمن الجنائي وصديق خالد وابن حارته، على فتح تحقيق حول الجريمة مع مساعده الرائد عاصي، الذي يعود للحارة، ليطالع ماضياً مسكوتاً عنه، وأحلاماً طوتها السنين والتحوّلات. خلال الأحداث تطل علينا من قلب الحارة نفسها، الإعلامية سماح (الممثلة سلاف فواخرجي)، التي تجتهد في البحث عن حقيقة مقتل خالد التي تشهدها، لتبدأ العمل على كشف ملابسات الجريمة، ما يؤثر كثيراً على قصة حب تعيشها سماح، ليتبين لنا مع مرور الوقت أن خالد وقبل مقتله قد ترك أحلامه المثالية ليتحول إلى قاض فاسد متناغم مع المافيا، ويتضح لاحقاً أنه متورط في الكثير من الحكايات والأسرار. تحولات شخصية ورغم أن العمل تدور أحداثه في دمشق خلال الظروف الراهنة، وضمن مستويات زمنية مختلفة، إلا أن العمل بشكل عام يرصد بعض جوانب تحوّلات الشخصية السورية على مدار عقود عدة من دون الخوض في تفاصيل الحرب الدائرة حالياً، التي يتخذ منها مؤلفا النص اللذان سبقا لهما العمل معاً على مسلسل عناية مشددة (2015)، لتتحول إلى خلفية للأحداث. في أحمر يخوض المخرج جود سعيد، أولى تجاربه الدرامية التلفزيونية، بعد أن أمضى سنوات في السينما التي قدم لها أفلاماً عدة، آخرها رجل وثلاث أيام (2016) وبانتظار الخريف (2015) الذي لعبت فيه سلاف فواخرجي دور البطولة، ومطر حمص وغيرها، ليبدو أحمر بمثابة اختبار يريد منه جود اكتشاف تجربة العمل في الدراما العربية عموماً والسورية تحديداً، وفقاً لتعبيره. حيث يعتبر جود أن الدراما التلفزيونية تختلف تماماً عن السينما، سواء بآلية العرض أو حجم الشاشة، أو حتى طبيعة بنية العمل نفسه، والتي يؤثر فيها عامل الزمن، واعداً في الوقت ذاته بتقديم عمل درامي محترم يتضمن صورة وشكل فني مختلف موزع على 30 حلقة. ويرى جود أن الأحداث في عمله أحمر تتوسع كثيراً لتخوض في عوالم المجتمع السوري، وتبين علاقاته المتشابكة، لنقف أمام الحب والخيانة والصداقة، واصفاً العمل بأنه يدور في إطار بوليسي مشوق، لم يقدم منذ زمن على الشاشة الصغيرة. صراع مستتر في المقابل، يؤكد الممثل عباس النوري من خلال صفحة المسلسل على الفيسبوك، أن أحمر هو عبارة عن صراع مستتر ومعلن بين الأسود والأبيض، لكن الأحمر له مكانه الخاص بين الألوان، هنا، سنكتشف كيف يكون للأحمر موقعه عندما ننبش في الماضي المستتر ما كان يجب كشفه. بينما تؤكد سلاف فواخرجي، أن شخصيتها في أحمر تشكل أحد الأدوار التي طالما تمنت دائماً أن تجسدها على الشاشة الصغيرة، واصفة أحمر بأنه عمل يفيض بالشجاعة وخيبات الأمل والحزن والأمل والضعف والقوة. وقالت: من خلال هذا العمل سنكتشف أن تاريخ الدراما ما زال يكتب بأعمال تستحق التقدير. تتر بدأ تصوير العمل في ديسمبر الماضي، ويشارك في بطولة المسلسل إلى جانب عباس النوري وسلاف فواخرجي كل من عبدالمنعم عمايري ورفيق علي أحمد، وديمة قندلفت وصفاء سلطان ويامن الحجلي ومحمد الأحمد، ورنا جمول، ونجاح سفكوني، فيما كتب كلمات تتر المسلسل الشاعر نزيه أبو عفش، وقدمها مجموعة من المغنين من بينهم عاصم سكر ومحمد قباني وعبير البطل.
مشاركة :