تدور عدسة المخرج تامر إسحق في سورية، لتصوير مسلسل «خاتون» الشامي، من تأليف الممثل طلال مارديني ومعالجة درامية لسيف حامد، من دون أن تستقرّ الشركة المنتجة «غولدن لاين»، على من تؤدي دور «خاتون» البطلة والعنوان، بعد اعتذار النجمة نسرين طافش لتضارب أوقات التصوير مع عمل آخر. يعتمد النص على ترسانة من النجوم أصبحت في عداد فريق العمل، كباسم ياخور وأيمن رضا وكاريس بشّار وديمة قندلفت وسلوم حدّاد وزهير رمضان وجيني إسبر وعبدالرحمن أبو قاسم ومعتصم النهار وغيرهم من السوريين، وطوني عيسى من لبنان بدور «دانيال»، في انتظار ردّ يوسف الخال لتأدية شخصية «جوزيف». ويؤدي ياخور الذي يقرع باب الحارة الشامية درامياً للمرة الأولى، دور «عكّاش» طليق «زمرد»، شقيقة «خاتون» إبنة الزعيم «أبو العزّ» (سلوم حدّاد). ويتميز هذا الدور بكم كبير من الشر، إذ يفرض الأتاوة على الأهالي، إضافة إلى مطالبته المستمرة بأخذ ولده «سعيد» ليعيش معه، قبل أن يصبح قاطع طريق وعميلاً للمحتلّ الفرنسي حينها. لكنّ ذلك ليس إلا نزراً يسيراً من شرٍّ أثبت ياخور إبداعه في تأديته سابقاً بأسلوبٍ خاص، كدور «أبو نيبال» في «الولادة من الخاصرة»، من تأليف سامر رضوان وإخراج رشا شربتجي. ويجمع هذا العمل ياخور مجدداً بزميله أيمن رضا بدور «أبو جبري»، بعد أن قدما سابقاً ثنائياً ببصمة قوية. وتنضم كاريس بشّار أخيراً إلى «خاتون»، بدور «زمرد» القوية التي تحاول لمّ شمل عائلة الزعيم المفككة، بسبب غضب الزعيم الذي أثاره حب ابنته «خاتون» الضابط الفرنسي «جوزيف» بعد انكشاف وجهها أمامه، فتقف «زمرد» في وجه «نعمت»، زوجة «فاروق» ابن الزعيم، لتفشل محاولة الأخيرة في إبعاد «خاتون» عن منزل أبيها من أجل تنصيب «فاروق» زعيماً، علماً أن قندلفت تؤدي دور «نعمت» في مشاركتها الأولى في الدراما التلفزيونية منذ زواجها في شهر أيّار (مايو) الماضي. وتجري أحداث المسلسل المؤلف من ستين حلقة، في حواري الشام القديمة، بخاصة «العمارة»، في وجود العناصر المتكررة في هذا النوع الدرامي من حيث الشكل، مثل «الزعيم» و «المحتل» و «القبضاي» و «المرأة التي لا تكشف عن وجهها» و «صاحب القهوة» (زهير رمضان). لكن يبقى الخروج عن النمطية الشكلية بيد الإخراج والمضمون والأحداث المرتبطة بالحبكة الدرامية بالتوازي وبالتصاعد، لا سيما أن فيه العناصر التي تؤهّله لذلك، بخاصة بنية شخصياته. ومن أبرز هذه العوامل، تلاعب الكاتب بتركيبة الشخصيات بين الخير والشر، ما يحيّر المشاهد كما يشوّقه، إضافة إلى الأدوار النسائية التي تناصف البطولة، إلى جانب تنوّعها. «خاتون» تتحدى التقاليد أو العادات المفترضة من أجل حبّها، وتُعتبر وفق نص العمل «أجمل نساء الأرض، تأسر كل عين ترى حسنها». و «زمرد» المرأة صاحبة الحيلة التي تتمسّك بوحدة الأسرة من دون عجز «الحريمة» وعقدة «الطلاق». و «نعمت» السيدة الطموحة للسلطة إلى حدّ الجشع، التي تساعد «خاتون» للهرب مع الضابط الفرنسي، لا حباً بها بل خلاصاً منها. و «جوزيف» بدوره، سيوقع المشاهد في حيرة بين شره وخيره بعيداً من نمطية صورة المحتل. وشخصية «الزيبق» (معتصم النهار) شقيق «عكّاش» وعدوه في الوقت عينه بسبب شره، فلا مكان لرابطة الدم بين الحق والباطل هنا. و «أبو العز» الزعيم التقليدي الذي ينكسر لانكشاف وجه ابنته، لكنه عند المحك يتمسك بأبوته متخلياً عن عادة بلت. يعطي «خاتون» في سابقة فنية، أدوار بطولة إلى ممثلين لبنانيين في عمل شامي. يقول طوني عيسى في اتصال مع «الحياة»، أنه سيبدأ تصوير مشاهده قريباً في سورية، مؤكداً ترحيبه بالتجربة الخاصة في «خاتون»، علماً أن الممثل اللبناني شارك النجوم السوريين في بطولة أعمال مشتركة عديدة، مثل «علاقات خاصة» (كتابة نور شيشكلي وإخراج رشا شربتجي) و «بنت الشهبندر» (كتابة هوزان عكّو وإخراج سيف الدين سبيعي). وإضافة إلى هذه العناصر، لم يجمع أي عمل تلفزيوني يصوّر في سورية منذ اندلاع الأزمة فيها، هذا العدد والنوعية من الأبطال معاً، ويتألف من ستين حلقة متّصلة، لذا أمام «خاتون» كل فرص المنافسة على أن تبقى النتيجة النهائية بيد المخرج تامر إسحق الذي أمّنت له كل أسباب النجاح. ينتهي ملخص «خاتون» الذي اطلعت «الحياة» عليه، بأن «الرواية لم تنتهِ بعد...»، بخاصة أن البطلة التي كشف وجهها في العمل، لم يكشف وجهها فعلاً. إلى ذلك، أكّد «خاتون» هجرة الممثل السوري علي كريم الشهير بـ «أبو النار» في مسلسل «باب الحارة»، من بلده بسبب الظروف الأمنية، بعد أن نفى الأمر سابقاً، إذ انسحب كريم من دوره في العمل بعد أن وقّع عقداً، وردّ إلى الشركة المنتجة مقدّم الأجر الذي قبضه.
مشاركة :