هل تسقط العراق والشام بيد اللئام؟

  • 5/31/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أعلم أن الناس قد تعبوا وملوا؛ من الحديث حول القتل المتعمد لأهل "السنة" في سورية والعراق، ومن قبل في فلسطين وأفغانستان وسيلان وبورما.. وغيرها من البلاد، إضافة للقتل الممنهج لعلماء ورموز المسلمين؛ كما في بنغلاديش وإيران.. وغيرها. وسبب هذا الملل عدم ظهور أية نتائج إيجابية على أرض الواقع، فالوضع يزداد سوءاً في كل اتجاه، سياسيا متمثلا في الجامعة العربية ومؤتمر العالم الاسلامي والأمم المتحدة، وعسكرياً واقتصاديا بعدم الإمداد الجاد والصحيح لقوى المقاومة. وبالمقابل ظهور قوى سياسية مُخْتَرَقَة تدعي المقاومة، وهي الشريك الأكبر في جرائم القتل، وتشويه صورة الاسلام والمسلمين، متمثلا في الأحزاب البعثية وداعش والقاعدة ودولة القانون والحشد الشعبي وعمال الأكراد وعلمانيو تركيا.. وغيرهم، وكلها مدعومة من الغرب والشرق والشمال؛ ماليا ولوجستيا وعسكريا واستخباراتيا وبشريا وإعلاميا.. ودينيا!! عندما أعلنت كوندي عن خارطة الشرق الأوسط الجديد، كان ردّة فعل العرب كالعادة.. اللامبالاة! وعندما حذّر رؤساء بعض الدول من الهلال الخطير، صمت الجميع، فسكتوا عن التحذير، ولم يعملوا ضد هذا الحدث الخطير، بل كانت قراراتهم سلبية ضد أهل السنة فقط!! لقد أصبح هذا الهلال الخطير دوائر متفرقة، وأضحى لدينا بسببهم مربعات ومثلثات من الأشلاء والدماء، وأمست نقاط الانتشار في جميع بلاد المسلمين.. سنة وشيعة!! لقد تكبر السياسيون العرب عن السنة في العراق بعد سقوط صدام، بحجة الخوف من الاتجاه الاسلامي السني، وجاءهم المارد الصفوي! وتكرر الأمر مع جميع الفصائل السنية الصادقة في جميع البلاد العربية، في ليبيا وتونس وسورية واليمن.. وغيرها، والنتيجة ما نسمع لا ما نرى!! والآن جاءت التصفيات قبل النهائية على أهل السنة في العراق والشام، غرباً في حلب، وشرقاً في الفلوجة، والصمت العربي الاسلامي مدقع، بحجة: لا نريد إسلاميين، ولا إخوان، رغم أنهم لا يمثلون ٥٪‏ من الشعب، فضحوا ب٩٥٪‏ من أجل ٥٪‏ يكرهونهم؟! هل سمعتم منذ ٢٠٠٣م عن إعدام بعثيين من غير السنة؟! ألم يدعموا البعثي اياد علاوي في الرئاسة؟! إعدامات جماعية للسنة من ميليشيات، بحجة انهم بعثيين، دون دليل ولا محاكمة! ومع أن السنة يمثلون ثلث البعثيين فقط!! ثم جاء التركيز والقنص على أساتذة الجامعة والأطباء والمهندسين والعلماء بمختلف الاختصاصات العلمية، أما المشايخ فلا بواكي لهم! والعديد من اعداماتهم للسنة تتم بعد تعذيب وتنكيل وحرق، فأين ذلك ممن يدعي الدين؟!! ومن يدعي غير ذلك، فليفتح مئات مواقع اليوتيوب؛ ليرى الصيحات "الطائفية" للجيش العراقي الرسمي، والميليشيات، والحشد الشعبي، باسم الحسين والمهدي والعباس (ع) السلام، وهم منهم براء! وليرى صور الاعدامات والتعذيبات التي تدل على ما يتمتع به القتلة من حقد وغل تجاه السنة!! حتى باتت جيوش المغول والتتار مذهولين مما يجري! لا اعلم ان كانت الفلوجة هي خط الدفاع الأخير عن السنة في العراق، بعد تواطؤ الأكراد منذ عام ٢٠٠٣م لأجل قوميتهم! ولا أدري ان كانت الشام منتهاها ببسط النفوذ الصفوي البعثي، ولكني أقولها محذراً: مَن قَبِلَ بها، فلينتظر دوره، فالغرب لا أمان له، وما احتلال العراق للكويت، وخلع صدام وحسني وعلي.. وغيرهم، ولا ثورات الربيع العربي، الا نموذجا على ذلك اللاأمان!! فهل تسقط العراق والشام بيد اللئام؟! أدعو الله عز وجل ألا تسقط بلاد المسلمين، وأن يحقن دماءهم، فماذا بعد سقوط الأندلس سوى العار، وماذا بعد العراق والشام سوى الدمار؟!! د.عصام عبداللطيف الفليج

مشاركة :