ناقشت فعاليات ملتقى السمنة في البطن، أعراض مخاطر السمنة في منطقة البطن في دول الخليج، وتم تسليط الضوء على أبرز الابتكارات في مجال التكنولوجيا الطبية، والنظام الغذائي الصحي، إلى جانب أهم الدراسات التي تقدم حلولاً أكثر فعالية لإزالة الشحوم المتراكمة في منطقة البطن. واستهدف اللقاء تبادل الخبرات والمعرفة حول المخاطر المرتبطة بـالسمنة في منطقة البطن بالوقت الحاضر وسبل معالجتها في منطقة الخليج والإمارات على وجه التحديد. حضر اللقاء الذي عقد في فندق كونراد - دبي، ما يزيد على 150 من الأطباء و المختصين والخبراء في مجال علاج السمنة، والغدد الصماء، وأمراض القلب، وأمراض النساء، والمسالك البولية، وممثلين من الهيئات الحكومية والخاصة، ومختلف المستشفيات والعيادات الطبية المنتشرة في دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي. أشار المحاضرون إلى أن ارتفاع مستويات البدانة بين سكان الخليج، من أخطر الحالات الصحية وبالأخص المتراكمة في منطقة البطن، حيث تعد الدهون المتراكمة في هذه المنطقة أكثر خطورة من السمنة في منطقة الأرداف وغيرها من المناطق، وذلك لأنها ترتبط بعدد من المشاكل الصحية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: ارتفاع معدل الكولسترول في الدم، وزيادة ضغط الدم، وعدم تجاوب الجسم للأنسولين بشكل جيد، وكل هذه المؤشرات قد تؤدي إلى ارتفاع نسبة السكري ومشاكل في صحة القلب. قالت الدكتورة عفراء إبراهيم بن كته، رئيس قسم التغذية السريرية بمستشفى راشد في هيئة الصحة بدبي: يعاني أكثر من 50٪ من السكان بدول الخليج من السمنة المفرطة، وفي دراسة أجرتها مجلة لانسيت، أظهرت النتائج أن الكويت وقطر من بين 10 دول في العالم يكثر فيها الأفراد الذين يعانون السمنة المفرطة. ومن الجهة ذاتها تشكل السمنة عبئاً ثقيلاً على ميزانيات الرعاية الصحية، نظراً للمخاطر المرتبطة بها، والتي تظهر ارتفاع نسبة الأمراض في الأفراد الذين يعانون من السمنة وبالأخص في منطقة البطن. وأضافت الدكتورة عفراء: يؤثر تراكم خلايا الدهون في الأحماض الدهنية التي تفرز في كل من الكبد، والبنكرياس، والقلب، والأعضاء الأخرى، التي تسبب ضعف وظائف تلك الأجهزة، وهذا بدوره يؤدي إلى مقاومة الأنسولين بمستويات أعلى، مما يؤثر سلباً على الكولسترول، وأمراض القلب، والأوعية الدموية. كما أن هذه الأعراض ترتبط أيضاً بسرطان الثدي والعقم عند الرجال. وعلى نطاق متصل، قال الدكتور فيليب بلانشمِزون، اختصاصي الأوعية الدموية، ومحاضر كلية الطب في جامعة باريس: تتزايد السمنة ورواسب الدهون في جميع البلدان الصناعية، كما ترتبط بالعديد من العوامل البيئية والنظام الغذائي، فضلاً عن العوامل البيئية والوراثية، علينا أن نحذو خطوات مهمة، وأن نحدث تغيرات بدءاً من عادة الأكل، والحفاظ على اللياقة الصحية من خلال ممارسة الرياضة التي تحارب السمنة، إلى جانب الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة التي تسهم في إذابة الدهون والقضاء على الدهون. وعلى الرغم من أن مؤشر كتلة الجسم هو مقياس موثوق حول إجمالي الدهون في الجسم، ولكنه لا يظهر كيفية توزيع الدهون داخل الجسم. لكن بمحيط الخصر الزائد غالباً ما يكون مؤشراً على المستويات المرتفعة من الدهون في منطقة البطن. وأكد بلانشمِزون على أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام واتباع نظام غذائي يمكن أن يساعد على الحد بشكل كبير من الدهون في منطقة البطن. ومع ذلك فالغذاء الصحي مع ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يعطي نتائج ملموسة، إلا إذا كان مصحوباً بالتكنولوجيا الآمنة طبياً، والتي من الممكن أن تحفز إذابة وحرق الدهون. وتبين البحوث أن الدهون في منطقة البطن هي أسوأ شكل من أشكال الدهون المخزنة في جسم الإنسان، وبخاصة الدهون الحشوية،إذ تعد أكثر خطورة، مقارنة مع الدهون التي تقع تحت الجلد.
مشاركة :