قال مصدر بارز في "أوبك" إن أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول وبينهم السعودية يسعون لإحياء فكرة القيام بتحرك منسق بشأن إنتاج النفط من قبل كبار المنتجين، عندما تجتمع المنظمة اليوم في الوقت الذي تشير فيه إيران إلى أنها غير مستعدة لأي اتفاق لتجميد سقف الإنتاج. وبحسب "رويترز"، فقد ذكر المصدر أن مجلس التعاون الخليجي يتطلع لعمل منسق خلال الاجتماع، وفي نيسان (أبريل) تعثر اتفاق لتثبيت الإنتاج العالمي في الدوحة، الذي كان يستهدف وقتئذ تحقيق الاستقرار في سوق النفط. وظلت طهران العقبة الرئيسة أمام "أوبك" الساعية للتوافق على سياسة للإنتاج على مدار العام الأخير، حيث عززت إنتاجها من الخام على الرغم من دعوات الأعضاء الآخرين لتثبيت الإنتاج، وتدفع طهران بأنه يتعين السماح لها بزيادة إنتاجها من الخام إلى المستويات التي جرى تسجيلها قبل فرض العقوبات الغربية عليها بعدما تم رفع تلك العقوبات. واعتمدت "أوبك" استراتيجية تهدف إلى الحفاظ على الحصص السوقية خلال اجتماعها السابق في كانون الأول (ديسمبر) 2015، ما سمح فعليا لأعضائها البالغ عددهم 13 دولة بضخ كميات كبيرة من الخام في سوق متخمة أصلا بالمعروض. وهبطت الأسعار إلى 27 دولارا للبرميل في كانون الثاني (يناير) مسجلة أدنى مستوى في أكثر من عشر سنوات، لكنها تعافت منذ ذلك الحين لتصل إلى نحو 50 دولارا للبرميل بفعل تعطل بعض الإنتاج العالمي. وشمل ذلك التعطل تقلص إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة متأثرا بتدني الأسعار إلى جانب حرائق الغابات في كندا التي أثرت في إنتاج النفط الرملي والهجمات التي استهدفت خطوط أنابيب في نيجيريا العضو في "أوبك" وتراجع إنتاج فنزويلا العضوة في المنظمة أيضا. وقال جاري روس المتابع المحنك لـ "أوبك" ومؤسس شركة بيرا للاستشارات التي تتخد من الولايات المتحدة مقرا لها إن القصة الأساسية اليوم هي تلك المتعلقة بتراجع الإنتاج، فالسوق تصير أكثر تشاؤما ليس فقط بشأن الإمدادات من خارج "أوبك" ولكن من داخل المنظمة أيضا. من جهة أخرى قالت أربعة مصادر في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" إن المنظمة ستدرس وضع سقف جديد لإنتاج النفط في اجتماعها اليوم. وإذا اتفق أعضاء المنظمة على وضع سقف جديد للإنتاج فإن هذا القرار سيمثل توافقا مهما بين الدول الأعضاء التي فشلت في الاتفاق على تحديد سقف للإنتاج للمرة الأولى منذ سنوات خلال اجتماعها السابق في كانون الأول (ديسمبر) 2015. حتى كانون الأول (ديسمبر) كانت المنظمة تتبنى سقفا للإنتاج عند 30 مليون برميل يوميا وهو المستوى المعمول به منذ كانون الأول (ديسمبر) 2011. وتنتج "أوبك" حاليا نحو 32.5 مليون برميل يوميا. وإذا وضعت المنظمة أي سقف دون هذا المستوى فسيكون ذلك خفضا فعليا للإنتاج. وأشارت ثلاثة مصادر إلى أن هناك حاجة إلى وضع سقف للإنتاج يفوق كثيرا 30 مليون برميل يوميا، لكن المستوى النهائي سيحتاج على الأرجح إلى مباحثات طويلة.