تشتمل الدعوة إلى توثيق المؤسسة الوطنية في الإمارات، بالضرورة، توثيق الحركة الرياضية والشبابية، ويندرج تحت العنوان نفسه تسجيل تاريخ المنظمات والأندية الرياضية. هذا الجانب، كما يبدو، مهمل وغير مدروس حتى الآن، فيما هو يشكل بعض ذاكرتنا الجمعية ووجداننا. نريد أن نقرأ إرثنا الحديث والمعاصر موثقاً بجميع جوانبه على أيدي دارسين وباحثين متخصصين، ونريد لباحثينا الجدد العمل على التأليف في هذا الحقل، خصوصاً وهم يضعون رسائلهم الجامعية. نادي العين يقف شامخاً في واجهة أنديتنا الرياضية، وله أثره الكبير في نهضتنا الرياضية والشبابية والاجتماعية إجمالاً، وكما قال سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي في أبوظبي في تويتر أمس، فإن نادي العين سيظل شعلة وطنية، وسيواصل العمل في خدمة الوطن ومسيرته الرياضية والحضارية. تاريخ هذا النادي الوطني العريق مضيء ويظل مضيئاً، ولا بد من التأكيد على أن الخطأ وارد، لكن خطأ الإساءة إلى السلام الوطني باعتباره رمزاً مسألة ما كان لها أن تمر مرور الكرام. صدق حدس الشارع الرياضي والشارع الإماراتي عامة، وجاء القرار حاسماً من صاحب القرار. لم ينتظر المجتمع طويلاً بعد أن تابع ردود أفعال الإعلان المسيء في وسائل التواصل الاجتماعي، وسعد بقراري سمو الشيخ هزاع بن زايد بصفته النائب الأول لرئيس النادي بحل مجلسي إدارة شركتي نادي العين لكرة القدم وللاستثمار ، وبقراره الثالث بتكوين لجنة لتسيير أعمال النادي العريق. ربما فوجئ البعض بسرعة اتخاذ القرارات وحجمها، لكن العارفين يعرفون أن الرموز الوطنية في بلادنا خط أحمر، ومرة ثانية نعود إلى هزاع بن زايد مغرداً إذ يقول: الرموز الوطنية هي جزء لا يتجزأ من الهوية الجامعة، بها نعلو ونسمو، وتحت راية العلم، وفي ظل النشيد، تصان القيم وتحفظ الأوطان. انتشرت تغريدات الشيخ هزاع سريعاً ووصلت إلى قلوب المواطنين والمقيمين مباشرة، بل لامست مشاعر كل محب للإمارات في كل مكان. الذين لم يتوقعوا الاستجابة الإيجابية وبهذا الشكل الحضاري ربما كانوا بعيدين، بعض الشيء، عن معنى الإمارات، والأسس والمبادئ والثوابت التي أقام عليها هذه الدولة الرائدة القائد المؤسس، معلم الأجيال، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومن زايد الخير، ومن النهج الراسخ لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تعلمنا كيف نضع المعنى والمعنوي في العقل والروح والضمير، وتعلمنا أن احترام الرمز الوطني دليل محبة وبرهان يقين وعمل. وكان نادي العين منذ تأسس وأبدع وحقق البطولات والإنجازات بعمل الجميع، وبرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، واحداً من الأندية التي علمت وخرجت الأجيال المنتمية للإمارات ولعلم الإمارات في سمائه الشاهقة. لم يكن نادي العين نادياً بالمعنى التقليدي والنمطي. نادي العين كان مدرسة. وشكراً هزاع بن زايد على التفاتتك الجادة الصادقة: رايتنا العالية الغالية أرضنا والسماء، ولسوف نظل على عهد الحب. غيرنا ضحى بدمه من أجل الإمارات، ومهما بذلنا فنحن مقصرون. ابن الديرة ebn-aldeera@alkhaleej.ae
مشاركة :